ـ لا أهلاً ولا سهلاً، بأفشل وزير خارجية في تاريخ هذا البلد!
* العتب، كما يقال سيّدي، بقدر المحبة.
ـ لا قدر لك عندنا ولا محبة، ولا حتى عند quot; مهرجان المحبة quot; !!
* سيّدي.. تمنيت لو أنني أملك صوتاً جميلاً، من أجل أن أبث أغنيات محبة ووفاء تليق بعظمتكم، بصحبة الزرناية والطبل و..
ـ الطبل حاضرٌ هنا، على كل حال!!! قه قه قه
* ولكن وزني إنخفض إلى نصفه، بما أبذله من أجل حشد الطاقات العربية لموقفنا القومي.
ـ بل من أجل حشد العداوات العربية على رأسي!
* أعرف أنكم غاضبون، بسبب عدم إستقبالهم لي في المملكة.
ـ ألم تهتدوا بَعد لطريقة تخلصنا من هذه العزلة؟
* سيّدي، طبختنا الديبلوماسية على نار هادئة.
ـ وهل سنأكل الـ..... !!؟
* العفو سيّدي، ما قصدتُ هذا.
ـ العمى في عيونكم، العمى!
* كلكم بُعد نظر، سيّدي!!
ـ دعني من معسول الكلام.. أريدُ حلاً!
* سيّدي، لا يخفى عليكم إصرار الأشقاء هناك، بالنسبة للمحكمة الدولية.
ـ لا أريد ذكر إسم المحكمة أمامي، بتاتاً!
* أعني، موقفهم ذاك بخصوص موضوع الإغتيالات في لبنان.
ـ عظيم ! ونحن، بالمقابل، قدمنا لهم شرطاً بسيطاً لحل الموضوع: أن يتمّ تعويضنا بملياري دولار، سنوياً، من كرَمهم المشهود، كعطل وضرر بسبب خروجنا من لبنان الذي تمّ بكل طواعية وسلاسة وشفافية !!
* وجوابهم، كما تذكرون سيّدي، أنّ المملكة كانت تدفع لنا مساعدات، فيما مضى، من أجل دعم المجهود الحربي.
ـ ولوْوو.. ليدفعوا لنا، إذاً، من أجل دعم المجهود النهبي!!!
* القضية تحتاج لمزيد من الوقت، لكي يتم تدارك الخلافات.
ـ قضيّة صغيرة، بحجم إغتيال الحريري، وتعجز سياستنا الخارجية عن تدبيرها؟؟
* سندبّرها، سيّدي. وتاريخنا، الحافل بأمور مشابهة، شاهدٌ على حنكة دبلوماسيتنا العريقة..
ـ الغريقة، قصدك!!
* سيّدي، بصراحة، لا صلاحيات لديّ....
ـ ولكن، ما هذا.. أتبكي أيضاً؟
* من التأثر، والله..
ـ قف بإستعداد !
* حاضر.
ـ إسترح، إذاً!
* إسترحنا.
ـ هم م م.. أتعترف أمامي بإنتهاء صلاحيتك؟!
* بل فقدان صلاحياتي، سيّدي!
ـ أهذه نغمة جديدة؟
* أردتُ القول، أنّ ملفات الخارجية جميعها بيد ضابط أمن الوزارة.
ـ والله لو أنك من قريتنا، كنا رقيناك لمقامه السامي !!! قه قه قه
* نتشرف سيّدي، وبكل تواضع، أن نكون مجرّد مزارعين في قريتكم الباسلة!
ـ بمناسبة الحديث عن القرية والمزرعة، ماذا جدّ من أمر الإستحقاق الرئاسي.. هناك؟
* سيّدي، العفو.. أنتم أدرى بمن يمسك الآن بالملف اللبناني.
ـ نعم، نعم. فكرتني بحقيقة أنّ الملف خرجَ من ريف دمشق إلى ريف اللاذقية!
* إنه ملف معقد، للحقيقة..
ـ لذلك، وبُناءً عليه، قررنا أنه يحتاج للمتفجرات والرصاص لا للأوراق وقلم الرصاص !!
* طبعاً، فرقبتنا معلقة بحبله.. أعني، بحله !!!
ـ على العموم، هل لديك فكرة عن التطورات الأخيرة بهذا الشأن؟
* سيّدي، متآمرو فريق 14 آذار يصرون على نصاب النصف زائد واحد. بينما فريق ثورة 8 آذار، المجيدة، سيمنع المجلس النيابي من الإنعقاد.
ـ وإذاً، المشكلة الآن بين فريق النِصاب وفريق النصّاب !؟ قه قه قه
* على حدّ علمي، فحليفنا رئيس المجلس النيابي، قال للفريق الآخر: الجامع مغلق ولا تجوز الصلاة في مكان آخر !
ـ بكل الأحوال، فلن يجدوا مكاناً، آمناً، لعقد جلسة الإنتخاب، سواءً فتح المجلس النيابي أم ظل مغلقا !
* يعني، سيقع لبنان في فراغ دستوري؟
ـ إلا في حالة واحدة فقط: أن يقبل الفرقاء اللبنانيون إستضافتنا لجلسة إنتخاب رئيسهم.. عندنا في مجلس الشعب السوري !!
* وإذا لم يحصل بينهم توافق على إسم رئيس محدد؟
ـ والله بهذه الحالة، أنا الرئيس القائد هنا ! يعني، جاهز ومنتخب أصلاً بإجماع توافقي، وحاضر لخدمة مصالحنا القومية، المشتركة: فنحن شعب واحد في مزرعتين.. أقصد، نعم !!!
* لو حصل ذلك، سيّدي، سيحظى الشعب اللبناني بيوم تاريخي، كما كانه حال شعبنا السوري قبل سبعة أعوام.
ـ نعم، وسيلعن أبَ ذلك اليوم... ذلك اليوم الذي خرجت فيه قواتنا وإستخباراتنا من بلده!!
* ألهذا السبب، سيّدي، لم نأبه بمبادرة quot; عين التينة quot;؟
ـ ثمة سبب آخر، أيضاً: وهو يخصّ مبادرة، محتملة، في quot; عين الحلوة quot; !!! قه قه قه
* يتهموننا بمساعدة العبسي في التسلل، عبر حدودنا، إلى المخيم الآخر quot; نهر البارد quot;.
ـ ضربة تقلع عيونهم، ضرب ! ألا يعرفون أنه يوجد عندنا ألف فرع للأمن، ترصد حتى تسلل النملة تحت الأرض السورية، ولكن ليس بمقدرتها وقف تسلل المجاهدين إلى دول الجوار !!؟
* والدليل، سيّدي، أننا نشارك في جميع الإجتماعات الخاصة بوقف الإرهاب في المنطقة !
ـ معلوم. وأنا في المقابلة التلفزيونية، الأخيرة، قلت بكل وضوح: نجاح التجربة الديمقراطية وإستتباب الأمن في العراق، هوَ في مصلحة تجربتنا الديمقراطية وإستتباب quot; الأمن quot; السوري !!
* سيّدي، المعذرة.. أليست هذه كلها أدلة على نجاح سياستنا الخارجية؟
ـ تقصد، نجاح ضابط الأمن في وزارتكم !؟
* كبير أنت، سيّدي، ومهيب. وكم كان موفقا مصمم ذلك الشعار quot; لتكن نظرتك مخيفة، كالأسد quot;، المنقوش بخط عريض فوق صورة لكم بالنظارة السوداء !
ـ يبدو لي كأنك تعرف شخصياً هذا المصمم؟
* سيّدي، بكل فخر أخبركم أنه طبيب بيطري، سابق، تمّ نقله لوزارة الخارجية، للخدمة كخبير في العلاقات العربية !!
ـ هاااا؟؟
* بحكم كونه من قريتكم الباسلة و..
ـ عال. يجب إلحاقه، فوراً، بضابط الأمن عندكم..

دلور ميقري

[email protected]