يتنافس المترشحون،،، يتسابق المتفائلون،،، بكرسي الرئاسة الأمريكية يأملون،،، منهم من سمع العالم بأسمائهم وآخرون صداهم محدود. منهم المخضرمون وآخرون في غير السياسة محترفون. من الحزبين مرشحين مؤمنين بما توفره أمريكا لأبنائها وما يستطيع كل أمريكي أن يفعله من أجل مجتمعه. مدركين مدى عظم المسؤولية،،، متأكدين بأنهم قادرين على حمل نبراس القيادة لإنارة الطريق لدولة وشعب سيصوت وسيختار رئيسه القادم أو رئيسته القادمة.

في هذه الانتخابات التمهيدية التي تشهدها الولايات المتحدة هذه الأيام تخوض السباق مجموعة مثيرة للاهتمام من الطاقات الواعدة الأمريكية التي تمثل أطياف الشعب الأمريكي المتنوع. فمن ضمنها امرأة مرشحة للرئاسة في شخص هيلاري كلنتون، وباراك أوباما ذو الأصول الأفريقية وهما مرشحان تتوفر لهما فرصة حقيقة للفوز بترشيح حزبهما. كما يخوض الانتخابات أسير سابق في حرب فيتنام وهو جون ماكين، ورجل الدين مايك هكابي، والمنظم السابق للأولمبياد ميت رومني. كل ما يحتاجه هؤلاء لكي يأخذهم الشعب الأمريكي على محمل الجد في هذا السباق الرئاسي هو أن يقدموا له رؤيتهم من أجل مستقبل أفضل للشعب الأمريكي، ومصداقية في الحديث، وتاريخ من التجارب التي تبرهن على مقدرة المرشح على الإيفاء بعهوده، ولا أنسى التأكيد على أهمية اللسان الفصيح القادر على التعبير بالإضافة إلى استطاعة ذلك المرشح على القيادة وجمع الناس من حوله وحول رسالته المتفائلة.

لقد عبر أوباما بلسان حال الشعب الأمريكي وأنا منهم عندما طلب من مؤازريه شكر المرشحين الآخرين على إخلاصهم في العمل من أجل أمريكا وعلى أفكارهم وأهدافهم النبيلة من أجل الوطن، وذلك في خطابه بعد أن حلّ ثانيا في الجولة الثانية من الانتخابات التمهيدية في نيوهامشير. وقد أكد أن الولايات المتحدة دائما تخطوا الخطوة تلو الأخرى بكل ثقة نحو الأمل دون تشكك أو تردد لأنه لا يوجد أمل كاذب. وقد كان وما زال ديدن الأمريكيين عبر الأجيال هو quot;الإصرارquot; وهو موقف دائم ومتكرر عبر التاريخ الأمريكي، لم ولن يثنيه شك أبدا، حتى وإن أصر الآخرون على أن أهدافنا تعد من المستحيلات، فكانت الرد دائما هو: quot;بل نستطيع!quot; قالها الأمريكيون في انكسارهم كما قالها العبيد في يوم خلاَ ومضى، وقالها المغلوب على أمرهم في مراكبهم القادمة إلى الأرض الجديدة يوم هجرتهم، وقالها القادة في كل مرة خاطبوا فيها الشعب الأمريكي، وما كان الأمل في الوصول إلى القمر إلا أحد تلك اللحظات التي تشكك العالم في مقدرتنا على تحقيق هدفنا ولكن أمريكا قالت quot;بل نستطيع!quot;

الشعب الأمريكي يؤمن بالمبادئ الأخلاقية الثابتة للعدل والإنصاف والمحبة، ويحاسب نفسه على القصور ليس بغرض الانتقام أو لإيقاع العقاب بل لكي يحسن من أدائه ويصبح أفضل. الولايات المتحدة تدرك أن مكانتها في العالم تلقي بمسؤوليات جسام عليها ونحن نقبل تلك المسؤوليات الأخلاقية. ومهما قيل عنا بأننا أخطأنا وظلمنا فإننا نؤكد على أننا دائما نعمل على تصحيح الخطأ وإن قالوا لنا أن ذلك مستحيل فإننا نقول: بل نستطيع!

وليد جواد
فريق التواصل الإلكتروني
وزارة الخارجية الأمريكية
[email protected]
http://usinfo.state.gov/ar