من هم قتلة الإمام الحسين (ع) ابن الرسول الأعظم محمد (ص)؟ من الحاكم الإسلامي الذي طالب بقتل الحسين ابن رسول الله محمد (ص) ولو كان متعلقا بأستار الكعبة، من قائد الجيش الذي قتل الحسين في كربلاء، ومن هم أفراد الجيش، ومن رمى الحسين بسهم أو بحجر أو برمح، ومن منع الماء عن الحسين وأهل بيته، ومن قتل طفله الرضيع، ومن حز نحره الشريف، ومن فصل رؤوس أهل بيته وأصحابه ورفعها على القنا، ومن رض جسده بحوافر الخيل، ومن حرق خيام حرائره ونسائه وهو يصارع الموت، ومن أجبر نساء بيت نبي الإسلام محمد quot;صquot; على ركب المطايا، وإرسالهم سبايا إلى مجلس من يدعي انه خليفة المسلمين يزيد ابن معاوية؟؟. الحسين رسالة أسئلة قد تبدو غريبة على البعض من هم مغيبون أو غائبون عن رسالة الحسين، وربما يطرحها البعض لبحث عن إجابة نتيجة البُعد عن فكر الحسين، وتبرز تارة تلك التساؤلات من قبل المشككين.. لعلمهم بعدم معرفة أغلبية المسلمين بتفاصيل ثورة عاشوراء في كربلاء من مصادرها الحقيقية، وغياب ثورة عاشوراء عن الكتب المدرسية، وعدم توفر الكتب المنصفة الرزينة في المكتبات. لماذا لا يتم تسليط الضوء على قتلة الحسين سبط الرسول، وعلى قضية حادثة عاشوراء، والتعرف على أهدافها وأسبابها ونتائجها والاستفادة منها، ودراسة الكلمات التي تحدث بها الإمام الحسين؟ فالحسين quot;عquot; صاحب مبدأ ورسالة دينية وإنسانية عادلة رسالة ترفض الاعتراف بنظام يزيد الفاسد الظالم، أو السكوت أو الوقوف على الحياد بين الحق والباطل إذ يقول الحسين quot;إنَّا أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، بنا فَتح الله وبنا يختم، ويزيد رجل شَاربُ الخُمورِ، وقاتلُ النفس المحرَّمة، مُعلنٌ بالفسقquot;، وخرج الحسين من المدينة المنورة إلى مكة ثم إلى العراق، بناءا على قرار حكيم رسالي نابع من مسؤوليته الدينية و الرسالية والإنسانية ولتطبيق العدالة والحرية، وليس ارتجاليا أو لأجل حكم دنيوي كما يروج البعض لان هناك من يبايعه وطالبه بالخروج.. خرج من اجل الإصلاح في امة جده كما وصف ذلك quot;إني لم أخرج أشرا ولا بطرا، ولا ظالما ولا مفسدا، وانما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد ان آمر بالمعروف وأنهى عن المنكرquot;. رافضا أن يضع يده في يد الحاكم الظالم أو الاستسلام قائلا quot; لا وَالله لا أُعطِيكُم بِيَدي إعطَاءَ الذَّليل، وَلا أفِرُّ فِرارَ العَبيدquot;، وقدم نفسه الزكية وأرواح أبنائه وإخوانه وأهل بيته وأصحابه قربانا لإصلاح الأمة وإنقاذ الدين مناديا quot; ان كان دين محمد لا يستقم الا بقتلي فيا سيوف خذينيquot; وquot;إِنِّي لا أرَى المَوتَ إلا سَعادةً، وَالحَياةَ مَع الظالمين إِلاَّ بَرَماًquot; أليس القتيل هو الحسين ابن رسول الله محمد quot;صquot;، أليس الحسين مظلوما؛ ألا يستحق المظلوم النصر والدفاع عنه، أليس الحسين يمثل رسالة الإسلام ويحمل راية الإصلاح والحرية والعدالة والمساواة ومقاومة الظلم والاستبداد، وتحرير العباد من الاستعباد الجديد دعوته القوم quot; كونوا أحرارا في دنياكمquot;؟ عاشوراء مدرسة الثورة إن مراسم إحياء ذكرى عاشوراء الحسين هي المدرسة الوحيدة التي حفظت الإرث الحقيقي لثورة عاشوراء الخالدة، وأبقت اسم وقضية رسالة الحسين الإنسانية حية وحيوية، وشعاع للأحرار والمقاومين الشرفاء في العالم، ونار تحرق أعداء الحرية والعدالة والكرامة... طوال القرون الماضية. عاشوراء الحسين مدرسة إنسانية حية لا تموت لأنها تعيش في قلب كل إنسان واعي، وفي كل عصر، ففي كل يوم تقع صور من حادثة كربلاء في العالم، عبر الاعتداء على المظلومين وممارسة أبشع الأساليب الوحشية، ووجود مقاومين ثائرين يطالبون بالحرية والعدالة والإصلاح، ومحاربة الظلم والاستبداد والاعتداء. ومع إحياء عاشوراء في بداية كل عام يتم تجديد أهداف الحسين، ويتم تكريم الشهداء الأبطال، ويتم فضح القتلة المجرمين وأعوانهم ومن يسير على دربهم. من هم قتلة الحسين؟ إن قتلة الحسين ابن الرسول الأعظم quot;صquot; وحوش بشرية ظالمة بلا قلوب ولا ضمائر ولا دين ولا مبادئ ولا أعراف!! مهما ادعوا بأنهم عرب ومسلمين ينفذون أمر خليفة المسلمين يزيد ابن معاوية حاكم دولة بني أمية، وهم وحاكمهم تتبرأ منهم الديانات السماوية والقومية العربية، والأخلاق الإنسانية والأعراف الدولية. إنهم لا ينتمون في الحقيقية إلى أي دين وبالخصوص لدين محمد جد الحسين (الدين الإسلامي)، فمن يحمل محبة الرسول وخاصة في ذلك الزمن حيث يوجد صحابة وتابعين سمعوا من الرسول يقول: الحسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسين، حسين سبط من الأسباط. إنهم آلات للشيطان والفساد والدمار تبحث عن رضا الحاكم والبحث عن المصالح الدنيوية ولو كان باسم الدين.. وحوش لم تنعم إلا بالخزي والعار والموت السريع جدا بطرق لا تقل بشاعة عن مقتل الحسين كما تدين تدان، وان الله سريع وشديد الانتقام. والغريب أن يوجد بين من يرفع نداء الله اكبر، ويدعي اتباع رسالة النبي محمد جد الحسين quot;عquot; ان يشكك في قتلة الحسين أو يبرأ ساحة القتلة والمسؤولين! لقد حدد الحسين ع القتلة وخاطبهم في كربلاء قائلا: quot;يا شيعة ال ابي سفيان، ان لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا احرارا في دنياكم، وارجعوا الى احسابكم ان كنتم عربا كما تزعمونquot; الامام الحسين من خلال هذه الكلمات التي لازالت تردد ـ والتي تهز الضمائر الواعية ـ حدد انتماء القتلة بعبيد السلطان والنظام الظالم، ليرفع الشك عن من يأتي ويحمل المسلمين وبالخصوص محبي شيعة ال البيت، أو عامة المسلمين أو أصحاب الديانات الأخرى... كما يروج البعض في عصرنا الحالي في محاولة لإثارة الشبهات والفتن! على من يريد معرفة أهداف رسالة الإمام الحسين وماذا حدث في عاشوراء ومعرفة أسماء من تلطخت أيديهم بدم الحسين مراجعة كتب السيرة وبالذات: يزيد ابن معاوية، وعبدالله ابن زياد، وعمر ابن سعد ابن الوقاص، شمر ابن ذي الجوشن، وشبث ابن ربعي، ومحمد ابن الاشعث الكندي، وعروة ابن قيس، وسنان، حرملة، والعبدي، وابوالفتوح، عمر ابن الحجاج، وعمرو ابن قيس، والحصين ابن نمير، ويزيد الكلبي، والمازني... وغيرهم، وهولاء جميعا ليسوا من محبي ال البيت بل هم كما قال الإمام الحسين انهم من شيعة ال سفيان، ومنهم من المنافقين ولائهم لحكومة بني أمية الذين أرسلوا إلى الإمام الحسين الرسائل للقدوم كالاشعث واخرين من أهالي الكوفة. إلى من ينتمي هولاء القتلة!؟ الإمام الحسين ع نبراس إنساني ونموذج إصلاحي، وكل إنسان شريف من الطبيعي أن يرى نفسه ينتمي إلى الحسين وثورة الحسين، ومن يرى نفسه غير ذلك عليه مراجعة حساباته الإنسانية والدينية!! علي ال غراش
- آخر تحديث :
التعليقات