حللت أهلاً ووطأت سهلاً كما يقول العرب من 'دفعة' حاتم الطائي، أو حياك الله كما يقول أهل نجد، وأهلاً وسهلاً كما تقول الخطوط السعودية، وآنستنا سيدي كما يقول أهل الحجاز، ومرحباً ألف كما يقول أهل الجنوب، أو (more than welcome) كما يقول قومك!
سيّدي.. أيها الضيف الكبير، لا نقول لك إلا:
يَا ضَيْفَنَا لَوْ زُرْتَنَا لَوَجَدْتَنَا
نَحْنُ الضُّيُوفُ وَأَنْتَ رَبُّ المَنْزِلِ!
وبحكم أنك وفق مفهوم البيت الشعري 'رب المنزل'، فإننا يمكن أن نرفع الكلفة بيننا ونقدم لك جزيل الشكر لأنك نشّطت الكتّاب ودعمت محركاتهم 'الكتابية'، حيث أصبحت رمزاً يقتات الكتاب من شتمه، فأيما كاتب جف ماءه ونضبت فكرته تناول الأسودين وكتب عنهما، وما الأسودين -بيّض الله وجهك- إلا أنت والقضية الفلسطينية!
ولازلت أتذكر أن ياسر عرفات قال أن كثيراً من الكتّاب العرب يكتبون عن القضية الفلسطينية عندما لا يجدون موضوعات يكتبون عنها، وأنا أقول أن أكثر الكتّاب الآن يشتمون سيادتكم أو يبشرون بسقوط أمريكا عندما لا يجدون ما لا يكتبون عنه.. وليت شعري ونثري ماذا نستفيد عندما تسقط بلادكم؟!
سيدي الرئيس.. أهلاً بك.. نقولها نحن مجموعة البسطاء والعوام بعد أن فقدنا رهاننا على المثقفين الذين تخصصوا في شتم أمريكا ورئيسها، ولا همّ لهم إلا البحث في المزابل الأمريكية، طمعاً في الحصول على دلالة هنا أو علامة هناك تشير إلى انهيار مجتمعكم، وقرب تفتّت كيانكم العظيم حماه الله من كل سوء!
سيدي.. بعضهم قال أمس كلاماً مهماً عبر إحدى الفضائيات مفاده أن البسطاء والعوام من الشعوب بفكرهم النقي أظهروا نضجاً دبلوماسياً ووعياً سياسياً فاق نضج ووعي المثقفين، عندما فتحوا صدورهم وقلوبهم وعقولهم تثميناً لهذه الزيارة، وترحيباً برجل بحجم وضخامة الرئيس الأنيق جورج دبليو بوش!
أكثر من ذلك هم ndash;أي أقصد البسطاء والعامة- لم ينساقوا وراء طائفة المثقفين المتخلّفين والمتكلّسين والمعتوهين والمتحجّرين الذين طالبوا عبر الفضائيات شعوب المنطقة بمسيرات تنديد وتظاهرات رفض لهذه الزيارة، من خلال الاعتصام أمام السفارات الأمريكية في هذه الدول!
ما أجمل الرياض وهي تتّشح بأعلام (لا إله إلا الله)، مقترنة مع الأعلام الأمريكية عبر شوارع هذه العاصمة السعودية المشرقة، راسمة مُتن العلاقات وعُمق الصلات بين الحكومتين السعودية والأمريكية التي لا تزيدها الأيام ولا الأحداث الجسام إلا صلابة وقوة ومتانة.. الله أكبر ما أجمل الرياض تمشي جنباً إلى جنبٍ مع واشنطن!
ليحفظهما الله مواصلين درب النجاح والسلام والتبادل الشامل المبني على تقدير المنافع وتقديم المصالح.
لتبق الرياض وواشنطن معاً يداً بيد مثل بمثل سواء بسواء، وليخسأ الخاسئون وليمت بغيظهم الحاسدون، الذين احتالوا على الناس وقالوا: 'إننا نحترم الشعب الأمريكي العظيم، ولكننا في ذات الوقت نحتقر إدارة السيد الرئيس بوش بن جورج بن بوش الأمريكي'.. وليت شعري ونثري -وما بينها من شعر ونثر وشمس وقمر- من الذي أتى بهذه الإدارة الحازمة العظيمة إلا ذلكم الشعب الأبي العظيم!
أيها السيد الرئيس: إن عبارات الترحيب بك وبصحبك الكريم قاموس في فمي لا ينتهي.. كيف لا وأنت في أرض العروبة التي عُرفت عبر التاريخ بإكرامها للضيف وإجلاله وإنزاله منزلته، لذا أستطيع أن أكتب ديواناً من الترحيب وقاموساً من الـ(welcome) اللائقة بك، ولكن أظل في نهاية أمري عربي مقيّد بحكمة عربية تقول: (خير الكلام ndash;في بوش- ما قال ودّل، لا ما قاله غيري في شتم بوش فأكثر وأضل)!
[email protected]
أية إعادة نشر من دون ذكر المصدر إيلاف تسبب ملاحقة قانونية
التعليقات