كل رأي إذا لم يكن له هدف أو فائدة يغدو رأيا باطلا وغير ذا معنى لان الأساس في إبداء الرأي هو أغناء الجدل أو الحوار وصولا إلى الهدف المرتجى أو الغاية المطلوبة ولذا أود أن اطرح رأيا بخصوص الواقع الثقافي عسى أن يكون لهذا الرأي قيمة ما أو يخدم مسيرتنا الثقافية إذ أن المؤسسات المنظمة للعمل الثقافي تكاد تكون محصورة بنطاق معين هو النطاق المحلي أو العربي وهذا النطاق لا يمكنه أن يثري المسيرة الثقافية أو واقع الإبداع في منطقتنا لضيق المساحة وقلة التلاقح الأمر الذي انسحب على مستوى أو نوع الأعمال الثقافية والإبداعية العربية التي لم تتجاوز المستوى الأدنى إلا قليلا بدليل أن عدد المثقفين العرب الذين نالوا جوائز عالمية اقل مما يمكن تفهمه حيث أصبح حصول ذلك من النوادر التي تثير الضجيج ويحتفى بها إعلاميا وبالطبع لا يمكننا أن نحصر الأسباب ب سبب واحد لان للتأخر أكثر من سبب أهمها بالتأكيد هيمنة الفكر القدامي والأنساق القديمة ناهيك عن التأخر الحضاري والاجتماعي إلا أنني استطيع أن أضيف سبب أخر ربما له بعض التأثير في هذا الأمر انه عدم وجود منافذ للتفاعل مع الأخر ولا اقصد هنا التفاعل القرائي أو ما شاكل أنما التعاون والعمل المشترك الذي يقدم فرصا اكبر للتعلم والاستفادة فاقتصار المؤسسات الثقافية على المستويين المحلي والعربي هو إهمال لهذا العامل المهم وربما يخلق بؤرا خلافية بين ثقافات العالم التي تحتاج إلى أن توحد جهودها وقواها لنشر القيم الإنسانية وفتح آفاق واسعة للتعاون البشري وزرع روح المنافسة الشريفة بينهم ومقاومة كل صور الكراهية والعنف فنحن بحاجة إلى مؤسسات ثقافية تنظم هذا التعاون تتجاوز بحدودها المستوى العربي لتكون مستوفية للشروط الإنسانية الصحيحة. أن المطلوب من وجهة نظري أنشاء اتحادات قارية للأدباء والكتاب يشرف عليها اتحاد عالمي أعلى على غرار ما موجود في الواقع الرياضي حيث تمارس هذه الاتحادات دورا تنسيقيا وتفتح أفاقا للتعاون الثقافي بين الاتحادات المنضوية لها وتنشا مسابقات قارية أو عالمية ثقافية تكون قادرة على جمع شعوب الأرض ضمن أطار المنافسة الشريفة فلهذا النوع من المنافسات دورا كبيرا في إشاعة روح التسامح الإنساني ونبذ كل الإشكالات والخلافات على غرار ما تفعله المسابقات الرياضية التي أصبحت من الوسائل الناجحة لبناء الوحدة الإنسانية ولذا أود أن أطلق هذه الدعوة للم شمل المثقفين والمبدعين في كل دول العالم تحت راية اتحاد عالمي عام وان يبادر كتاب ومثقفوا كل قارة إلى تأسيس اتحاد قاري ينظم جهودهم ويخدم مصالحهم متمنيا أن يبادر الأسيويون إلى تحقيق هذا الأمر الذي سيخدم بلا شك واقعهم الثقافي ويفتح منافذ للتواصل لم تكن موجودة من قبل.فهل يمكن تحقيق ذلك انه نداء أتمنى أن يسمعه المعنيون من اجل واقع ثقافي أفضل.


باسم محمد حبيب