الفضيحة القومية الكبرى التي أقدم عليها نظام الرفاق البعثيين اليساريين المزعومين في الشام بالتآمر العلني و المفضوح و التعاون مع النظام الثيوقراطي الطائفي في إيران ضد الحركة القومية العربية الحرة في إقليم الأحواز ( الأهواز ) المحتل من قبل الأنظمة الإيرانية شاهانية أم معممة متلبسة بغطاء الدين و المذهب زورا و بهتانا و رياءا ليست بألأمر الجديد على السيرة ( العطرة ) للنظام الإستخباري في دمشق و الذي يبرع في إستغلال الشعارات و رفع اليافطات الثورية و التحررية و يمارس أعمالا متناقضة بالكامل مع طروحاته المعلنة و التي هي في البداية و النهاية شعارات مفلسة و بائسة كبؤس النظام و أساليبه القديمة/ الجديدة في إستثمار القمع لأعلى درجة و في إبداء المرونة الظاهرية في بعض النقاط وحين يستشعر بمكامن الخطر و الإستغراق و المضي بعيدا في مخططاته السرية و لكنها المفضوحة واقعيا فليس هناك أسرار في مملكة القمع البعثي السورية!! و ليس هنالك ما لا يمكن شرائه في ظل نظام مفلس يعيش على الإستبداد و يمارس الدجل الثوري و يمعن في سحق إرادة الأحرار من مناضلي الشام و يبدع إيما إبداع في التحالف مع شياطين الإرهاب و ثعابينه عبر ذلك التحالف غير المقدس مع النظام الإيراني المتناقض لكل شعارات النظام القومية المخادعة، و كانت قمة الفضيحة تتمثل في قيام سلطات نظام دمشق الأمنية بالتضييق و المطاردة على حركة الشعب العربي الأهوازي القومية الحرة العاملة و المناضلة بإصرار من أجل نيل الشعب العربي في إيران لحق تقرير المصير و إدارة ثروته الوطنية المنهوبة و الإنضمام للأمة العربية عبر التخلص من الأحتلال الإيراني العنصري الذي سبق إحتلال فلسطين ذاتها، فمنذ عام 1925 و النظام الإيراني يمارس سياسة تطهير عرقي و ثقافي فظيع و يكرس سياسة تطفيش و تجهيل واضحة و مرسومة و مخطط لها ضد الشعب العربي في الأهواز و بشكل همجي فظيع لم يستطع رغم قسوته بأن يخمد جذوة الروح القومية العربية الحرة و لا الثقافة العربية و لا المشاعر المكتومة في القلوب و النفوس رغم كل إجراءات التطهيرالعرقي و الثقافي و عمليات النقل الديموغرافي و بقية الإجراءات الأخرى و التي أهمها دفع أبناء الأهواز للهجرة بحثا عن الرزق و العمل في وطن و بلد هو بمثابة المنجم الذهبي الذي يستمد منه النظام الإيراني الحياة، فإقليم الأهواز هو مركز الثروة البترولية و هو عصب الإقتصاد الإيراني إضافة لثروته الزراعية و موقعه الستراتيجي المتاخم تماما للعالم العربي و نقطته الإرتكازية التي يت من خلالها للنظام الإيراني التمدد في شرق العالم العربي و بث سمومه الطائفية و التقسيمية في العراق و دول الخليج العربي، و حركة الشعب العربي الحر في الأهواز هي واحدة من أقوى نقاط الضعف الستراتيجي للنظام الإيراني التي لم يستغلها العالم العربي بشكل صحيح و فاعل و بما يجعل النظام الإيراني يفكر ألف مرة قبل أن يتآمر و يبث سمومه / كما أن تنكر العالم العربي للأشقاء العرب في الأهواز هو فاجعة كبرى من فواجع الإهمال و الجهل السياسي في العالم العربي، و إذا كان العالم العربي مشغولا بفواجعه و أوجاعه من الإحتلال أو التخلف أو الصراع ضد الإستبداد فإن الأشقاء العرب في الأهواز يمارسون ومنذ أكثر من ثمانين عاما و نيف نضالا أسطوريا صامتا و أصيلا من أجل الحفاظ على بيضة العروبة في وجه التفريس و التجهيل و التدمير، و لم تؤخذ قضيتهم أبدا مآخذ الجد بل حاولت بعض الأنظمة كالنظام العراقي السابق إستغلال تلك القضية المقدسة من الناحية التكتيكية البحتة و كجزء من عملية إدارة الصراع خلال أيام الشاه أو بدايات حكم أهل العمائم و لكن سرعان ما تم التخلي عن تلك الورقة و بأسلوب نفعي إنتهازي مفجع لكنه لم يفت في عضد أحرار الأهواز الذين يعلمون جيدا وعورة الدرب و قلة الناصر و المعين فالحمل في النهاية لا ينهض به إلا أهله و رجال الأهواز الحرة هم في منتهى الرجولة و الإستعداد و الجاهزية لتحقيق مهمتهم التاريخية المقدسة في رفع الحيف و نيل الحرية و التخلص من شرنقة الإحتلال الإيراني و التخلف التاريخي المفروض بقوة المحتل و حرابه و دجل عمائمه... و النظام السوري و هو يمارس سياسة التعاون الأمني و التآمر المخجل و المفضوح عبر تسليم أحرار الأهواز للنظام الإيراني في مخالفة قانونية واضحة ضد الأعراف و القوانين الدولية و مباديء حقوق الإنسان كما فعل في منع سفر السيدة معصومة الكعبي و هي زوجة أحد مناضلي الشعب العربي في الأهواز و أبنائها الخمس و تسليمهم للنظام القمعي المتخلف في إيران فهو إنما يمارس جريمة واضحة سكت عنها العالم كما فعل في مناسبات عديدة، فالسيدة معصومة حين أعتقلت ثم سلمت لإيران كانت تحمل وثيقة سفر صادرة من الحكومة الدانماركية تؤهلها للسفر هناك و نيل حق اللجوء السياسي و ما فعله النظام السوري هو قرصنة واضحة ضد الأعراف و القوانين الدولية كما أنه تآمر مفضوح و في العلن ضد الحركة القومية الحرة في الأهواز...

بصراحة لا أمل لنا في موقف ما من العالم العربي المتخم بمصائبه و ملفاته المتراكمة... و لكن ماذا عن العالم الحر؟ و أين توارت أسطورة حقوق الإنسان و حق الشعوب في تقرير مصائرها؟ أم أنه النفاق الدولي الرهيب يبصق مرة أخرى في وجوه الأحرار..؟ لا عتب لنا على أنظمة القمع و تحالفاتها لأن شبيه الشيء منجذب إليه.. و أشبهنا بدنيانا الطغام... و لكن الشعب العربي الأهوازي الحر سينتصر في النهاية و الأيام بيننا.. و سيرتد كيد المتآمرين لنحورهم..!

داود البصري

[email protected]