تواصل إيلاف نشر مختارات من مدوناتها بشكل دوري، هنا مختارات الاسبوع من المدونات
إيلاف - المدونات
هذه البلاد لا تشبه بلادي
مريم مكي
كثيرة هي القضايا التي تشغل الشارع البحريني هذه الأيام. مساجلات النائب السعيدي ndash; الوفاق المتصاعدة في طائفيتها، قضية المعتقلين البحرينيين في السعودية، مشكلة الاسمنت ومواد البناء، مشاكل العاملة الوافدة، قضية مفصوليبتلكو، بالإضافة إلى ملفات الغلاء و الإسكان والبطالة والتجنيس السياسي والتمييز الطائفيالدائمين.
وفي غمرة هذا الانشغال قرأنا خبر يتحدث عن تمكن الشابة زينب من تغيير اسمها في السجلات الرسميةإلى حسين بعد إجراءها لعملية (تصحيح جنسي)خضعت لها أو بالأصح خضع لها هذا الشاب قبل سنتين، لتبدأ رحلة معاناته مع الأجهزة الحكومية المسئولة عن إجراء تعديل جنسه واسمه في السجلات الرسمية. كنت أنوي الكتابة عن هذه البيروقراطية التي لمتهتم بعذاب هذا الشاب الذي عاشه طيلة حياته وذكورته محبوسة في ثوب أنثى، حتى أطالت أمدها عامين كاملين لا أستطيع تصور كيف قضاها وهو ذكر كامل محسوب ضمن تعداد الإناث رسميا.
إلا إن تعليق قرأته في أحد المواقع الالكترونية على هذا الخبر جعلني أغير موضوعي.
كان التعليق يقول:
''إن كان مشوه/ـه فعليه/ـها عمل الجراحة. وباستطاعتكم المعرفة من أي طائفة هو/ي من خلال الاسمين زينب و حسين علما إن آية الله العظمى الخميني قائد الثورة أفتى بوجوب تغيير الجنس!!!!!!! ''
أوصل بنا الأمر لحد اعتبار إن زينب (غيرت جنسها) وأصبحت حسين لاعتبارات طائفية؟؟
ما الذي يحدث في البحرين؟ ما هذه النبرة الطائفية المقيتة التي أصبحت تطغى على أصواتنا؟ كنت ممن يقولون إننا كشعب في البحرين لا نتعامل مع بعضنا بطائفية- وإن اقتنعنا بصحة مذاهبنا وخطأ مذهب الغير-، وإن القيادة السياسية هي من تحاول زرع الفتنة الطائفية بيننا لتشغلنا عن مطالبنا الوطنية التي لا تصب في مصلحتها بل وتعمل على تحويلها من مطالب وطنية عامة لمطالب طائفية خاصة وقد نجحت في ذلك لحد كبير، خصوصا مع وصول الجمعيات الدينية/السياسية ذات الخطاب المذهبي إلى سدة البرلمان.
ويبدو إني كنت مخطأة في ظني، أو لم أقدر ما يحدث حق قدره..
نحن؟؟ شعب البحرين الذي طالما راهنت على وعيه وتسامحه وطيبته !! أيعقل أن نستخدم هذه اللهجة المذهبية المقيتة ضد بعضنا البعض ليصل بنا الأمر لتفسير حالة إنسانية على أساس طائفي !!
آه يا بلادي ما الذي يحدث؟ كنا نعيش فيك بألفة ورثناها من مائك العذب السائر بحذى مائك المالح باطمئنان، بحران متجاوران كانا سبب تميزك، بحران مثلا حياة البحريني وكانا مصدرا لعيشه وفرحه.
وغدونا الآن نبحث عن كل تضاد يحمله اسمك لنسقطه على واقع يفرض علينا ويبدو إننا -ويا للأسف- نتبناه فأصبح بين بحرانا برزخا جعلهما لا يلتقيان.
- عنوان الموضوع مقتبس من قصيدة الشاعر المصري فاروق جويدة (هذه البلاد لم تعد كبلادي)
حول ثقافة التهميش
علي هاشم
هل الأمل هو حقاً مخدر؟ وهل حالة الإنتظار سلبية؟ وكيف يمكن تحويلها إلى أمرlrm;lrm;إيجابي فعال وفاعل؟lrm;
lrm;lrm;إن أساس ما أدعو إليه منذ فترة طويلة هو ضرورة إيجادlrm;lrm;المعيار، ضرورة المثال الذي يمكن أن يقاس الواقع عليه، rlm;فنسعى لأجل تحقيقه،rlm;lrm;lrm;تتماهى أهدافنا به، لنواظب على البقاء على خطه، إذ لا يمكن أبداً، نقد الواقعlrm;lrm;وتغييره، دون rlm;مرجعية مثالية تمكننا من محاكمة هذا الواقع، تفنيده، رفضه أو قبولهlrm; .
lrm;lrm;لا يمكن الإنطلاق في حلم التغيير، دون أن نعرف أساساً مأزم هذا الواقع،rlm;lrm;lrm;ودون أن تتحضّر في ذواتنا وأذهاننا ووعينا rlm;فكرة عن مثال ممكن التحقق، لنسعى إلىlrm;lrm;تحقيقه، فنغير ما نزدريه ndash; تبعاً لهذا المثال ndash; ونستبقي ما نرتئيهlrm; ...
lrm;lrm;إنlrm;lrm;الأمل، إذن، ليس بمخدرٍ، بل هو حالة ضرورية للإستمرار، وللمثابرة من أجل الوصولlrm;lrm;، إن السلحفاة بمثابرتها rlm;سبقت الأرنب، ونحن، في هذا العصر، علينا أن نؤسس لثقافةlrm;lrm;السلحفاةlrm; !
lrm;lrm;إن المنظور الذي استعرضت به واقع الثقافة النسوية في مجتمعنا، هوlrm;lrm;منظور ذكوري، لا لشوفينية عندي، قدر ما هو rlm;واقعي quot;الفيزيولوجي/الثقافيquot; الذي لاlrm;lrm;أقدر على الفكاك من أحد حدّيه إلا بترقٍ وسعيٍ وجهدٍ، أحاول قدر نضجي أن ألتزمهlrm;lrm;lrm;!
lrm;lrm;لذا، أقرر دوماً، في معظم النصوص التي أشعر أن لذكورتي جانبها المهيمن،rlm;lrm;lrm;ذكر هذا الأمر، ليحتاط القارئ/الناقد، rlm;ولأعي الأمر أنا أيضاً، فلا أقع في تدبيجlrm;lrm;تقليديتي (أو طلائها) بمصطلحات علمية مطاطةlrm; !
lrm;لذلك أوافق على أن الضغوطاتlrm;lrm;التي تعاني منها الأنثى في مجتمعنا، يعاني منها الذكر أيضاً، لكن مجتمعنا ذكوريlrm;lrm;الطابع، لذا يستفيد الذكر من هذا الواقع ويستغله، أما إن قرر معاكسة التيار،rlm;lrm;lrm;فيقع في التهميش من الجانبين، وهذا هو rlm;البلاءlrm; !
lrm;lrm;إن الصورة المتخيلة في ذهن كلlrm;lrm;من الذكور والإناث، حول الأكثر عصرية وقبولاً، هي صورة يمكن وصفها بأنها تافهةrlm;،lrm;lrm;تعبّر عن تدنٍ فكري، ثقافي، حتى لا أقول أخلاقي أيضاًlrm;!
lrm;هذا التدني، ينسحبlrm;lrm;على العلاقات بمجملها، فما وجده الشاب عصرياً، اختلفت نكهته بعد الزواج، وماlrm;lrm;ظنته الفتاة rlm;عصرياً، تحول إلى انعدام أمان وطمأنينة، فانمسخت العلاقات وتدهورت،rlm;lrm;lrm;ليجد كل طرف في النهاية ذاته مسخاً، لا rlm;يمكنه الرجوع، فيستمر بالتشوه، عساه يعميlrm;lrm;بصيرته فلا ترىlrm; !
lrm;lrm;إن الشاب quot;العصريquot;، يعبر عن شكل لا مضمون، يعبر عن قناعlrm;lrm;يخفي وراءه تقاليداً أكثر محافظة من والده، لذا قلت rlm;أن الذكر يقتني الأنثى كماlrm;lrm;يقتني حذائه، عليه أن يريحه، فإن ضايقه رماهlrm; !
lrm;lrm;أعترف أنه تعبير فظ، وربماlrm;lrm;يمكن القول أنه قليل التهذيب، لكنني أشعر من خلال ملاحظاتي، التي عمّقتها قراءاتيlrm;، rlm;أن العنف الذي تتعرض له النسوة في مجتمعنا (وفي العالم بشكل عام) يشير إلى أزمةlrm;lrm;يعيشها الذكور، فيعمدون إلى rlm;تهميش النساء وتشييئهن، بذلك يمكن أن يتصرفن تجاههنlrm;lrm;بعنف دون أي عقد ذنب، فالشيء ليس إنساناً أساساًlrm; .
lrm;lrm;وربما غني عن البيان أنlrm;lrm;أذكر أن الكنيسة في بداياتها قد بحثت فكرة أن النساء أدوات الشيطان، وأنهن بلاlrm;lrm;أرواح، ولا rlm;يطهرن، وأنهن دنسات بالمطلق، انطلاقاً من خطيئة حواء. كما يمكنlrm;lrm;الإشارة إلى أن تقديس السيدة مريم العذراء يعود rlm;إلى فكرة الحبل بلا دنس، وكأنlrm;lrm;الجنس بالمطلق هو أمر دنس، وكأن الجنس هو أنثوي بحت، تغوي به الإناث الذكورlrm;lrm;فيقعون في الحرام، وربما من خلال ذلك يمكن فهم فكرة الرهبنةlrm; .
lrm;إن مجتمعناlrm;lrm;مجتمع عائليٌ، هذا صحيح، لكنه مجتمع عائلي أبوي، لذا تضاف الإناث إلى متاع الذكرlrm;lrm;، ولو كان مجتمعاً rlm;فردياً، أو مجتمعاً عائلياً أموياً لاختلف الأمرlrm; !
lrm;lrm;أخيراًlrm;، أعود إلى مفهوم الإنتظار الإيجابي، الذي يمكن من خلاله، تحدّي المخرز وتحطيمه،rlm;lrm;lrm;ولو بالعين، إنْ قرأنا rlm;واقعنا ومآزمه وأزماته، انطلاقاً من المثال/المعيار المتفقlrm;lrm;حوله، إذ بذلك فقط يمكن للدعاء أن يحقق المآل، ودونه يبقى rlm;مجرد ثغاء!lrm;
نصيحة لحكام الاستبداد للمحافظة على استبدادكم دون وجع رأس
سلمى بالحاج مبروك
يمر العالم العربي في هذه الفترة بمرحلة حرجة نتيجة الوضع العالمي الاقتصادي المترتب عن ارتفاع وغلاء المعيشة وهو ماساهم في ظهور انتفاضات متكررة في بلدان لم تعرف الاحتجاجات والثورات منذ مدة وعرفت باستقرار وضعها السياسي مثل المغرب وتونس ومصر ولكن بما أن الانسان في هذه المناطق بات مهددا في قوت يومه فإن السيل قد بلغ الربا ولم يعد له من حل سوى التحرك للمطالبة بالحد الأدنى من الحياة من أجل ضمان البقاء لا حسنه . لكن المشكل أن السياسة العربية تتعامل بجهل كبير و حتى تجاهل فهي ماكثة في بروجها العاجية تزمر لانجازاتها الوهمية وتعمى عن رؤية الحقيقة الساطعة وهو أن أكثر الحكومات تتعامى عن رؤية المشهد الحقيقي والمتمثل في أن ثلثي شعبها صار تحت خط الفقر و لا تستشعر مخاطر قد تهدد أمنها واستقرارها ومما زاد الأمر سوء هو تواجد عدد مهول من مثقفي السلطة و بائعي الذمة ممن يستخدمون أقلامهم لا لتعرية الفساد بل لتجميل القبحمن ظلم واستبداد واضطهاد دون أن يتقوا الله في هؤلاء البؤساء . بل هؤلاء المثقفون المشبوهون باتوا هم أيضا عبئا عن أي محاولة إصلاح اقتصادية بل إن الوضع القائم يمثل فرصة ثمينة لهم لاقتناص بعض فتاة موائد الحكام . أما ما يطلبه الانسان الفقير العربي فهو بسيط جدا فهو لم يرتقي وعيه بعد لمستوى التفكير السياسي في الديمقراطية وحق الانتخاب والدفاع عن حقوق الانسان لأن هذه المطالب لا يعيها إلا من بلغ مستوى كبير من الثقافة والوعي وهي مرحلة لا يصل إليها إلا من تمكن من إرضاء حاجياته الأساسية من غذاء وصحة وتعليموهي نسبة متواضعة في الدول العربية لأن الأغلبية مازلت تناضل ضد الجوع فهذه الفئة لا تطمح لا لإسقاط الحكومات ولا هز العروش ولا الانتفاضة ضد التوريث بل كل همها هي الطعام لكل فم بعد أن استفحل الجوع بينها فواحد من هؤلاء لو أطعمت بطنه لاستحت عينه ولدعت للحاكم بطول العمر وبحكم لا يزول و لتحول الحاكم عندهم لأبوهم وولي نعمتهم وتحولوا هم من ثائرين إلى مطيعين لأن العربي ليست لديه تقاليد الديمقراطية أصلا في طباعه والطبع يغلب التطبع خاصة إذا ما لمحنا نمط عيش العربي الذي لا زال يؤمن بسلطة الأب وسلطة شيخ القبيلة والعشيرة وهي نماذج في الحياة تمنع تشكل وعي سياسي ديمقراطي لذلك نصيحة لحكامنا إذا أرادوا أن يطاعوا وأن يحافظوا على ألقابهم من فخامة وسيادة وجلالة وسمو وأن لا تهتز عروشهم وينعمون بالسلطة المطلقة مع ضمان ولاء الشعب لهم والدعاء لهم والطاعة العمياء هناك معادلة بسيطة وهي المعادلة السهلة التي صعب تحقيقها على حكامنا لتنعموا بالسلطان دون وجع الدماغ أطعموا الجياع واملئوا البطون عندها فقط ستستحي منكم العيون لأن الإحساس برفاهية الحياة و العيش الكريم و توفر الطعام لكل فم ستحل أزمات الانسان العربي التي هي أقصى ما يطمح إليه أما القضايا الأخرى من سياسة وثقافة فربما ليست من اهتمام المواطن العربي ولا تأخذ حيزا من تفكيره فهي مسائل هامشية ننتظر الإفراج عنها حتى تلاقي عناية هذا الوعي الشقي. ولنكف نحن دعاة الثقافة عن الغناء للحرية والتنظير للديمقراطية فهناك شعوب جائعة لا تفهم معناها وإنما تفهم مطلبا واحدا وهو الخلاص من الفقر أولا والطعام لكل فم ثانيا وعندها فقط ستهنئون بحكمكم ولو حكمتم قرون, فسارعوا يا حكام الاستبداد وطبقوا النصيحة لتنعم جفونكم بسكينة الاستبداد إلى أن يرث الأرض رب العباد.
التعليقات