هذا هو الرد الأخير على السيد صباح الموسوي، فيما يرتبط بنشره كتابات تسعى لتحويل إيلاف من جريدة الكترونية محايدة الى منبر لذهنيات حزبية عنصرية وموتورة.

وفضحا لأكاذيبه فقد ظللت فقراته المقتبسة من رده السابق بالحرف الأزرق.

ويبدو ان ردي السابق لم ينبه الموسوي بالمستوى المطلوب على نقاط رئيسية، وها اراني مضطرا أن أرد عليه عبر مناقشة ما ورد في رده علي، ففي الفقرة الأولة نقرأ:

إن الحقد الفارسي ضد العرب امر لا جدال فيه وهو قديم وقد عبر عنه الملك الفارسي قروش الاخميني أفضل تعبير حينما غزى العراق ودمر حضارة بابل بحجة تحرير دهاقنة اليهود من الأسر البابلي وقد كافئه اليهود آنذاك على جريمته بان صنعوا منه نبيا. وكان هذا هو السبب الأول الذي قاد إلى التحالف اليهودي الفارسي القائم عبر التاريخ والذي يتجلى اليوم بأحسن صوره بالتعاون الإسرائيلي الإيراني في تمزيق وحدة هذا البلد ( العراق ) وقتل علمائه.

هذه الفقرة لاتستحق الوقوف عندها كثيرا فهي تسعى الى تجذير الأحقاد واشاعة ثقافة الكراهية عبر الاستشهاد باحداث مضت عليها الاف السنين، وهي احداث تاريخية تدرس عبر مناهج معرفية ولا تقرأ ضمن خطابات قومجية موتورة أو بيانات سياسية تافهة، فعبارة أن الحقد الفارسي ضد العربأمر لاجدال فيه هو من سخف القول، وثمة عشرات المؤلفات العربية على اقل تقدير تتمحور حولالاسهام الفارسي في الحضارة الاسلامية، ولاتوجد قومية واحدة في العالم تحمل حقدا تاريخيا تجاه قومية اخرى.

واعتقد أن كتابات السيد خسرو ضد العرب و الاحوازيين منهم تحديدا فيها الكثير من تلك الأحقاد الفارسية المعروفة للجميع. فقد سبق للأستاذ خسرو أن هاجمني في العديد من مقالاته إما بشكل مباشر وإما عبر اللف والدوران. ولكن آليت على نفسي أن لا انزل إلى مستوى المهاترات في مثل هذه المواضيع التي ليس فيها شي يمكن أن ينفع القارئ.

في الفقرة اعلاه يتمادى صباح الموسوي في أكاذيبه، فيدعي أنني هاجمته في العديد من مقالاتي، وأتحداه هنا وأمام جميع قراء ايلاف ان يذكر سطرا أو جملة واحدة تؤكد هذا الادعاء الكاذب، وهل نسي الموسوي عباراته البهلوانية التي يطالب فيها الأقلام الموالية بالاعتذار لايلاف، علما أنه يتهرب من أصل الموضوع، فشخصيا لم أكتب على الاطلاق ان كان حادث تفجير حسينية سيد الشهداء بشيراز عملا ارهابيا ام حادثا عرضياهذه المسألة كانت محل خلاف بين الموسوي وحزبه النهضوي

من جهة وبين الجهات الأمنية الايرانية، و يصدر اي تصريح او اشارة من نائب وزير الداخلية الايراني عباس محتاج يتهم فيها ايلاف بأنها تشن حربا نفسية ضد بلاده، وهنا أتحدى صدقية صباح الموسوي ومراسل ايلاف في أن يبرهنوا بدليل مقنع عن صحة ادعائهم.

يكتب الموسوي ان: التقرير كان منشورا على موقع صحيفة عصر إيران الصادرة باللغة العربية وعلى غيره من المواقع الإيرانية الأخرى الناطقة بالعربية أيضا و ربما يكون الأستاذ مهدي استقى تقريره من تلك المواقع الإيرانية أو غيرها فالله اعلم.

ومن المضحك في أمر الموسوي أنه ليس ضعيفا في أبسط قواعد اللغة العربية، وانما أخذ على عاتقه ترجمة بيان صادر عن تنظيم سياسي من الفارسية الى العربية وأرسل هذه الترجمة الى مراسل ايلاف السيد أسامه مهدي حسب ما أكد هذه المعلومة السيد أسامه مهدي في تعليقه التالي: ..ان تقريرنا حول مهاجمة نائب وزير الخارجية الايراني لايلاف اخذ من موقع (عصر ايران) الناطق بأسم الاصلاحيين وليس لحزب النهضة او السيد صباح علاقة بمحتويات الخبر الذي جاء عنوانه ( تقرير ايلاف حرب نفسية ضدنا ) اما الحزب فقد جاء ذكره كخلفية للخبر وانه بعث الى ايلاف ببيان المجموعة التي تحملت مسؤولية الانفجار بعد ترجمته من الفارسية.. ومن هنا لانعتقد بأن خبرنا قد تجاوز الحيادية والاستقلالية التي تتمتع بها ايلاف.. والا فأني ادعو الزميل الى قراءة الخبر مجددا. د. أسامة مهدي اذا وحسب اسامه مهدي، قام صباح الموسوي بترجمة بيان المجموعة التي تحملت مسؤولية الانفجار، ولكن لغته الفارسية ضعيفة الى حد جعله لايميز السؤال عن الجواب،، لذا ارتأيت أن أذكر النص العربي كما جاء في وكالة انباء مهر:

وفي هذا السياق رفض مساعد وزير الداخلية للشؤون الامنية عباس محتاج ما نشره موقع ايلاف الخبري السعودي والذي زعم ان زمرة وهابية اعلنت مسؤوليتها عن حادث الانفجار:quot; ان الزمرة التي اشير اليها مجهولة الهوية وان اجهزة الامن والمخابرات لاتعرف لها نشاطات في ايرانquot;.

واعتبر هذه المزاعم بانها حرب نفسية تستهدف سوء استغلال الظروف الناجمة عن الانفجار ومحاولة لاستفزاز الطوائف الدينية لزرع الفرقة والنيل من الوحدة الوطنية.

وواضح ان ذكر اسم ايلاف جاء ضمن تقرير وكالة مهر ولم يرد قط على لسان عباس محتاج،ولم يرد قط على لسان عباس محتاج، اما الحرب النفسية فقد فهي منسوبة للجهة التي أخذت على عاتقها مسؤوليتها عن الحادث.

مرة اخرى اضطر لتبسيط الموضوع للسيد صباح الموسوي عسى ان تستوعب عقليته المتشنجة هذه الملاحظة البسيطة:

جملة واحدة قالها عباس محتاج نصا وهي: quot; ان الزمرة التي اشير اليها مجهولة الهوية وان اجهزة الامن والمخابرات لاتعرف لها نشاطات في ايرانquot;

اما هوية الجهة المعنية بشن حرب نفسية فهي الجهة التي صدرت منها المزاعم بوجود تنظيم تبنى الانفجار، وايلاف لاعلاقة لها بالاعلان عن وجود هذا التنظيم الارهابي، وبذلك يكون حزب النهضة هو المقصود بشن حرب نفسية.

يكتب صباح الموسوي:

علما أن السيد خسرو سبق أن دخل في مهارات كلامية طويلة مع إخواننا في حزب التضامن الديمقراطي الاهوازي وهاجمهم من دون وجه حق lsquo;هاجمهم فقد من اجل أن يظهر لنظام الملالي انه الصوت الإيراني المدافع عن هذا النظام في مواجهة عرب الأحواز الذين يعملون على كشف مظالم نظام الملالي وجرائمه بحق الشعوب والقوميات غير الفارسية في إيران.

وواضح ان صباح الموسوي يحاول التصيد في المياه العكرة ولاشك في أنه ذو مهارة عالية في هذا المجال حين يشير الى الردود المتبادلة بيني وبين حزب هاجمني في ثلاثة ردود بسبب تحقيق نشرته عن عرب خوزستان، الا ان ذاكرته تعاني من عطب جعله ينسيه أن حزب النهضة هو من بدأ هجومه ضدي لأنني أشرت الى وجود اغلبية من الاهوازيين الذين التقيتهم بايران تعتز بهويتها العربية وايرانيتها في آن. ويكفي ان يراجع الموسوي ارشيف ايلاف كي يتأكد بنفسه ان هذا الحزب الذي يتباكى على مظلوميته والذي تعرض لهجوم من قبلي دون حق هو من بدأ بالهجوم وانتقص حتى من الاسم الشخصي الذي أحمله فياله من حزب حضاري!

كما لست حاجة أن أظهر للنظام الايراني بأنني الصوت الايراني المدافع عنه كما يدعي الموسوي الذي يبدو انه بمنتهى الجهل، فكان عليه أن يلزم الصمت ان لم يكن له ما يقوله، ان أميّته دفعته لتوجيه التهم الرخيصة لكل من يفضح أكاذيبه، وهو من الأمية أنه لم يقرأ الردود التي دارت بيني وبين حزب التضامن، ولو أنه قرأها لما وصفني بالصوت الايراني ولأدرك أنني أشرت الى كوني عراقيا من أصول فارسية وأعتز وأفتخر بعراقيتي، أما أن أكون فارسيا فهذا لايعد مثلبا الا في عقول العنصريين من أمثاله الذين يعتبرون قتل الابرياء في مركز ديني عملا مشروعا ضد القومية الفارسية.وهو بذلك لايختلف عن ارهابيي القاعدة الذين يرون في قتل الابرياء في المدارس والاسواق في العراق وسيلة مشروعة لمواجهة الامريكان.

لقد اتهمني السيد خسرو بأنني مررت لمراسل إيلاف الدكتور أسامة مهدي خبر تهجم نائب وزير الداخلية الإيراني quot; عباس محتاج quot; على إيلاف لأنها كانت السباقة في إثبات أن انفجار مقر المركز الثقافي للحرس الثوري الإيراني في مدينة شيراز والمسمى بحسينية السيد الشهداء كان من عمل جماعة معارضة تطلق على نفسها اسم quot; حركة جهاد أهل السنة في إيران quot;، وادعى أن الخبر لا صحة له وانه مفبرك فيما هو بنفسه ينقل نصا بالفارسي في مقالته ذاتها لنفس الخبر ولنفس التعابير التي تهاجم إيلاف و التي وردت في تقرير الدكتور أسامة مهدي.

هل يستطيع ان يذكر الموسوي في اي مقال تطرقتُ لصحة أو كذب وفبركة الخبر المرتبط بالجهة التي نسبت لنفسها تفجير حسينية سيد الشهداء، أم أنه ينوي رفع رصيده في الاكاذيب!

الأمر الآخر لقد زعم خسرو باني وصفته من أصحاب الأقلام المأجورة في مقالي المعنون quot; إيلاف وعثمان العمير ولغة ملالي إيران quot; مع أن المقال لم يريد فيه اسمه أو الإشارة إليه لا من قريب ولا من بعيد ولكنه يبدو أراد أن يطبق الأمثال التي وردت في مطلع مقالي المذكورquot; إلي على رأسه بطحة يحسس عليها quot; وquot; الي في عبه صخل ( عنز ) يمعمع quot;.

ثمة مثل شائع يقول quot;الكذاب كثير النسيانquot;، والموسوي أفضل نموذج لهذا المثل، ففي الفقرة أعلاه يدعي أنه لم يتهمني في مقاله السابق باعتباري من أصحاب الأقلام الموالية (استخدم الموسوي مصطلح الأقلام المأجورة لاحقا وربما بسبب أكاذيبه المتواصلة لم يعد يتذكر الموسوي حتى أقواله) وهنا لابد من وقفة توضح كذبة السيد صباح الموسوي، فنقرأ في مقاله مايلي quot;

وبعد ذلك انهالت الهجمة على إيلاف وعلى حزب النهضة العربي الأحوازي الذي وصف بأنه مصدر التقارير التي نشرتها إيلاف حول انفجار شيراز الذي وقع في مساء السبت12 ابريل العام الجاري و التي أنكرها المسئولون الإيرانيون و وسائل إعلامهم وبعض أصحاب الأقلام الموالية لهم في بداية الأمر ولكنهم بعد ذلك بفترة عادوا واعترفوا بصحة تلك التقارير ولكن من دون أن يعتذروا لإيلاف أو يوقفوا هجمتهم ضدها وضد مراسلها الدكتور أسامة مهدي.

فهل يستطيع الموسوي أن يذكر اسما واحدا غيري تطرق في الصحافة العربية حول الادعاء الكاذب الذي نسبه هو ومراسل ايلاف اسامه مهدي لمساعد وزير الداخلية الايراني؟ هذه الفقرة تذكر القارئ بالمثل القائل quot;يضرب عصفورين بحجارة quot; فهي تكشف عن كذبتين كذب إدعائه أنه يترفع عن الخوض في المهاترات، فهل يعقل ان يتعرض وبطريقة جبانة وملتوية لمن فضحوا أكاذيبه ثم يدعي انه لم يأت على ذكر اسمائهم او الاشارة اليها لا من قريب ولا من بعيد.
و أما بشأن زعمه أن مقال المدعو: فؤاد بور عبادي quot; رئيس تحرير شبكة quot; جهان نيوز quot; الإيرانية التابعة لنظام ملالي طهران، والذي جاء بعنوان quot;محبوب ديكتاتورquot; وشن فيه هجوما على موقع إيلاف، من انه لم يمس الجانب الشخصي لناشر إيلاف السيد عثمان عمير، فانا هنا سوف أضع رابط المقال المذكور (http://www.jahannews.com/fa/pages/?cid130353 ) واطلب من القراء الذين يجيدون الفارسية أن يقرؤه ويقدموا نسخة مترجمة منه لإيلاف للمقارنة بين ما ترجمته انا حرفيا وبين ما يحاول السيد خسرو نفيه لكي يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود.
وأخيرا أقول لسيد خسرو أن الموتور ليس من يكشف الفضائح ويعري جرائم الملالي الظلمة، و أنما الموتور ذاك الذي يتألم من كشف هذه الحقائق ويحاول تغطيتها بالادعاءات الواهية التي تشبه الغربال

هنا يتبين بوضوح ان درجات التوتر في شخصية السيد صباح الموسوي حجبت عنه نقدي الشديد لهجوم الصحافي الايراني فؤاد بور عبادي على موقع ايلاف، وكانت ملاحظتي في غاية الوضوح فيما يتعلق بالسيرة الذاتية للاستاذ عثمان العمير التي وردت في مقال عبادي فهي لم تمس الجانب الشخصي لناشر ايلاف، والموسوي يدرك جيدا ان اعتراضي ليس على ترجمته لسيرة العمير الواردة في مقال عبادي، وانما أشرت الى عقليته التهويلية ولغته التحريضية التي جعلته يعمم هذا الموقف على الاعلام الايراني برمته ولاهداف سياسية معروفة.

يطلب الموسوي من القراء العارفين باللغة الفارسية أن يقارنوا بين ترجمته وبين النص الأصلي، علما ان ترجمته لسيرة العمير تبرهن للقراء أن عبادي لم يستخدم مفردة مسيئة واحدة في ما يرتبط بالجانب الشخصي، و الموسوي يدعو القراء للمقارنة في هذا المورد تحديدا كي يلتف على أصل الموضوع أي إدعائه ان نائبوزير الداخلية الايراني قد تهجم على ايلاف وهنا أتحدى الموسوي مجددا، هات دليلا يبرهن للقراء أن هذا المسؤول الايراني قد تهجم على ايلاف.
أما نعتك لي بمعاداتي الفرس فاني استحلفك بالله متى سمعت بضحية أحبت جلادها؟. علما إنني بعيد كل البعد عن هذا الوصف، فهناك إخوان لنا من الفرس نجلهم ونعتز بهم حيث كان منهم عظماء قدموا خدمات كبيرة للإسلام وهؤلاء نعدهم من إخواننا و نترحم عليهم ونتفاخر بهم أمام الأمم الأخرى. كما يوجد في امة الفرس من هم اشرف بكثير من بعض المحسوبين على العرب وهؤلاء الفرس نقدر لهم نجابتهم وشرفهم.

ويبدو الموسوي في هذه الفقرة شخصية متناقضة، فهو من جهة يتحدث عن الفرس باعتبارهم يحتلون موقع الجلاد في معادلة يكون فيها الموسوي في موقع الضحية، ومن جهة اخرى يتحدث عن اخوان من الفرس يجلهم ويعتزبهم ويتفاخر بهم أمام الأمم الأخرى!!!

وأخيرا أرجو منك إذا أردت أن تعلق في المستقبل فعلق على المقالات والمواضيع الهامة مثل quot; فساد المدن المقدسة في إيران quot;وغيرها من المواضيع الأخرى وحاول دحضها حتى يكون بيننا حوار علمي واترك عنك قضية الدفاع عن نظام الملالي الدموي فهو زائل بإذن الله.

يدعوني الموسوي للكتابة عن فساد المدن المقدسة في ايران، ولابد أن أقدم هنا جزيل شكري على هذا الاقتراح، وكنت سوف أعمل بنصيحته لولا أنه سبقني في الكتابة عن هذا الموضوع، ولابد أن أنبهه الى ملاحظات ذات صلة في هذا المجال، وهو أن مفردة الفساد لها دلالات مختلفة، فما يظنه فسادا ربما تعارض مع نظرة اخرى رأت فيه تحررا جنسيا، أولا، وأن ظاهرة quot;الفسادquot; في المدن المقدسة تعالج من منظور سوسيو اجتماعي، لايترتب عليهااستخلاص أي موقف سياسي،ثانيا

ولاتوجد مدينة quot;مقدسةquot; في العالم تخلو من ظاهرة الفساد، ثالثا كما لابد هنا أن احيله الى تحقيقات كتبتها خصيصا لايلاف عن الدعارة وتهريب النساء وبيوت الصفيح في ايران وهي بالمناسبة ظواهر اجتماعية لاتوظف سياسيا من قبل احزاب نهضوية حقيقية، وعبر متصفح ايلاف يمكنه قراءة موقفي من الاحزاب الدينية الانتهازية ودفاعي عن حرية الكتاب الايرانيين الذين تعرضوا للاعتقال من قبل السلطات الايرانية، أدعوك ياصباح الموسويان تقرأ هذه المواضيع كي تكف عن اطلاق الاتهامات التافهة فاذا فضح صحافي ما أكاذيبك فهذا لايعني ابدا انه عميل لنظام الملالي الا في ذهنية الموتورين.

خسرو علي أكبر

صحافي عراقي متخصص في الشأن الايراني مقيم في باريس

[email protected]