العراقيون الذين يتابعون اللعبة السياسية لايتوقعون خيرا لما يجري اليوم او غدا في مجلس النواب..السبب بسيط ان اعضاء هذا المجلس لايمتلكون الارادة الحقيقية في الدفاع عن مصالح الشعب وانما هم كالببغاوات يرددون ما يوافق عليه رؤساء كتلهم السياسية الاربع ( التحالف الكردستاني.. بزعامة الاستاذ مسعود البرزاني الذي يعمل جاهدا لاقامة وطن قومي للاكراد.. الائتلاف الوطني الموحد الشيعي بزعامة السيد عمار الحكيم ويعتبر ممثل للدفاع عن المصالح الايرانية في العراق.. الطرف الثالث بزعامة الدكتور طارق الهاشمي الذي يعتبر الممثل لسنة العراق المدعومين من الدول العربية وفي مقدمتها الكويت والسعودية.. اما الطرف الرابع فبقيادة الاستاذ نوري المالكي ودولة القانون والذي يحاول ان ينأى بنفسه عن الاصطفاف الطائفي ).. اما اللاعب الحقيقي ومن وراء الكواليس فهي الادارة الامريكية..
لفت انتباهي ثلاثة تصريحات اطلقها الدكتور موفق الربيعي ( مستشار الامن القومي السابق وعضو مجلس النواب الحالي ) والمعروف عنه قلة الكلام والتصريحات..وهي بايجاز :-
= ايران طلبت من الحكومة عدم استخدام ميناء العمية لوقوعه داخل المياه الاقليمية الايرانية..
= لديه تقارير استخباراتية تؤكد استلام بعض السياسين العراقيين اموال من الدول العربية للتأثير على الانتخابات..
= انه يستنكر ويرفض التدخل والضغوطات الاجنبية ( وبالتأكيد يقصد الولايات المتحدة ) في المباحثات الخاصة بتعديل قانون الانتخابات..بين الكتل الاربع المذكورة اعلاه
ومن التدقيق لهذه التصريحات نجده قد خرج من صمته المعهود ليركز على ادوار ثلاث لاعبين رئيسين على الساحة العراقية..ايران.. دول الخليج والسعودية.. الامريكان.. انني كعراقي مستقل.. ينطبق علي المثل العراقي الذي يقول ( كالاطرش بالزفة )..ولهذا اطالب الدكتور ان يحتلى بالشجاعة( وهي لاتنقصه ) ويضع النقاط على الحروف.. ولايكتفي بنقل الخبر.. ان يخرج في الاعلام ويوضح للعراقيين وبكلام لايقبل اللبس والدوران..ما هي اطماع ايران في المياه العراقية وما هو دور الحكومة العراقية الواجب ان تتخذه؟؟؟ ومن هي الدول التي تشير اليها تقارير الاستخبارات التي تدفع الاموال للسياسين العراقين؟؟؟..والامانة الوطنيه تقتضي بيان من هم هؤلاء السياسين وبالاسماء الصريحة لكي يعلم المواطن البسيط من يتاجر بمصيره ومستقبله.. ومن هم الساسة الذين يبيعون العراق وشعبه بثمن بخس.. اما بالنسبة للضغوط الامريكية فالمفروض بالدكتور موفق كشف نواياها وما تريد فرضه على العراقيين..كي نفهم نحن بسطاء القوم و نرفضه نحن ايضا.. وربما نقبله اذا كان في صالح الشعب والديمقراطية..
اما الخطأ الذي ارتكبه الاستاذ طارق الهاشمي والذي اعتبره شخصيا خطيئة بحق العراقيين بنقضه قانون الانتخابات و بحجة الدفاع عن عراقي المهجر.. اذا به ينقلب اليوم لدراسة توزيع المقاعد قي البرلمان على المحافظات بعد ان تسبب في حرمان محافظات مهمة من مقاعدها كنينوى وكركوك والانبار وديالى اضافة الى محافظات الوسط والجنوب وتحويلها الى محافظات اقليم كردستان الشمالية..( وهل هي ناقصة؟؟؟) انني اتساءل وكثير من عرب العراق ما الغاية من وراء هذه اللعبة؟؟ ومن وراءها؟؟ هل هي مجاملة للاستاذ مسعود البرزاني الذي هدد بمقاطعة الانتخابات اذا لم يعاد النظر بعدد المقاعد المخصصة لمحافظات الاقليم؟؟؟ اما مجاملة للامريكان الذين كانوا يصرون على تخصيص 10 % من المقاعد لعراقي الخارج؟؟ ام لاغراض طائفية كما وصفها النائب العراقي ( ابو الشهيدين ) الدكتور مثال الالوسي.. ام لاغراض انتخابية كما وصفها الناطق باسم الحزب الاسلامي والذي كان يتزعمه الاستاذ طارق الهاشمي نفسه.. او كما يظن البعض انها لعبة للعودة الى تطبيق قانون الانتخابات القديم الذي يرفضه الشعب والمرجعيات (بمختلف طوائفها ) وتريده الاحزاب الحاكمة حاليا؟؟؟ ان غدا لناظره قريب..
وهنا لابد لي من الاشادة بشجاعة الاستاذ طارق الهاشمي سواء اتفقت معه او خالفته.. لاصراره على الدفاع عن نقضه ونتائجه السلبية وانا منذ اليوم ارشحه لكي يشغل منصب رئاسة الجمهورية او الوزراء لا لشيء الا لشجاعته.. وهذه الصفة ومع الاسف الشديد يفتقد اليها الاستاذ نوري المالكي كما افتقدها من سبقه من رؤساء الوزارات علاوي والجعفري.. في قيادته للعراق.. لان العراقيون يحترمون السياسي القوي لانها طبيعتهم التي جبلوا عليها.. فمتى ينتبه ويستفيد المالكي من طباع العراقيين؟؟؟ وعمر حكومته قارب على النهاية؟؟؟؟؟
التعليقات