-1-
ليس من قوم كارهون لانفسهم وبعضهم.. كما العرب.
ليس من قوم يحسنون ذبح بعضهم بغاية التلذذ.. كما العرب.
ليس من قوم لا يؤتمنون على امانة، ولا يحفظون حرمة.. كما نحن.. نحن العرب.
ضاقت بإحدى قنوات العروبة التلفازية السبل لتعليم وتثقيف وتنمية الأجيال العربية الصاعدة، فلم تجد من موضوع بعد أن غطت ( وللرحمن الحمد ) كل جوانب الحياة العربية.. لم تجد سوى العراقيات في اسواق النخاسة...!
ويا له من موضوع شيق مثير، لا اشك في أن (النواعم) العربيات كُنّ ينتظرنه بفارغ الصبر، لما له من آثار تربوية توجيهية نبيلة جميلة.
-2-
صحيح أن الإعلام العربي الحر (غاية الحرية) وقف معنا يد بيد مع الأحبة الأشاوس الذين توافدوا على الجنة حشودا حشودا بعد أن قتلوا من الكفرة العراقيين من النسوة والأطفال مئات الآلاف.
لكنه هذه المرّة تقدم على السيارات المفخخة، خطوة واسعة حين تصدى لنساءنا اللواتي يُبعنَ في اسواق النخاسة العربية ببضعة آلاف من الدولارات.
تصدى ببسالة منقطعة النظير، عبر برنامج نسويٍّ مفخخٍ، بورك وبورك الدماغ الذي فخخه وأحسن التفخيخ..!
يالها من أخوة جميلة نبيلة تجمعنا نحن العرب.. ويا لتلك القيم العظيمة المباركة الخالدة التي تحرك هذا الإعلام وتلك الأبواق والأفواه.. الأفواه التي تستقر فوقها ( شنبات ) جبارة، أو تلفها حجابات ملونة لنواعم.. يحسنَّ الثرثرة.. التربوية..!
-3-
الأنظمة العربية تكره بعضها بقوة.
ليس من نظام يثق بجاره البتة.. ليس من نظام مستعد لحماية جاره إذا ما تعرض للخطر، ليس من نظام لا يتآمر على جاره ولا يتحين الفرص للإنقضاض.
لكن.. لم تنشرون الكراهية بين الناس؟.. لم تنشرون النقمة بين الشعوب؟
لم تنظرون لأشقائكم في الشعوب الأخرى بهذه الدونية، ولستم اكرم منهم ولا انبل ولا اشجع ولا اشرف؟
وليس فيكم من ليس مثقلا بخطايا لا تُعد ولا تُحصى؟
وليس فيكم من لم يعتاش دهرا على دماء العراقيين وأموالهم ايام كانوا اهل مال وكانت لديهم قوة ومنعة وعزّ؟
-4-
ليس النظام السياسي الذي يبيع شعبه وثروة بلده للأمريكان اقل عهرا من المرأة العراقية التي تبيع جسدها من اجل رغيف الخبز..!
ليس النظام الذي يذرف مليارات الدولارات لإنقاذ الأمريكان من ازماتهم الإقتصادية التي نجمت عن قتل مسلمي إفغانستان والعراق اقل عهرا من امرأة عراقية بائسة تبيع جسدها لتنقذ اب مريض أو طفل عليل.
لستم افضل من العراقيين والعراقيات..!
-5-
رغم أني لست مع هذا النظام الهجين اللقيط الذي اوجده الأمريكان والإيرانيين والإسرائيليين في بلدي، لكني معه بقلبي وضميري ودمي، لو وجدته يقف مع نفسه وشعبه وبلده في الكفّ عن ملاحقة الرضا العربي الذي لا يقدّم ولا يؤخّر، ولا يضر ولا ينفع.
معه بكل جوارحي، لو وجدته يحترم نفسه ويغلق الأبواب.. كل الأبواب بوجه تلك الأنظمة البائسة الهزيلة الخائبة الفاسدة الكسيحة.
هؤلاء قوم.. بلغت بهم الضحالة أن يلوكوا بأعراض بعضهم البعض عبر كلام ( النواعم ) فماذا منهم تنتظرون..!
كامل السعدون
التعليقات