ثمانية أعوام مرت على انطلاق منتدى الاعلام العربي في دبي، لينعقد هذا العام تحت عنوان quot;الاعلام العربي.... ثِقل المتغيرات وأعباء الأزماتquot; في ظل حضور كوادر اعلامية وصحفية عربية توصف بالبارزة و غيابٍ ملحوظ لشريحة أحدثت تغييرًا جذريًّا وانقلابًا معرفيًّا حقيقيًّا وهم الاعلاميون الرقميون.

وفي وقت يشهد العالم كلّ آنة ولادة صُناع اعلام جُدد عبر فضاء عنكبوتي شديد التعقيد، يقيمون من خلاله المنتديات ويطلقون المدونات ويروجون بشكلٍ منقطع النظير لأفكارهم التي يتجاوزون بها ما يشاؤون من خطوط ورقباء، مازالت منتدياتنا ومؤتمراتنا الاعلامية تَستقطب الرموز الاعلامية العربية نفسها في كل دورة، ليكرروا على مسامعنا تجاربهم نفسها التي سمعناها منهم في منتديات سابقة ومؤتمرات مماثلة، فتتغير العناوين العريضة دون ان يتطور من مضمون الأشياء شيئًا.


quot;زعامات إعلامية quot; تحيط نفسها بهالة quot;القداسة الصحفيةquot; وتحتكر quot;الفهمquot;؛ أسماء نقدرها ونحترمها غير أن كثيرا منها تجاوزه ايقاع العصر وهمومه، ويتساءل المرء بعد مرور اكثر من ثمانية أعوام على إطلاق المنتدى:
أليس هذه الفترة كفيلة بأن تكون قد شهدت ولادة إعلاميين quot;جدد quot; جديرين بعرض أفكارهم وابتكاراتهم الابداعية quot;غير المألوفة quot; فيخرجون المنتدى من فخ الاسماء البارزة وأسر المواضيع المكررة؟؟؟


أليس من الأجدى عقد ورش عمل خاصة بالاعلام الالكتروني والمنتديات واستضافة مدونيين أطلقوا العنان لابداعاتهم الاعلامية التي نراها يوميًّا عبر اليوتيوب والفيس بوك وغيرها من المواقع... فتجاوزوا بحرفيتهم الفضائيات التي تخشى عرض الحقائق مخافة الرقيب ؟؟ ونشروا صورًا يخشى الاعلام التقليدي من عرضها؟؟؟


أليس من قلة الدراية ان نستثني من مؤتمراتنا الاعلامية شريحة عريضة من بناة الغد الاعلامي الذين لا يكترثون بالتنظيرات الرسمية والكلام المُعلّب ؟؟؟


أليس من الأفضل استعراض تجارب شبابية حقيقة واكبت المتغيرات بدلا من تكرار السيناريو المكرر ؟؟ تجارب شابة بَنَت عالمها الاعلامي الرقمي الفريد بعيدا عن استراتيجية quot;ملوك المؤسسات الاعلاميةquot; ومهرجانات الرموز والاسماء ومؤتمرات الميزانيات الضخمة ؟؟

المنتدى افتتح بكلمة معالي عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية وقد بدا خطابه خطابًا quot;تقليديًّا معهودا ومتوقعا quot; يحمل عناوين بعضها قديم قدم أزماتنا الفكرية منها والسياسية، وكأن عالمنا العربي يأبى إلا وأن يكون متقوقِعًا في صدفة شعارات quot;العروبية quot;الستينية، و هو خطاب نتاج ذهنية ونموذج فكري ساد ولا يزال على خطاب التيار quot;الرسميquot; الذي لم يعد يلق بالا من جمهور الشباب العصري المنطلق الذي تجاوز بروتكولات رسميات الخطب الى حيث لا خطابات أصلا ولا شعارات.


خرجت من الافتتاح لاتحدث مع زميل صحفي فقال لي: quot;المكتوب يُقرأ من عنوانه quot; إن كانت تلك كلمات الافتتاح فما الذي تتوقعينه من بقية الجلسات في مؤتمر يَتخذ من التغيير شعارا ويكرس من التقوقع منهجًا؟؟؟؟

ربما نحن الاعلاميون الجدد، او ما يحب ان يسمينا البعض تهكّما حينا وانتقاصًا أحيانا quot;كتاب الأنترنت والمدوناتquot; لا نستسيغ الخُطب الطويلة والاستراتيجيات الخشبية العريضة التي يطلقها quot;زعماء الاعلامquot;، ولا نطيق quot;الافتتاحيات الرسمية quot;المونقةquot;، ولا نكترث بالجمل العريضة المطوّلة، شريحة تمارس حريتها في فضاء كوكبي يتجاوز ضيق قيودهم؛ وربما جل ما نبتغيه طروحات اكثر عملية وجاذبية وحلولا أقل تواضعًا وأكثر ديناميكية، فما نسعى إليه هو اعلام صاعد منفتح الأفاق يتغلب على عطالة الاعلام الرسمي الحالي العاجز لنواكب ألفية جديدة بتقنيات مميزة وثقة أكبر وحرية لا متناهية ونساهم في الوعي الانساني عبر إعلام الكتروني في عتمة إعلام آيل للأفول.


فهل نستطيع تجاوز quot;مكلمة المؤتمرات الاعلامية quot; ياترى؟
ربما بداية التغيير تقتضي كسر النموذج التقليدي للمؤتمرات الاستعراضية الفارهة التي يتصدرها quot;نجوم الاعلامquot;، الى ورش عمل إلكترونية تكون أكثر تواضعًا وفعالية وأسرع تواصلا تتضمن ندوات رقمية عبر فضاء مفتوح.

مروة كريدية

[email protected]
http://marwa-kreidieh.maktoobblog.com