الندوة العلمية التي أطلقتها جامعة بغداد قبل أسابيع قليلة وأعلنت خلالها عن سبق علمي خطير لم تتنبأ به حتى وكالة ( ناسا ) الفضائية ألأميركية رغم إمكانياتها العلمية الهائلة أو أي وكالة فضاء متخصصة في العالم المتقدم يصح أن نؤكد بعدها بأن العراق قد دخل بإمتياز في عصر ( الهلوسة ) و التخريف!!
فعلماء تلك الجامعة المنقطعين عن العالم منذ أكثر من عقدين و الذين لا نعرف أيضا أصول و حقيقة شهاداتهم الجامعية في عصر التزوير العراقي الكبير الذي نعيش قد أعلنوا عن نبأ كارثي مرعب أرعبوا البشرية من خلاله و بطريقة غير مسبوقة! فهم لم يتنبأوا مثلا بإندلاع حرب عالمية نووية لا تبقي و لا تذر قد تنطلق من شرق آسيا حيث الديناصور الكوري الشمالي يروع جيرانه و يجوع شعبه!، كما أنهم لم يعتنقوا أو يروجوا نبوءات العراف الفرنسي اليهودي و صاحب كتاب ( القرون ) المعروف ( نوستراداموس )!! بل أنهم تأثروا على ما يبدو بالفيلم الأميركي المعروف ( هرمجدون ) الذي يتحدث عن غزو فضائي للأرض تنتصر في نهايته البشرية و الحضارة ضد الخطر الغامض القادم من الفضاء!!، فقد أعلن بعض من علماء الجامعة البغدادية من أن هنالك كويكبا مدمرا في طريقه للإصطدام في الأرض و إن هذا الكوكب يدور و يضرب مرة كل 3600 عام!! كما أنه مسؤول أيضا عن إنقراض الديناصورات!! وإختفاء قارة أتلانتس و حتى عن طوفان ( نوح ) أو تسونامي، و إن موعد إصطدامه بالأرض سيكون في يوم 21 / 12 /2012!! أي لم يعد يفصلنا عن ذلك اليوم التاريخي أو ( يوم القيامة العراقي ) سوى عامين و نصف بالتمام و الكمال بعدها ستطوي الأيام صفحة البشرية!! و برغم عدم معرفتنا بطبيعة المصادر التي أدت لهذا الإكتشاف أو عن طبيعة المراصد الفلكية العراقية التي تتبع خط سير ذلك الكويكب!! وعدم معرفتنا بموقف الرفاق العلماء في ( وكالة ناسا ) الأمريكية لعلوم الفضاء و هي أكبر مرجع دولي في هذا الشأن!! إلا أن بعض الأصوات في العراق و خارجه أخذت تعتبر هذا الموضوع من المسلمات الثابتة و الحقائق الدامغة! بل أن العقلية الدينية ذات الأبعاد الخرافية المستوطنة في العراق الأمريكي قد أضفت على هذا الموضوع أبعاد ميتافيزيقية تجاوزت كل الحدود!!
و كان أطرف تعليق يفصح عن طبيعة العقول التي صدقت و تلاقفت هذا الخبر هو ما صرح به إمام حسينية مدينة ( آيندهوفن ) الهولندية المدعو الشيخ العلامة حجة الإسلام الرفيق حميد الساعدي!! حينما أكد صحة هذا النبأ مؤكدا معه من أن الإشعاعات الكونية التي سترافق ذلك الكويكب هي من ( قبس ) و نور الإمام المهدي المنتظر الذي سيظهر بعد الإصطدام ليملأ الأرض عدلا!!
و لا أدري لماذا لا يظهر الإمام إلا مع تلك الكارثة التي لن يستطيع بعدها هداية أحد من البشر لأن البشرية ستكون في ( الباي باي )!
و طبعا لم ينس أهل جامعة بغداد أن يطعموا بحثهم العلمي المفترض بمسوح دينية و روايات طائفية كقولهم أن الشمس ستشرق من المغرب بدلا من المشرق!! أي أن النظام الكوني سيختل!! و ستحل الكارثة على رؤوس البشر أجمعين و بعدها أيضا سيظهر الإمام المهدي المنتظر و يعلن عن نفسه و يقود البشرية لعصر جديد!!
و لا نستغرب أبدا هذا الطرح السوريالي لكون جامعة بغداد و كل الجامعات العراقية قد تحولت منذ ستة أعوام لحسينيات و هيئات دينية و أصبحت تعطي شهادات الدكتوراه في ( اللطم ) و ما جستير في فن ( ضرب القامة و الزنجيل )!! أي التطبير و ضرب السلاسل.
كما أضحت النوائح و البكاء و العويل من مستلزمات العملية التعليمية و تحول الرادود باسم الكربلائي لأبرز المحاضرين في فن العويل و الصراخ، لا بل أن المسيرات الجامعية الماراثونية للزيارة تحولت لطقس دائم من طقوس التعليم العراقي يضاف لذلك كله الطوابير الطويلة من أهل الشهادات العليا المزورة فالجميع في العراق قد تحولوا لدكاترة و أساتذة رغم أن بعضم لم يتخرج حتى من الإبتدائية!!
و أضحى أهل البرلمان الطائفي الفاشل جهابذة زمانهم، حتى الرفيق القائد المؤسس الملا مقتدى الصدر في طريقه للتحول لمرجع و آية عظمى من آيات الله بعد دورة سلق فقهية سريعة في ( قم )!! و بالمناسبة فقد أثبتت القيادة الإسلامية الإيرانية أيضا بأن حكومتهم مليئة بأصحاب الشهادات المزورة كما كان حال وزير داخليتهم السابق و كما أعلن خلال الحملة الإنتخابية الحالية في إيران!! أي أن التزوير قد تحول لفريضة محكمة و سنة متبعة، أراهن بأن يوم 21/ 12 / 2012 سيأتي و يمر بسلام و لن تشرق الشمس من المغرب بل ستظل اليابان بلاد الشمس و سنكون في بغداد وقتها لننتظر تحقق النبوءة التي لن تتحقق و ما سوف يتحقق فعلا هو الإنقراض القريب لديناصورات الخرافة في العراق.
داود البصري
[email protected]
التعليقات