نشر الكاتب الكردي مهدي مجيد عبد الله مقالة في إيلاف حاول فيها أصطناع الحزن والتباكي على ظروف النساء العراقيات كي يغلف الهدف القومي الشوفيني لمقالته التي سعت الى تشويه سمعة الشعب العراقي وأظهار عجز الحكومة عن رعاية شعبها ومنع ظواهر كلنا يعلم بأستحالة القضاء عليها كالدعارة الموجودة في جميع أنحاء العالم ومن ضمنها كردستان وفي أغنى دول العالم مثل : فرنسا وبريطانيا والمانيا واليابان وغيرها، ورغم قوة هذه الدول وامكانية مؤسساتها البوليسية والأجتماعية إلا انها لم تستطع ولن تستطع القضاء على هذه الظاهرة المستعصية على الحل.

ومما يعزز الشكوك بدوافع الكاتب القومية الشوفينة وأحقاده ضد الشعب العراقي... هو تجاهله الحديث عن كم هائل من مشاكل الفقر والفساد في بلده دويلة كردستان، وكمثال على تفاقم الأوضاع هناك صرح الى جريدة الشرق الاوسط اليوم الأحد 19 تموز 2009 الدكتور فاضل ميراودلي المرشح لأنتخابات الرئاسة في كردستان وذكر في معرض حديثه عن تردي الاوضاع العامة هناك ان حوالي 20 عشرون ألف أمراة كردية قتلت منذ 18 عاما ولغاية الآن بسبب العادات العشائرية المتخلفة، فلماذا الكتاب الأكراد لايتطرقون الى هذه الجرائم البشعة التي تفضح عدوانية المجتمع وهمجيته في التعامل مع المرأة؟!

ثم ان ربط الكاتب أنتشار الدعارة بالحاجة و الفقر ليس صحيحا ويدحضه الواقع تماما، فأنتشار الدعارة في الدول الغنية والتي يوجد فيها مؤسسات رعاية اجتماعية ضخمة كفرنسا وبريطانيا والمانيا واليابان وغيرها، ينفي الحجة القائلة ان الفقر هو السبب المباشر الذي يراد له ان يكون الشماعة التي تعلق عليها الأنحرافات السلوكية والأخلاقية للبشر، ولجوء الكاتب الى ربط موضوع الدعارة بالفقر هو بقصد الدعاية السياسية المضادة لتشويه صورة حكومة العراقية واظهار عجزها وفشلها، والحملة التي تشنها الاحزاب الكردية ضد الحكومة العراقية واضحة وسببها رفض الحكومة هيمنة الأقلية الكردية على الأكثرية والتحكم بمصير الشعب العراقي تحت حجة التوافق وعدم التخلي عن المكتسبات!

وبما أنه لايوجد مجمتع بشري ملائكي يخلو من المشاكل والعيوب... فان عملية الأصطياد في الماء العكر، وأنتقاء ظاهرة من هنا وهناك.. قضية مرفوضة اخلاقياً وانسانياً، وتظهر من يحاول ممارساتها بمظهر المهرج الحاقد وتحوله الى أضحوكة للأخرين، وتكشف ضحالة عقله وتفكيره وتفقده أحترام القراء.

أسعد فرحان السومري