فى الرابعة من صباح فجر يوم امس الثلاثاء قام 400 رجل بوليس استرالى من ولايتى نيوسوث ولز وفكتوريا والبوليس الفيدرالى بالتوجة الى عدد من منازل الصوماليين واللبنانيين فى تسعة من احياء مدينة ملبورن .. وبعد البحث والتفتيش فى 19 منزل فى اماكن متفرقة تم القبض على خمسة افراد ووجهت لهم تهم التخطيط والاعداد للهجوم على معكسر جيش استرالى فى مدينة سيدنى بهدف قتل اكبرعدد ممكن من جنود وضباط المعكسر انتقاما لمشاركة استراليا فى الحرب على العراق وافغانستان.


وقد اعلن متحدث باسم البوليس الاسترالى ان افراد هذة المجموعة من الصوماليين واللبنانيين كانوا فى مرحلة متقدمة للغاية لتنفيذ هجومهم الارهابى على معسكر الجيش وبعض المواقع الاخرى ولذلك قاموا بالقبض عليهم فجر يوم امس بعد مراقبة دقيقة مستمرة لتحركاتهم وانشطتهم دامت سبعة اشهر كاملة تم خلالها جمع الادلة والاثباتات التى تدينهم بقوة .
واعلن البوليس ان افراد هذة المجموعة كانوا يسعون للحصول على فتوة من رجال الدين الاسلامى تبيح وتحلل لهم القيامة بعملهم الارهابى الاجرامى وقتل اكبر عدد من الجنود الاسترال . ويعتقد ان واحد من الذين تم القبض عليهم وهو صومالى الاصل قام بزيارة وطنة الام مؤخرا للحصول على هذة الفتوة .. ولم يصرح البوليس اذا ما كان هذا الشخص وفق فى الحصول على فتوة بسفك دماء الاسترال من احد الشيوخ الصوماليين ام لا.


هذا وقد قام زعماء الجالية الصومالية بملبورن - التى تبلغ تعدادها حوالى عشرة الاف فرد غالبيتهم العظمى جاؤا الى استراليا لاجئيين هاربين من بلادهم- عقب القبض على هؤلاء الافراد بالاعلان عن استنكارهم ورفضهم التام للقيام باى عمل من شأنة الاساءة او الاضرار بهذا البلد الذى اعطاهم الامن والامان واغدق عليهم من كرمة ووفر لهم ظروف معشية افضل مئات المرات عن اوضاعهم السيئة التى كانوا يعيشون فيها ويعانون منها فى الصومال.


ويجدر الذكر ان هذه لم تكن المرة الاولى التى تم خلالها القبض على بعض الخلايا الارهابية من المتطرفين المتعاطفين مع القاعدة وبن لادن قبل قيامهم بتنفيذ اعمال انتحارية ارهابية فى استراليا فقد سبق ان تم القبض على عدد من المجموعات الارهابية ..كان اخرهم منذ عاميين يقودهم شيخ مسلم جاء الى استراليا هاربا من الجزائر .. وقد حكم عليهم بالسجن بعقوبات مختلفة تراوحت بين خمسة اعوام الى 15 عاما.


وسؤالى هنا : لو لا قدر اللة ونجح هؤلاء الارهابيين فى تنفيذ مخططهم الاجرامى وقتلوا عدد صغير او كبير من الجنود الاسترال .. ترى ماذا سيكون رد فعل الشعب الاسترالى تجاة الجالية الصومالية الذين كما ذكرت من قبل جاء معظمهم الي هنا هاربين من بلادهم بعضهم بطريقة غير شرعية وبعضهم الاخر لاجئين ؟؟ وماذ سيكون ردود افعالهم ايضا تجاة ابناء الجالية اللبنانية رغم ان غالبيتهم العظمى لا علاقة لهم من بعيد او قريب بالاعمال الارهابية او التطرف الدينى؟؟


واذا لم تكن استراليا هى الجنة التى كانوا يحلمون بها فلماذا لا يرحلون عنها الى بلادهم التى جاؤا منها ؟؟
لاشك ان استراليا تستحق معاملة افضل .. تستحق رد الجميل والمعروف وخاصة من قبل هؤلاء الذين جاؤا اليها هاربين من بلادهم والمظالم التى كانوا يتعرضون اليها والفقر والجوع الذى كانوا يعيشون فيه.

صبحى فؤاد
استراليا
الاربعاء 5 اغسطس 2009
[email protected]