ربما ستعني القسوة في ما أريد له من معنى( مُدركٍ ) في المقال،ما ستثيره الفكرة من ردود فعل تتقاطع-بالضرورة- وتتعارض فيما بينها، أكثر من تعارضها والحقيقة،التي ستبقى تطابق الإرادة الواعية في كل إنسان، قولاً للحق وفعلاً به.

الحقيقة تقول إن الأمة الإسلامية - مع تحفظ شديد على المصطلح- تعارض الحقيقة، وتكشف عن اختلاف شاسع المسافات بين كل مكوناتها، على تباين الشعور بالانتماء -ألأممي- الجامع لها، ومع اختلاف إدراك كل فرد في هذا التجمع البشري،على أنه ndash;كفرد- حق قائم بذاته بما يختاره ويقرّره

الحقيقة تقول إن العيد أكثر شيء يختلف المحتفون بقدومه من المسلمين،حتى يخرج، تقرير زمن هذا العيد عن حسابات العلم أو الجغرافيا، التي تخضع لها كرة أرضية لا يكاد فرسخ واحد فيها يخلو من مسلم!.

الحقيقة تقول إن الغاية من الصيام فرض مساواة قسريّة في نهار تخلو فيه البطون، وتتقارب بين ساعاته الرغبات في سدّ رمق بسيط.

والحقيقة تقول إننا نخسر الغاية المرجوة في المساواة حين نهدرها في النهاية، من خلال إختلافنا.والنهاية بالطبع هي الحدّ الفاصل في تقرير مصير أي شيء..

الحقيقة تقول إن العيد لدينا ليس بداية جديدة،بقدر ما هو نهاية للتواصل، للمساواة،للتعاضد بالشبيه. وإحياء للمآثر ؛تواداً وتعاطفاً، وشداً لأواصر التكافل.

الحقيقة تقول إننا سنرسّخ لتضادنا في تعدد التوقيتات، لانطلاق العيد،أبعد من رحمة الاختلاف..

والحقيقة ستضع في خارطة واحدة أياماً متباعدة للاحتفال بالعيد.وربما في المدينة الواحدة،أو البيت الواحد..حتى يصبح كلّ واحد منا غريباً في صباح عيد الآخر،و ما أقسى على الإنسان أن يحيا غريباً بين أحبابه!.

العيد،وحسب ما أجد له من تعريف شخصي؛ ذكرى عامة نريد أن نسقط عليها أمنياتنا الشخصية. فهل يجدر أن نرسم على ملامح العيد أمنياتنا مخذولة بخلافاتنا واختلافاتنا؟!.

العيد أن نجد حلاً حاسماً يوحد النوايا والغايات في أسمى الأيام..

أقول قولي وأنا أعاضد أيضا أمل الشاعر الفذ أنسي الحاج في اعتراضه على إيجاد توقيت للفرح، فمن يريد للفرح دوامه لا يحصره في أيام رسمية تصدر بقرار.

فمتى يكون العيد بقرار الشارع الواعي، بعيداً عن أي سلطة،أو تأثير؟.

متى يكون العيد نقياً من هاجس السلطة..هاجس أن يُزيح المُحتفل فرح الآخر.. يطرده إلى عدم الفرح وظلامه؟.

متى تكتمل إلينا الأفراح لنحتفل في أيام معلومات،لا توقيت لسلطة فيها؟.