عبد الجبار العتابي من بغداد:زار بغداد في رحلة البحث عن سينما عراقية المخرج السينمائي العراقي عبد الهادي ماهود الذي هو احد المتحمسين لصناعة سينمائية في العراق تستعيد شيئا من ماضيها وتتحرك عجلتها نحو الامام، وعبد الهادي هو صاحب الفيلم الوثاثقي الشهير (سندباديون) الذي نال العديد من الجوائز والثناءات خلال عرضه في عدد من بلدان العالم، ماهود.. زار بغداد ليرسم خطوطا جديدة لامنياته بأعمال تلفت الانتباه الى قيمة السينما اولا ومن ثم للبدء بعملية صناعة واعدة بعد ان كان جوالا في البلدان يلم شتات افكاره ويهيء لاعمال جديدة تحدث لنا عنها قائلا :.اعمل حاليا على تنفيذ مشروعين احدهما وثاثقي والاخر روائي، الاول اعمل عليه منذ عام 2003 عنوانه (انهيار) وقد يأخذ اسما اخر، فقد سجلت انهيارات البنى الثقافية في العراق من مسارح وسينمات ومكتبات وغير ذلك، سجلت احوال هذه البنى وما آلت اليه وروحية الناس والانهيارات التي حدثت فيها، فقد كنت اصور دائما واترك الذي اصوره مضموما حتى صار لدي ارشيف هائل من اللقطات الشاهدة على الاحداث، فرجعت اليه ووجدته مثيرا ويشكل وثيقة مهمة جدا، لأن اهمية الوثيقة تظهر مع مرور الزمن ويكتسب عملك اهمية كونك وثقت حالة ربما تتغير وهو شيء انت تمتلكه، هو شهادة للزمان والمكان في ذلك الوقت، من هنا قررت ان اواصل المشروع، فقمت بالتصوير من جديد وألتقيت شخصيات فنية استنطقتها للحديث وقد كانوا قد خرجوا من العراق هربا من جحيم الدكتاتورية، وفيه ايضا دعوات من بعض الفنانين لزملائهم بالعودة لكن هؤلاء فيما بعد غادروا ايضا، وقد صورت فنانين عراقيين في ايطاليا وسورية والمانيا، وقد حاولت في الفيلم تحليل الواقع السياسي العراقي، واشرت الى حالة الانهيار في البنية الثقافية مما دعا اعداد كبيرة من المثقفين الى الهجرة التي صارت اكبر من السابق.

عبد الهادي الماهود اثناء تصويره فيلم العراق موطني
اما عن فيلمه الروائي الجديد فقال : - ان السينما العراقية منذ ثلاث او اربع سنوات لم تنتج أي فيلم روائي على الرغم من وجود مؤسسة، واشعر انني مثلمل تحملت انتاج افلام وثائقية وحصلت على جوائز عالمية فيها اشعر بمسؤولية انتاج فيلم روائي وعندي رغبة في المجازفة ودخول المضمار، حاليا انا اكتب السيناريو على نار هادئة وفي الربيع المقبل قد نيدأ التصوير، نحن لا نمتلك أي مصدر للتمويل واحاول البحث عن هذا المصدر سواء كان الدولة او أي جهة، والا فانا سأضطر الى بيع شقتي من اجل انتاج الفيلم عام 2008، فالسينما العراقية منذ خمسين سنة لم يتم تفعيل ستراتيجيتها.
واستطرد موضحا : - انا اشعر ان السينما العراقية مسؤوليتنا نحن الشباب وليست مسؤولية الحكومة او الوزارة المعنية التي اثبتت فشلها مثل المؤسسة التي اثبتت فشلها في انتاج فيلم، العالم يتبارى ونحن نتفرج وعلينا ان نعمل شيئا وعسى ان يستفز هذا الحضور الدولة وتخصص ميزانية لشيء اسمه السينما، فانا لا اريد من الدولة ان تعينني موظفا لديها حتى اضاف الى قائمة العاطلين، بل ان تدعم الانتاج، كنا نذهب ونشارك في مهرجانات ونأتي بجوائز بأفلام انسانية فقيرة انتاجيا لاننا فقراء وبلا دعم، واذا ما كان هنالك دعم فالحال سينسحب على انتاجنا ونستطيع تقديم الافضل وقد قابلت بهذا الصدد مستشارا لوزارة الثقافة العراقية في استراليا ودعاني للحضور الى الوزارة في بغداد وذهبت البه وطرحت عليه فكرة انتاج افلام لكنه قال لي نحن لا ندعم لأن ميزانيتنا 2% من ميزانية الدولة وهي تذهب كرواتب للموظفين، يعني ان الوزارة للموظفين وليست للثقافة.
ماهود اكد ان فيلمه (سندباديون) انتجته تكريما للناس الذين غرقوا في البحر وقد هزت الحادثة الضمير الانساني لكنها لم تهز النظام السابق، وقد عرضته في دول كثيرة، واشار الى انه كان يتمنى ان يعرضه في الساعة الثالثة ظهرا من يوم 19/10 وقت غرق هولاء الناس العراقيون عام 2001، وانه قدمه الى قناة العراقية من اجل عرضه ولكن لم يأخذوه منه والسبب ان الفلم غارق في الحزن، وهذا ما علق عن ماهود بقوله : هل انا اتيت بهذا الحزن ام عوائل الضحايا وهم يروون حكاياتهم بطريقة عفوية وتلقائية وهو نابع عن حزن في صدورهم، وهل ان الحزن مبرر لرفض الفلم الذي هو وثيقة مهمة ومن الممكن ان تفقد او تسرق، ثم أليس من مسؤولية تلفزيون الدولة ان يعرض الفلم للناس ليروا عمق المأساة التي تعرض لها اناس عراقيون في ذلك الوقت.