محمد موسى من أمستردام: لن يعرف أحد على الأرجح السبب الحقيقي للموت المفاجئ للنجم الأسترالي الأصل هيث ليجر، غير أن التحقيقات الأولية تشير إلى انتحار غامض، لم تبدُ حياة النجم الراحل تتجه إليه. ليجر الذي وصفه المخرج انج لي بأنه مارلون براندو الجديد، رحل ليترك حياة مهنية بدت شديدة النجاح والاثارة.

هيث ليجر الذي ولد في عام 1979 في أستراليا، تبع خطى مجموعة باهرة من النجوم الأسترالين مثل نيكول كيدمان، كيت بلانشيت وميل غيبسون الذين هيمنوا على بطولات العديد من الأفلام الناجحة في هوليود وأوروبا خلال العشرين سنة الأخيرة. بعد بداية تلفزيونية في منتصف التسعينات من القرن الماضي في أستراليا، انتقل في نهاية التسعينات إلى هوليود ليبدأ مجموعة من الأدوار المتميزة جدًا في أفلام مثل quot;الوطنيquot; مع ميل غيبسون، وفيلم quot;مونستر بالquot; مع هالري بارلي.

النجم الراحل هيث ليجر

النجاح الحقيقي لهيث ليجر كان عام 2005، عندما لعب دور البطولة في فيلم quot;جبل بروكباكquot;، وهو واحد من اكثر الأفلام نجاحًا لذلك العام، وحصل على دوره فيه على ترشيح الاوسكار لأفضل ممثل رئيس، حيث لعب دور رجل الكابوي الجنسي المثلي، الذي على الرغم من زواجه وانجابه، يحافظ على علاقة حب سرية تستمر لاكثر من عشرين سنة مع راعي كابوي آخر تعرف اليه اثناء عملهما سويتا في احد المزارع... كما لعب في العام نفسه دور العاشق التائه quot;كازانوفاquot; في فيلم يحمل العنوان نفسه.


في عام 2006 وفي فيلم quot;كانديquot; يقدم ليجر دور الشاعر مدمن المخدرات، الذي يقع في حب طالبة فنون، العلاقة التي تتارجح بين الحب العاصف والرغبة في تدمير الذات بحثًا عن ملذات جديدة. كما قدم في العام الماضي احد ادوار فيلم quot;انا لست هناquot;، وهو الفيلم الذي يقدم بعضًا من حياة المغني الثوري الاميركي بوب ديلان. كيث كان يستعد لدور quot;بات مان quot; في فيلم الليل، الذي تشير التقارير إلى أنه انتهى من تصوير دوره فيه.


حياة النجم الشاب المهنية القصيرة كانت تشير الى نجم يملك كل الاسباب والخصائص التي كانت تبشر بحياة مهنية طويلة، وانتقالة قادمة سلسلة من ادوار النجو الوسيم الى الأدوار الكبيرة المتطلبة، هو بدا تلك الادوار في اداءات باهرة كدوره في فيلم quot;جبل بروكاباكquot; وquot;كانديquot;، هيث ليجر كان يملك وجهًا من الوجوه الهادئة التي كانت تتغير بشدة ومرونة مع الادوار التي كان يقوم بها، في دوره كرجل الكاوبي الجنسي المثلي، لم يكن بحاجة الى الكثير من الحوار ليبرز، الازمة التي تعيشها الشخصية وسط مجتمع رجولي مهيمن. دوره في فيلم quot;كازنوفاquot; يحتفل بشباب الممثل ووسامته، لكن النجم الراحل لا يتكئ تمامًا على ذلك، مع حياته كازنوفا اللاهية، هناك رغبة لا يمكن انكارها في ايجاد الحب الصادق، حب امراة واحدة، بدل عشرات النساء التي يتساقطن من حوله!

نجوم هوليود واهل النجم، الذين بدأوا في الحديث هذا الصباح عن رحيل النجم، لم يشيروا الى مشاكل كبيرة كانت تواجه النجم، مشاكل تفسر موتًا يرجح أن يكون انتحارًا.

من فيلمه جبل بروكباك