quot;أناشيد مراكشquot; للشاعرة الفرنسية ليزا كليكمان ميزراكي
الشاعرة التي كانت تعلم أن نهاية العالم وشيكة..


quot;كنت أعلم أن نهاية العالم وشيكة..quot; ميزراكي
عبدالحق ميفراني:
ليزا كليكمان ميزراكي، شاعرة فرنسية ولدت بباريس سنة 1931، درست الفلسفة والأدب بجامعة السربون، واشتغلت كأستاذة للأدب والتاريخ ثم كمفتشة بأكاديمية باريس. أما حكايتها مع الشعرفيوجزها الشاعر والمترجم رشيد منسوم quot;حكاية ميزراكي مع الشعر مثل حكاية اليابانيين مع حدائقهم حين يسرق الرجال الرماديون وقتهم وتكون أبواب المعنى موصدة في وجوههم فهم يحملون فواكههم في سلال القلب والذاكرةquot; ولم تبدأ الشاعرة كتابة الشعر إلا بعد سفرها الى براغ ربيع 1996، هناك حيث منزل كافكا، quot;هناك في مهب واد فلتفا على كرسي من خشب الحور كتبت قصيدتها الأولى quot;البلور الجريحquot; ثم أصدرت بعد ذلك ثلاثة دواوين شعرية:
bull;تخم العالم lisiegrave;re du monde/2001.
bull;أناشيد مراكش chants de marrakech/2003.
bull;الأنفاس تحت الصخرة sous la roche le souffle/2004.
ديوان أناشيد مراكش صدر سنة 2003، وقام الشاعر والمترجم رشيد منسوم بتقديمه الى العربية هذه السنة، عن المطبعة والوراقة الوطنية بمراكش. الترجمة مرفوقة بالنص الأصلي، وقد تم إحداث تغييرات على بعض النصوص quot;باتفاق بين الشاعرة والمترجمquot; ويمتطي رشيد منسوم مقولة خيانة النصوص في اعتراف بكل ما تعنيه الخيانة الأدبية من وفاء وصداقة أدبيين.
تقديم المترجم والشاعر رشيد منسوم لأناشيد مراكش، هو أقرب منه الى القراءة، وفيه نقترب من تجربة الشاعرة ليزا ميزراكي، ويشير في تقديمه لقصائدها quot;لا تحب ليزا القبض على بحيرة العالم من خلال القصيدة الطويلة لقد اختارت التعبير عن رؤيتها للذات واللغة وللكون القصيدة/الومضة، التي تخلو من علامات الترقيم، والتي تنصت بعذوبة خارقة لجوهر الأشياء والكائنات ولأسئلة الوجود العميقةquot;.
فقصائد ليزا كليكمان ميزراكي تنتصر للإيجاز والعمق والرشاقة، قصائد تشبه الى حد كبير قصائد الهايكو المليئة بالفكر والجمال والتي تحتفي ببياض الكتابة وبجاذبية الفراغ. ففي قصيدة مهداة لهولدرلين تؤكد ليزا quot;أنا الخواء../quot;ص19، شكل من أشكال التصريح المجازي على ذات ملفوفة باستعارة كبرى، إذ في قصائد ليزا أنسنة معرفية عميقة، وكأن الأشكال والرؤى هي أجساد هلامية للفكرة، القصائد شغوفة بالوحدة، وحدة العالم الذي يسكن الشاعرة في انفراد بالغ، تطل من الدهشة..
عبرني الشعر
روح العالم تقيم بداخلي
وأنا وحيدة في هذا العالم
ويبدو أنا الشاعر أمسى وحيدا في عالم يتفنن في لغات تصطبغ بالدم والقتل والمؤامرات..تصبغ ليزا قصائدها بعمق فلسفي آسر، القصائد تتجزأ الى مقاطع شذرية كتابة لا تتوارى إلا خلف صوت الذات المليئة بشظايا العالم، العالم الذي يأسر الشاعرة حد الهوس..
في أرض الغربة أنا
قلت
في أرض حميمية أنا
قلت
والأمر سيان
أنا لم آت الى هذا العالم بعد../ص122.