د.إسماعيل الربيعي من المنامة: كأنه الحزن الذي لا ينفك حاضرا، وكأنه البصيص للفرح الهارب من قبضة الأمنيات، هكذا هو حال فاطمة المحسن في تجربتها الشعرية(أسقط منك واقفة) كأنها تعاتبأحدا ما، موقفا، فكرة، رحلة، طريقا، هي كما أشجار كاسونا الأسباني، حين قال عنها ؛ إنها تموت واقفة، فيما تحيل المحسن لحظة السقوط إلى وقوف، وعلى الرغم من المباشرة في توزيع مدار العلاقة، المستندة إلى زخم الكبرياء، إلا أن ثمة بوح يبقى يتجذر في كم الاختناق الذي تبثه الشاعرة، عبر تكثيف صرخة المفردة (دعوني) تلك التي تبثها في ثنايا القصيدة، عبر أحد عشر مقطعا، تبدأه عند ترسيخ أفعال؛ (الركض، الغسيل، اللعن، الضحك،)، فيما تبدأ لعبة الاستعارات بدءا من المقطع الخامس حيث(الاختلاف، الصمت، النوم، المناجاة، المطر، الموت، الجنون).
أي أفق هذا الذي ترومه المحسن، في مسعاها للكتابة الشعرية، هل هي الرغبة في الخلاص من وهدة الحزن الذي أطبق على النص، حتى بات شاخصا في المجمل من توزيع العلاقات الذي تقوم عليه القصيدة.أم أن تلك الـ (دعوني) التي ما انفكت تحضر، أريد لها أن تؤدي وظيفتين، داخلية، باعتبار المحافظة على النسق الإيقاعي في القصيدة، وخارجية باعتبار البوح والنشيج والتلويح لهذا الهاتف الذي ما انفك يجهز على الأسئلة الحيرى التي تعن على الشاعرة.
يتوزع الديوان على أربعة موضوعات أساسية، (قميص القلب، فتنة الأصابع، صور، حكايا) يشكل المونولوغ حضورا طاغيا على المجمل من القصائد.حيث البوح الشفيف على أشده، فيما يحضر كم من الحزن، ذلك الذي يتبدى طاغيا في؛ (الموت والقهقهات، الصمت، الوحشة، الترمل، الحصار، الحريق، الجنون). إنه الحوار الذي ما نفك يذكر باللاجدوى
حاورتني
كان في الصمت شظايا من أنين
وبقايا من حنين
وانكسارات سنين.