... نال العقل والنفس هيابا

وتربع في الفؤاد حتى صار شبابا

أيها الناطق بلغة الضاد والأتعابا
تمشي وراءك العقول أكوابا وأثرابا

ترفعت عن المادة وحملت القلم والكتابا
تحيي بهما الهمم أكبارا وأحقابا

صفحات سطور كتبت لإيجاد الجوابا
عن سؤال الوجود حتى تفتح الأبوابا

يا أيها الساكن في العقول والألبابا
نهارك قادم يرتئي أو حابا

الكل ينتظر مجيء الصبح ويزول الضبابا
وتشرق الشمس من بين رحم الثورة ناصعة جلابا

لا تدع اليأس يدق ناقوس الحسرة والعذابا
يا أيها المعلم المبجل لرائد الكلمة وركوب الصعابا

نهارنا آت لا محالا بدررتتكاثر تتصابى
تتحدى الزمان والمكان وتنشر السناء رطابا

إن لم ندركها نحن فلأبنائنا حديقة خلابا
منثورة على الأرض والسماء إخصابا

فما نال المتنبي رفعة إلا بالسهر الغلابا
وما جبران إلا نبيا كان للشرق والغرب نوابا