القصيدة مهداة إلى عائشة، عاشقة العراق
يا أهل العراق،
يا وِلـْدِ الحلال
الله يرحم موتاكم
الله يرحم والـْدِين كل من شاف
طفولتي الضايعة تياه في دياركمzwj;!
بالله عليكم ردوا إليّ طفولتي
ترى آني بعرضكم!
والله يجزل لكم الثواب!
طفولتي في بسمة معلمتي
أيام زمان هنيئة ضائعة
أيام الست فاطمة * الرائعة، قمر العراق؟
كان بريق سنها الذهبي يخطف الأبصار
كانت تحب كل أطفال العراق
تبسم للجميع، لا فرق لديها
من أي ملـّـة ودين
آباء أطفال العراق.
كانت فاطمة وما تزال
بسمة طفولتي، ترنيمة إعجاب وحنان
ما زالت لمستها فوق صفحات خدي
وقبلة الإعجاب فوق جبيني
محفوظة في قدس الأقداس من فؤادي
وهي تقول لي: quot;عفيا بالسبع،
والله راح يصير براسك خير، يا بطلي الصغير!quot;
وحتى بعد تراكم غبار السنين ِ،
ما زلت أحس حرارة قبلتها على الجبـين،
فيفيض قلبي بالحب والحنين ِ.
كانت في دروس التاريخ
تطلب أن أروي للطلاب، وهي تقول:
quot;يعني! ولو هو مو مسلم،
فكلنا أبناء العراقquot;،
عن تاريخ الغزوات
وعن بلاء أبطال الفتوحات
وبريق عينيها يشع بنور الشباب
وأنا أ ُنشدُ باعتزاز:
quot; يا أيها الغزاة الفاتحون،
بسم الله
لا تقتلوا شيخا ولا تقـلعوا شجرة!quot;
فتصفق لي بإعجاب!
واليومَ، أعداءُ العراق ِ، يا معلمتي!
quot;إذا أرادوا الثمرة
قطعوا الشجرة!quot;.
كانت معلمتي فاطمة
تعشق بريق الذكاء
في عيون جميع أطفال العراق،
ويضحك سنها الذهبي
لكل أطفال العراق
تقول لنا: أنتم ذخر العراق ومستقبل العراق!
واليوم أقول يا معلمتي:
quot;آه لتاريخ العراق، كم أخشى على مستقبل العراق!
بس خلـّي الله يحفظ العراق!quot;
***
يا أهل العراق!
يا أولاد الحلال
الله يرحم موتاكم
قولوا لها، يا معلمة
ما زلتُ العمرَ كله
أفتش عن معلمتي السمحة
الست فاطمة، الجميلة كالقمر،
يحبها، يعشقها كل أطفال العراق
واليوم أناشد القمر، يا قمر!
بالله سلم على كل أطفال العراق
لعل لها بينهم من أحفاد ِ
ومن بقي منهم رغم الدماء والأحقاد ِ
في هذه الحروب الخائنة لكل ما للعُـرْبِ من أمجاد ِ،
قولوا لها: إنني ما زلت اشتاق إلى لمسة الحنان
فقبلة الإعجاب، أصبحت اليوم
أوسمة شرف على الصدور **
وأنا بها فخور، وأقول:
quot;من علمني حرفا،ملكني عبـدَا!quot;
لم أنسها، وإن أغرقَ الزمانُ بنا بُعدَا
وزدتُ بذكرها وجدَا
يا أنتِ، يا قمرَ العراق!
حيث كنت ِ، لكِ أنتِ،
يا معلمتي، سقيـًا وسعدا!
مبشرة أورشليم، (كتبت في يوم ميلادي، 22 ديسمبر، 2007).
* الست فاطمة، هي مدرسة التاريخ والطبيعة في مدرسة السعدون النموذجية في بغداد، انظر: quot;يوم قبلتـني الست فاطمةquot;، من ذكرياتي المنشورة في جريدة quot;أيلافquot;، تحت عنوان quot;يهود العراق، ذكريات وشجونquot; (الحلقة 16)، وفي مجلة quot;أخبارquot;، تحرير السيد علي نوري. آمل أن يتصل بي أحفادها لأطمئن عليها وعليهم.
** نال الكثير من خريجي مدارس العراق بفضل نظام التعليم العالي في العراق أوسمة شرف، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: البروفسور إلي كدوري (خضوري) والدكتور نعيم دنكور من لندن - أوسمة من ملكة بريطانيا وأ.د. نعيم قطان أوسمة من حكومتي فرنسا وكندا وكاتب هذه السطور أوسمة من حكومتي فنلندا وإسرائيل، وغيرهم كثيرون.
التعليقات