الحكمة..
البستني قبّعةً
ظلّها من رأسك
وريحها يديك
فدعني..
البسك الحكمة قبعة
دعكتها زنابقي,
وحنائي
تاجاً اليك
الطين..
والالم البني
نهر طويل المدى
حزين كنخل السواد
شاهق
دلَّ عليك
ودمعك البحري
بمده, بجزره
نوارس
تتبعني بشهقة البياض
وآذار السواحل
يا زورقاً من حليب الرياح
كيف منحت العطر
خلاصة الندى؟
وكيف..
كوّرتني قبلة
في فم الصباح؟
من دمك السلوان
اسكرتَ لساني
وشهوة السؤال قطّرتها
فوق سحابي
سلوةً
ثم مشّطتَ شعري البدوي
بآية, كُتبِتْ بماء البحر
وأمطرتني
قنديلاً مشعاً
من لؤلؤ الاطفال عليك
قنديلاً بعيداً
بعيداً..
وأنا فيك المتبقي
وأنا فيك الابدي.
جسد خرافي
يحترق
ومن رماده
تعيدني ريشاً
فراشاً يهيم بالافق
عاشقاّ يدور
كطائر مجنون الجناح
طليق
وحيران
يخبرني..
أن جراد العلّة
ينمو بلا وجع
وجناحه تأريخ الموت
فلا تبتأس
مقابرنا حبلتْ
بملائكة
ينفخون العشب نهراً
يسلّينا
مقابرنا..
وضعتْ
جنين الحلم فينا
أينك ايها الساكن في جيب الله؟
أينك ايها المختبيء كالروح
نموّاً
اخضراً
في عروق الشجر؟
هل تعبتْ عنقاؤك التي
ترسّبتْ من سلم النّار,
وآثرتْ على جلدها الرماد؟
أم لم ينطق الحجر الذي
نفختَ فيه تاريخ الالم؟
قل..
قل.. ولو لمرة أخيرة
ان الكأس الاخير
سنشربه نخباً عزيزاً
لجلستنا الاخيرة
والمسيح نديمي وهواي
سيكون نديمنا
وحلمنا الاخير.