الصخرة حلوة ٌ إذ تجلس ُ فوقها محبوبتي
الصخرة لينة ٌ، تبتسم وتحنو
وتعلم ُ العشاق أسرار الصبر
الصخرة تتنهد ُ كقلب
ما أجملها جرداء كشجرة
تتساقط ُ منها الأوراق
ما أرقها صلبة ٌ كالطفولة
حية ٌ كما الصباح، والإنتحارات المتعددة
صخرة ٌ تتكلس ُ كالدمع
الإنتظار ُ املس ُ كالصخرة
تفكر ُ الصخرة ُ فيلمع البرق ُ
النهر ُ أيضا ً ينحني ويتقوس ظهره
أحيانا ً تتعلق ُ دمعة ٌ بأذيال الريح
فتغدو غيمة ً بيضاء
ثم بجعة ً تصير ُ, أو فتاة رشيقة
ترقص ُ فوق الثلج
صخرة ٌ مرهفة ٌ لا كفتاة تـُسحرُها الموسيقى
مرة ً كدت ُ أتزوج ُ صخرة ً ظننتـُها شجرة
مرة ً إعتليت ُ موجة ً ظننتـُها طائرة ً ورقية
محبوبتي الكردية ترعى صخور الجبل
محبوبتي حين يغلبـُها الحنين ُ والشغف ُ
تتقمص ُ جسد َ حصاة ٍ
ترقد ُ قرب النبع
الكردية فاكهة ُ الربيع
وهي كستناء الشتاء
في الموقد نجمة ٌ نتدفأ ُ عليها
في الصحن هي فستق ٌ وتين ٌ وزبيب ٌ
(أذا كان الشاعر كما يقال لنا دوما ً، يرسم بالكلمات، والرسام يكتب بالألوان، فلماذا يحق للرسام أن ينجز لوحة ً تجريدية ً على وفق مزاجه ومخياله، ولا يحق للشاعر أن يكتب قصيدة ً تجريدية ً أيضا، وكلاهما يمتح من المصدر نفسه؟)
أرسم ُ صخرة ً لها مذاق الأجاص
آكلها وقت إشتداد الرغبة
أرسم ُ فتاتي عارية ً بأثداء كثيرة
وحلمات ٍ تـُغطي كل مساماتها
ثم أرسم ُ كلبا ً صغيرا ً بفرو طويل، جالسا ً بين يديها بوداعة
وهي تمشط ُ بحنان وتمسد ُ بأصابعها اللطيفة جسده ُ المتوثب
أرسم ُ رغبتي على شكل قطة ٍ تموء لوحدها، في الهزيع الأخير من ليلة ٍ
تساقط َ فيها الثلج ُ غزيرا ً
الثلج ُ إذ يحاصر ُ النوافذ َ وشرفات البيوت
أرسم ُ البحر َ لحظة َ الغرق
وهو يستنجد ُ بي لأنقذه ُ من الغرق
أرسم ُ فتاتي الكردية وهي خارجة للتو من الحمام
أرسم ُ العصافير َ وهي تجفف ُ لها شعرها القصير
وهي تنقر ُ حبات الماء الملتمعة على جلدها كحبات الكرز
أرسم ُ الصباح والندى والبحيرات آن تتشكل ُ
في شفافية لحمها العاري
أرسم ُ قطرات الماء وهي تتكاثف ُ مكونة ً بحيرة ً من جسد
أرسم ُ الينابيع وهي تنساب ُ
من تحت الإبط
حتى منحدرات الصخور
أرسم ُ الحصان يصهل ُ ويتوتر ُ بين حروف القصيدة
أرسم ُ كذلك السمكة وهي مستسلمة بين يدي الصياد
السمكة الرشيقة تسبح ُ خلف الصياد
الصياد ُ والسمكة وهما يستريحان على العشب
وهما يتنزهان على ضفاف البحر
أرسم ُ فتاتي الكردية
وهي ذائبة ٌ في النبيذ
وهي لاتزال ُ كمثرى على شجرة
أرسمها وهي تستحم ُ بقصيدة
وهي تقشر ُ الشاعر َ، ثم ترميه ُ في صحن البوسلين
أرسمها وهي تسبح ُ في كوب ماء
وهي نائمة ٌ بين مخالب فهد
أرسمها غارقة ً وطافية كقشة ٍ
وهي نائمة ٌ في جرن عسل
أرسمها فراشة ً ترفرف ُ فوق هوة ٍ
من ضوء طالع ٍ من جسدي
أرسم ُ محبوبتي الكردية
على شكل سـيل ٍ يجرف ُ الغابات
على شكل ٍ ناي ٍ يتوجع ُ
ناي ٌ تتساقط ُ منه موسيقى
على شكل أناث ٍ سابحات ٍ في الهواء
أرسمها صخرة تجلس ُ تحت الشلال
وبغتة
تجمد َّ الشلال ُ وفر َّ الماء ُ مذعورا ً
صخرة ٌ تتزحزح ُ من مكانها
وهي تنهض ُ كالنهد
وهي تمتشق ُ عري َ الصيف
وهي حافية وعارية ومكسوة بالرغبات
صخرة ٌ نحيلة ٌ على الشرفة
أرقبها كل يوم وهي تتمايل ُ
وهي تنحني كوردة ٍ في جدار،

شاعر من العراق
[email protected]