أحداث واقعية تحولت إلى رواية كاملة:
"أنوثة جسدي" قصة فتاة سعودية تحّدت مجتمعها وانتصرت لذاتها
فهد سعود- إيلاف: تستعد الروائية السعودية وضحى بنت سبنسر ، لإصدار روايتها التي تحمل عنوان: أنوثة جسدي.. مابين حي العدامة وعبدالله فؤاد، والتي استمدت أحداثها من قصة واقعية، تدور حول فتاة تعيش في أحد أحياء منطقة الدمام شرق السعودية. أحداث الرواية تبدأ من سنة 1989م، وتحكى قصة فتاة تحمل اسم "وضحى"، تصارع من أجل الانتصار لذاتها وتحقيق أحلامها وسط مجتمع محافظ يرى في خروج الفتاة لزيارة صديقاتها مجازفة غير محسوبة لا يجب أن يسمح بها الأهل في ذلك الوقت.
لرواية تتعمق كثيراً في تفاصيل حياة الفتاة، لتصل إلى عائلتها، وصديقاتها وجيرانها، متنقلة في حياتها ومبادئها وكيفية تغيير شخصيتها مع تغيير اختلاطها بالمجتمع ومع الناس، كما توضح الرواية حياة البساطة في تلك الفترة، والفقر الذي كان رفيقا للكثيرين، قبل دخول العولمة وثورة النفط والاقتصاد، حيث كان الناس في صراع شديد بين التمسك بالعادات والتقاليد، والتغييرات التي بدأت تطرأ على الحياة في ذلك الوقت.
تقول وضحى وهي تحدثنا عن روايتها "حرب الخليج والجنسيات المختلفة في حياة وضحى وعائلتها ربما كان له الأثر الأكبر في تغيير الكثير من عاداتهم المتعصبة أيضا, لذا كانت حرب الخليج هي الفيصل في حياة كثير من العائلات السعودية الساكنة بالمنطقة الشرقية بالذات حيث كانوا أقرب إلى أجواء الحرب من غيرها من المناطق"
أحد أحياء منطقة الدمام القديمة حيث عاشت بطلة القصة |
ووسط كل هذه الأمواج المتلاطمة، والأحداث المتلاحقة، تنشأ الكثير من قصص الحب، وحكايات الغرام، ويكون قدر هذه الفتاة أن تكون ضحية للحب، ولكن وكأغلب قصص الحب التي تنشأ في السعودية، فإن العادات والتقاليد تقف كالسد المنيع أمام نجاح أي علاقة من هذا النوع، بسبب النظرة الدينية التي تربى عليها المجتمع السعودي، والتي تحرم أن يخاطب رجلا امرأة بدون أن يكون بينهما رابط شرعي.
ولا تخفى وضحى السر الذي دفعها لكتابة الرواية، حيث تكشف لنا أن أحداث الرواية مستمدة من قصة واقعية عاشتها بكل تفاصيلها ومراحلها المختلفة إحدى صديقاتها. تقول: "راودتني الفكرة في كتابة الرواية، بعد سماع أحداثها من صاحبة القصة الحقيقية, سهولة الحياة سابقا وبراءة النفوس و سعة الصدر جعلتني أتشوق لكتابة أحداث تلك الفترة التي سمعنا عنها كثيرا، دون أن نعيشها".
وكانت الروائية وضحى ، قد نشرت عدة أجزاء ( 14 جزء) من الرواية، في أحد المنتديات الليبرالية في السعودية، وقد لاقت استحسان الكثيرين، وعن هذه الخطوة تقول وضحى: وكأي كاتبه أو شخص يريد التحدث بصوت عالٍ، كنت أريد مشاركة الجميع معي في أحداث الرواية، لذالك كتبتها في المنتديات, وبعد نزول أول جزء وجدت الكثير ممن أيدني لمتابعة أحداث الرواية وهكذا كتبت أجزاء منها في المنتدى بناء على رغبة القراء, ووجدت صدى كبيرا من القراء ومتابعة لأحداث الرواية وهناك الكثير ممن تأثر بأحداث الرواية وهناك من سجل خصيصا بالمنتدى للمشاركة في الرواية، وهكذا كنت على تواصل مع القراء ولا أنكر أن الشيء هذا يسعدني ككاتبه بأن أجد الجميع يشيدوا ببساطة اللغة و سهولة التعبير و حبهم لشخصية وضحى صاحبة القصة.
وتضيف: كنت جالسة مع صديقتي وضحى، نتجاذب أطراف الحديث، ولم أصدق عيني أنها هي تلك الفتاة التي عرفت قصصها سابقا ولربما كان بعض أفراد عائلتي شاهدا على أحداثها, أحببت تلك الفترة التي سمعت عنها كثيرا مِن منْ هُم أكبر مني سنا وهم يرددون أن أجمل أيام حياتهم كانت في أواخر الثمانينات بدايات التسعينيات الميلادية.
وتكمل في حديثها مع إيلاف: إنها وضحى تلك الفتاة التي عاشت في (صراع الفقر وتقاليد العائلة و بدايات الانفتاح), أحببت فيها تلك الفتاة العصامية التي لا تسكت عن حقها وتحاول أن تمارس حقوقها كأي فتاة, أحببت فيها تلك الفتاة التي يئست من تلك العادات القبلية السيئة التي لابد من تغييرها, أحببت فيها تلك الفتاة التي تحاول قدر المستطاع أن تجاري أهلها في كثير من الأحيان في سبيل الوصول لخطوة أكبر, أحببت في وضحى تلك العصامية التي حاولت قدر المستطاع أن تطور حياتها ومستقبلها وكل ما أتذكر ماذا كانت وضحى وماذا أصبحت الآن يحق لنا أن نشيد بقوتها في تلك الفترة. وضحى تلك الفتاة التي كانت في صراع مابين طبقات المجتمع حيث هي وضحى صديقة بنات الحي وهي وضحى صديقة بنات الثانوية العاشرة؟.
وتواصل وضحى قائلة: لا شك أن هناك شتان بين الطبقتين، وبالتالي شتان بين العادات والتقاليد، وإن كانوا في نفس المدينة والمجتمع, وضحى تلك الفتاة البريئة التي عاشت لحظات من الحب العذري مع نايف, أحببت براءة الحب لدى الطبقة البسيطة تلك الطبقة التي خرجت منها وضحى ..
عن سبب اختيارها لأسم الرواية، تقول وضحى : اخترته لأن أحداث حياة وضحى تدور كلها مابين حي العدامة حيث حياتها ومسكنها و مدرستها في حي عبدالله فؤاد, ولربما للفّت النظر أكثر حيث أن هناك كاتب كتب عن العدامة وشد الجميع لهذا الحي.أما عن ردة فعل بطلة الرواية "وضحى" حين علمت بعزمها على كتابة قصة حياتها في رواية، تقول وضحى: "وضحى شجعتني كثير على الكتابة وساعدتني بذكر تفاصيل حياتها أكثر وهي متابعه جيده لأحداث الرواية وتردد لم أصدق نفسي أنه في يوم من الأيام سوف أقرا أحداث حياتي مكتوبة".
أما عن موعد أصدارها في الأسواق، فقد اكدت أن الموعد المحدد لنشرها مبدئيا بعد شهرين من الآن، بعد أن تنتهي من تنقيحها، ووضع اللمسحات الاخيرة عليها، بالتنسيق مع الجهة المسؤوله عن الرواية.
أخيرا سألتها لو أن أحداث الرواية حصلت خارج المملكة، هل كانت ستكتبها، أو أن وجودها في السعودية كان هو الدافع لكتابتها، فقالت: بنظري لو أن أحداث الرواية كانت في أي منطقة من العالم وكنت على صلة بصاحبة القصة شخصيا و كنت مطلعه عن قرب عن حياتها , نعم إني على أتم الاستعداد للكتابة عنها .. اهتمامي بكتابة الرواية ليست لأنها في المملكة لا بل بطريقة الحياة التي رأيتها وسمعت بها شدني للكتابة عنها..
وضحى، طالبة بالكلية ، وتبلغ من العمر 25 عاما، تكتب في المنتديات تحت معرف (وضحى بنت سبنسر) و سبق لها كتابة رواية أخرى تحمل مسمى ( المعالم المحرمة . الأنثى. الذكر. فصول العلاقات)، وحتى الآن لم تنشرها، ونشرت منها بعض الأجزاء في المنتديات، ولاقت صدىَ كبيرا لدى القاري، وتخطط لنشرها لاحقا.
وحي العدام المذكور في عنوان الرواية، يعد من أشهر وأقدم أحياء مدينة الدمام /شرق السعودية، والذي يُقال إنه سمي بالعدامة كون أرضه مرتفعة قليلاً، حيث ذاع صيته منتصف ستينات القرن المنصرم بصخب طرقاته ودكاكينه المتراصة وتنوع مشارب ساكنيه. وذاع صيته كثيرا حينما كتب عنه الأديب والمفكر السعودي تركي الحمد ثلاثيته الشهيرة. العدامة، الشميسي، و الكراديب.















التعليقات