برق آخر
يدان هائلتان
هما يداك يا برق
قطفتا لنا وردة العالم
سوداء، كانت، وتنزف
لكأن نهرا آخر غير دجلة والفرات
منها يتصبب
ما اسمك الآخر يا تائه؟
برق هائم جوال
ثيابه تخفي تحتها مطرا قديما
برق لا يشق ظلاما
ولا تراه العيون
رُدمت بالعمى كل عين رأته
البرقُ الذي سقطت، من راحتي كفيه، الى كل مائدة
وردةَُ العالم تلك
ما اسمُه؟
2007
يده الجاهلة العمياء
يا ندمي
ويا حمامتي الورقاء
هل طوقك شكل روحي؟
يطوقني بالحنين هديلك
وكنت تتبعت فيه رائحة المسك
حتى بلغتك
ووقفت، سكرانا، ببابك
وحين طرقته، فكأني طرقتُ على نفسي
قلت: علك تفتحين
فأرى وجهك الضاحك الحلو
علك تفتحين فادخل
وعلنا نعيد الروح ثانية الى الكأس
تلك التي زخرفتها باللهو
واترعتها بالصفو
يدا الحب
تلك التي هشمتها يدُ الزمن
يده الجاهلة العمياء
يا ندمي
ويا حمامتي الورقاء
2007
نهاراته ولياليه
الى فوزي كريم
هو الذي تأمل
في حدقات جنود مهزومين
فأبصرنا فيها نازحين
حيارى
والرعب تحت ثيابنا يلهث
لهاثه النجس الثقيل
تأملهم واحدا فواحدا
تأملهم فرادى
وحين ضجِر، الشقيُ، ابادهم جماعات
أتعجبون؟
ألم يبد بابل من قبل
بابل، كانت، زهو عينيه
وكرمة غرستها يداه
بخمرتها سقى نسيم جناتهْ
هو الذي تأمل
فأدرك، ما صنعت لياليهْ
بنا
وما صنعت نهاراتهْ
2007
بريق
بضعة كهول مقعدين
على كراسي وثيرة
في شرفات عالية
يحف بهم حرس بدناء
ويحف بالحرس ضجر يغلي
في ذهب الاوسمة والنياشين المعروضة
في لهاث الظهيرة
يحرسونهم مِن مَن؟
من هجمات الحنين المباغِت؟
من كمائن الذاكرة؟
ام من صرخات الرجال المعضوضة حدقاتهم بالرعب
والمطعونة حيواتهم بالحراب؟
أهذا، اذن، كل ما تبقى منك ايتها العفونات
أهذا كل ما تبقى منك ايها المجد؟
2007
ايامنا وايامهم
الى عبد القادر الجنابي
الخيول
خيولهم
تلك التي كانوا يطعمونها الزبد
كانوا يردون بها دماء القرابين
في عماء اساطيرنا
والخيول
خيولهم الشُمس
أًَُعطيت حمرة المغيب
واُركب عليها الوجد
فتقحمت بهم في الشٌَََََََََََََََمس
اعنتها سهر الليالي
اعنتها سهر الليالي
طلعتها
الندى
المتساقط
وها هو الفجر، فجر غيبوباتهم، قد حل
ها هم، في تبعثرها الندي، نيام
على عشب طارئ اللون
بينما ظلالها، في احلامهم، تستفيق وتصهل
وها نومهم طال
طال
أتراهم امتطوا صهوات الظلال
الى آخر الحلم
كي يعبرو اطراف الليالي والنهارات
صوب عريهم الكامل
صوب كواكب بكامل زينتها ترقص في زفاف اله خيالي؟
أتراهم، ان فعلوا، يعودون
أتراهم يفيقون؟
2008
من؟
ايتها الحياة
هو ذا كلبك الوفي
هوذا عواؤه المديد، يسائلك: من تكونين؟
اجيبيه... يزهر الماضي في أرجائه
ويتلفت المستقبل الهارب
وتمد اياديها اليه ارواح احبته الهالكين
من تكونين؟
كلبك، وابن كلبك، العراقي، الجرذ المجنح، والوفي، انا
انا من قديم الزمان أتيتُ
في دمعتي كسرة من خبزك
جاد بها المحسنون
انا نايك المكسورُ في شفتي الجمال
شمعدانُك الملتاع يلطمه الظلام
مرآتك، وفيها من كل زوجين أثنين
آيلين الى انقراض وشيك
فيها الينابيع لا تروي ظمأ الشارب
كأنها ذكرى ينابيع
كأنها ينابيع مرسومة بالتجاعيد
على وجنتي الطبيعة الذابلتين
وفيها الضباب
اسود، كالدخان، الى مظانه
في اكبادنا يتقدم
كدخان، مصائرنا
كيف أرى آخر-ي فيها
كيف أميز شكله
اني لأحلم ان اصافحه، ليلتئم الفراغ الموحش الغريب
اني لأحلم ان آخذ بيده، أخذ أخ عاشق
ونمشي معا، مصطحبين
في الصفاء الاول
نمشي... عبر عيني وعينيه
لاريه صورته في
ويريني صورتي فيه
وها أنا ذا، الآن
ابكيه
ابكي تيهه في الدخان
هذا عوائي يتكسر
والحياة هي آخر ضائع
تورونتو 2008.
التعليقات