بغداد: ودع جمع كبير من المهتمين بالفن التشكيلي في العراق والمثقفين جثمان الفنانة التشكيلية العراقية نزيهة سليم في بغداد غداة وفاتها عن عمر يناهز ال81 عاما بعد صراع طويل مع المرض. وانطلقت مراسم التشييع من دارة شقيقها الراحل الفنان جواد سليم بالقرب من كلية الفنون الجميلة في بغداد بمشاركة عدد كبير من الفنانين والمهتمين بالفن التشكيلي وطلبة الكلية.ونقلت نزيهة سليم الى مثواها الاخير في مقبرة الشيخ معروف جانب الكرخ من العاصمة بغداد.واعلنت الامانة العامة لمجلس الوزراء العراقي انها اوفدت ممثلا عنها شارك في مراسم التشييع وتكفلت بمراسم الدفن والعزاء.وبعد تعرض قاعات مركز الفنون في بغداد لاعمال نهب بعيد الاجتياح الاميركي للعراق في ربيع العام 2003 لم يبق للفنانة الراحلة سوى ست لوحات، في حين ان ارثها الفني اكبر من ذلك بكثير.
وكانت جمعية التشكيليين العراقيين اعلنت الجمعة نبأ وفاة احدى رائدات الفن التشكيلي العراقي نزيهة سليم بعد حياة حافلة بالانجازات الابداعية ساهمت خلالها في صياغة المشهد الفني العراقي. وقال الفنان قاسم السبتي نائب رئيس جمعية التشكيليين ان quot;الفنانة الراحلة فارقت الحياة بعد معاناة من مرض عضال منذ اكثر من خمس سنواتquot;.
ولدت نزيهة سليم عام 1927 في اسطنبول لابوين عراقيين وتنتمي لعائلة فنية كان لها دور كبير في ارساء دعائم الحركة التشكيلية ومنهم الفنان الراحل جواد سليم صاحب نصب الحرية الشهير وشقيقاها الفنانان نزار سليم وسعاد سليم. تخرجت الفنانة الراحلة نزيهة سليم من معهد الفنون الجميلة في بغداد نهاية الاربعينات واكملت دراستها في المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة (البوزار) في باريس وعادت نهاية الخمسينات لتعمل كاستاذة للفن في معهد الفنون الجميلة في بغداد ثم انتقلت للتدريس في كلية الفنون واحيلت الى التقاعد عام 1981.
وقالت مديرة المتحف الوطني للفن التابع لدائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة العراقية هدى صديق ان quot;ست لوحات توجد لها الان في الدائرة، اثنتان معروضتان في قاعة العرض واربع تم حفظهاquot;. ولم يتبق من اعمالها المهتمة في سياقها العام بالمراة والحياة الاجتماعية والرموز المحلية البغدادية سوى هذا العدد البسيط من اللوحات بعد ان تعرضت اعمالها الى السرقة شانها شان الاعمال الاخرى للفنانين العراقيين.وتعد الراحلة سليم من اعضاء جماعة الفن الحديث التي انبثقت عام 1951 ومن اوائل الشخصيات النسوية في الحركة التشكيلية في العراق الى جانب الفنانة الرائدة مديحة عمر وقد ساهمت ومنذ اكثر من نصف قرن في العشرات من المعارض الداخلية والخارجية.ويعكس المنجز الابداعي للفنانة سليم الارتباط الوثيق لحسها الفني وتعلقها بتفاصيل حياتية للمراة سواء في البيت او السوق او العمل.وكانت سيدة العراق الاولى هيرو ابراهيم احمد زوجة الرئيس العراقي جلال طالباني اولت الفنانة الرائدة رعايتها من خلال الاهتمام بوضعها الصحي والحياتي بعد ان تدهورت حالتها الصحية بعد عام 2003 حيث تسكن لوحدها في دار شقيقها الراحل جواد سليم في منطقة الوزيرية.