I
أحجارٌ أدلاءٌ أبلطتِ المَرقى المُفضي إليْ،
مُبتدهة ً صعودي التائه بإشاراتها المُتبوّجة
برقا دليلاً:
عدواً، إذاً، أيّها القلبُ الندّ!
درجة فدرجة إجتسّ بمعراجكَ، متاهي
ومحاريبُه لتجتاسنّها بمسْرَجة علاماتك
وتماثيله وجفانه وقدورُه.
في الفجر الأبلج ـ كطلعتكَ
المؤرّج ـ كأنفاسكَ ،
هَبْني أنتهُضُ أثالَ النور السليل فيك
والداثر في سلالتك؛
هبني أهِبُ لك ترياقَ الكشفِ،
تستافه مكسوراً بيانسون حرّيفٍ
مُيسَّراً نخباً بعدَ نخبٍ لأدلاء التيْه.
ذرْ طائري الزريابَ في هجير هجرانكَ
يسلكُ بين يديكَ فرقداً، ومن خلفكَ رصداً
مكيناً، توطئة ً لرطابة quot; كهف إبراهيم quot;.
لأغبطنّكَ، أيها الندّ
خبراً بغيْبي، معصوماً، تغشينها النارَ؛
نار قومكَ، بُرداً وسلاما.
II
أيّ نهار خرّاص يشمِسُ، عبثا، وجهتكَ
ولا مشكاة دليل تخرقُ غسَقَ مسرابي؟
فإلزمَ الحيْطة، يا قلب، في ضربكَ الحَوْطة
على quot; المغارة السوداء quot;:
ذلكَ أنّ المسْلكَ أضيقَ من علاماتكَ المُفرسَخة
والقِسي الغامضة المُكفهرّة للغرباء تلهو بشفعة
الراعي، مُطيّحة ً قطيعه إلى مكامن الخلاء.
ذرْ الدرّاجَ طائري يُخلي السفحَ مفازة ً مفازة،
لدرباس ٍ مُغتصبٍ قيلَ يُقترَنُ به التحدّي بما قد
أوحيَ إليه من كلّ فعل مقدور؛ بما تواترَ عندَ
المُرائين عنه أكثرَ مما توفرَ لغيرهم.
III
معمعانٌ نشيدٌ على الخلاء
التينة ثمّة،
مضفورٌ تعويذة ً تعويذة جديلها السحّيلُ.
و quot; مغارة يونس quot; تبلّغ وَشيُ الصِبيَة بجبهتها؛
صخبٌ نشيدٌ يُهاتفكَ: أنْ تقدّمَ هيّناً، مُتسلقا الدمادمَ
الحارسَة، مُجتنياً من شجَري المُقري
ثمرَة َ الشرّ
( كلّ تينةٍ سبيلُ )
والشجرة ملعونة ٌ في صحفِ الأنبياء.
لا ضيمَ بعدُ
أيها القلبُ الندّ!
لا مباحات.
ووشيُ إسمكَ هُوَ أمرٌ جَدّ،
زاغ َ عن أمر ٍ لهْو ٍ
إلى نوباتٍ نبوّات هذيانات،
مُنزهة عن كِهانة سِحْر أو شِبهَة شِعر!
لا منامات.
آية رؤيا تختبرُكَ:
quot; هل أنبئكم على من تتنزل الشياطين quot;؛
على كلّ مُخالفٍ مُناقض
( كلّ نقض تأويلُ )
والمعجزة يُماهيها صاحبُها
أو يُحاجي الخلاءَ بها.
VI
شديداً كان شواظ ُ الوطيس
وما من علاماتٍ تستهدي بدخانها الزيارة ُ
المُطوّفة في توقها الأخرق للبطِن المُولم
فوق كتان سِماطي:
أيّ إذاً خرقلَ تينكَ السدائف البروكار،
رامِحاً أمامَه قوارير الأنبذة النذر
المُعتقة مذ نهب القرون الخوالي؟
درجاتكَ في صعودٍ،
يا بن الجنة المأوى!
وذا الغامضُ إبنّ الجنّ، في سفول:
ويحَه من نار أجاج صُبّ جنسُه الصعّار
وكالدواب قبيلَ الصراط، تراباً يُصار.
شعبة ٌ من نجوم
تحويطة الغامض العارف،
وما إنجابَ من سِدرَة المُنتهى:
quot; لقد رأى من آيات ربّه الكبرى quot;.
شعبة ٌ سِحْرُ
إخطارٌ على الماء بلا إغراق؛
طوْفٌ بالبيت العتيق بلا ميقاتٍ إحرام؛
إسراءٌ في العماء بلا بُراق
(إلا جنح الجنّ الكهّان؟)
مرآة ٌ مُخلبَسة إنجالتْ منها غباراً نذيراً
رمَمٌ نرجسُ؛
رذادٌ طشّتْ به الغرفة السابعة
( صحوٌ تبجّسَ ربما من طارئةٍ سَكرى؟ )
كنوزٌ خسّتْ بما أسطى الأنسُ
على quot; تنور الجنّ quot;؛ كهفكَ.
آه!
هيَ علاماتٌ، يا قلب
في أغوار ٍ مُغريَةٍ لمغاورها.

* مقطع من قصيدة طويلة، بعنوان quot; البروكار quot;