Theodor Storm 1817- 1888

الترجمة عن الألمانيّة: عبدالرّحمن عفيف

المدينة

عند الشاطىء الرّماديّ، عند البحر الرماديّ
وفي الجانب المنحدر تقع المدينة؛
الضّباب يضغط على الأسطح ثقيلا،
وخلل السّكون يعصف البحر
برتابة حول المدينة.
ليس ثمّة حفيف لأيّ غاب، لا طائر
يرفرف بلا توقف في أيّار؛
الإوزّة المهاجرة بالصياح الحاد
تطير فقط في ليل الخريف عابرة
عند الشاطىء يتمايل العشب.
لكن قلبي كلّه يتعلّق بك،
أيّتها المدينة الرماديّة عند البحر؛
سحر الشّباب اللامحدود
يمكث بهدوء عليك، عليك،
أنت أيّتها المدينة الرماديّة عند البحر.


يزهر الياسمين والليلك

الياسمين والليلك يزهران،
إنّه الوقت الأجمل،
أما أنا فأحسّ بالوحدة
على الأشدّ سوءا
من أيّ وقت مضى.

فقط خصلة من شعرك

خصلة واحدة فحسب من شعركِ
اعطيني، يا حبيبتي، لأجل النأي البارد!
هادئة كالنور الأبديّ للنجوم
أريد أن أخبّئها دائما معي.
فقط خصلة بحسب المقتضى الوديّ
اعطينيها عهدة في الألم واللذة،
أريد أن أخبئها على صدري الوفيّ.
اعطيني، يا حبيبتي، أترجّاكِ، أترجّاكِ!

البلبل

الذي جرى أنّ البلبل
غنّى الليل بطوله؛
وها من صياحه الحلو،
ها في الصياح ورجعه
قد تفتحت الورود.
كانت فقط طفلة مشاكسة؛
واليوم تمشي ممعنة التفكير
تحمل في اليد قبعة الصّيف
وتصبر هادئة على لفح الشّمس
ولا تدري ما الذي ستفعله.
الذي جرى أنّ البلبل
غنى الليل على طوله؛
وها من شدوه الحلو،
ها في الصّوت وصداه
تفتحت الورود.


ورقة خضراء

ورقة من أيّام الصّيف،
أخذتها معي هكذا أثناء تجوّلي،
لكي ربّما تستطيع أن تقول لي،
كيف بعلوّ خفقت جوانح البلبل،
كيف خضراء كانت الغابة
التي مشيت خلالها.

لا أستطيع

لا شيء أقدر أن أعطيك، لا شيء،
لا تحتاج إليّ في سبيل أيّ سعادة؛
في بلاد غريبة ستعيش،
في أذرع غريبة ستكون سعيدا.

ولد الشاعر سنة 1817 في مدينة هوزوم ndash;Husum- وتقع على شاطىء بحر الشّمال في مقاطعة شلسفيغ هولشتاين، المقاطعة الألمانية التي تقع في أقصى الشمال وعاصمتها مدينة كيل. كان الشاعر يطمح أن يؤسس دولة مستقلّة عن الدنمارك وبروسيا في هذه المقاطعة. عمل في القضاء وكتب إلى جانب الشعر العديد من الروايات والقصص الطويلة التي تجري أحداثها
في مدينة هوزوم، من أشهر هذه الروايات
- فارس الجواد الأبيض- بالألمانيّة ndash;Der Schimmelreiter _ التي تحوّلت إلى فيلم ومسرحيّة وأطلق اسمها على القطار الرابط بين عدّة محطّات في المقاطعة. توفي الشاعر سنة 1888
وبيته حاليا مركز الجمعيّة المسمّاة باسمه. القصيدتان ndash; المدينة- و- ورقة خضراء-
من أشهر قصائده، لا تخلو منها أيّة أنطولوجيّة أو كتاب يعنى بشعر الشاعر.