أمام منافذ بيع التذاكر لمهرجان ترابيكا السينمائي في الدوحة وقفت طوابير خاب أملها في انتزاع آخر مقعد لحضور عرض فيلم quot;وهلأ لوين؟quot; للمخرجة اللبنانية نادين لبكي، بعد نفاد البطاقات للعروض الثلاثة في اليوم التالي لطرحها للبيع.


عبّر كثير من اللبنانيين والعرب المقيمين في قطر عن استيائهم من نفاد تذاكر حضور فيلم quot;وهلأ لوين؟quot; للمخرجة اللبنانية نادين لبكي، حيث أعلنت منافذ بيع البطاقات المخصصة لمهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي 2011، الذي سينطلق الثلاثاء المقبل عن عدم توافر تذاكر لحضور هذا الفيلم، إلى جانب غيره من أبرز الأفلام المعروضة مثل quot;الذهب الأسودquot; وquot;ذا لايديquot;.

مع أن المهرجان طرح التذاكر للبيع يوم 12 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، إلا أن العديد من الراغبين بحضور الأفلام أكدوا أن العديد من العروض أصبحت مغلقة لأن quot;لا تذاكر متوفرةquot;.

عندإحدى منصات بيع تذاكر مهرجان الدوحة السينمائي في مجمع تجاري ضخم في الدوحة، تجمع عدد من الشباب اللبنانيين والعرب، يحاولون إقناع موظف البيع بتوفير التذاكر لهم بأي وسيلة. لكنه أفهمهم بطريقة لبقة أن التذاكر كلها قد نفدت، لكن يمكنهم الحضور في مواعيد العروض، فقد تكون هناك فرصة لحصولهم على تذكرة حسب توافر الأماكن الشاغرة ساعة العرض.

في هذا الإطار، يوضح رضا علي لـquot;إيلافquot; أنه قصد منصة بيع تذاكر المهرجان في اليوم الثاني لطرح التذاكر للبيع، لكنه فوجئ بأن عروض فيلم quot;وهلأ لوينquot; الثلاثة لم تعد متاحة بسبب بيعكل البطاقات. كذلك نور، التي اشترت بطاقتين لها ولزوجها، ثم عادت لتشتري المزيد لأصدقائها، فلم يكن هناك أي تذكرة إضافية لأي عرض من عروض الفيلم.

يؤكّد ذلك أحد موظفي بيع التذاكر المخصصة لمهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي، الذي فضّل اعتبار كلامه تصريحاً quot;غير رسميquot;، وقال إن الإقبال كان لافتاً على تذاكر عدد من الأفلام، ومن بينها الفيلم اللبناني quot;وهلأ لوين؟quot;، وفي اليوم التالي لبدء بيع التذاكر كانت تذاكر العروض الثلاثة قد أصبحت مباعة.

وقد شجّعت التقارير الإعلامية، التي تحدثت عن quot;وهلأ لوين؟quot; والنجاح الذي حققه إضافة إلى شهرة مخرجته، المقيمين اللبنانيين والعرب في الدوحة على السعي إلى مشاهدة الفيلم، رغم أنه مطروح ضمن برنامج العروض السينمائية العادية في صالات الدوحة خلال الشهر المقبل.

وأشارت الإحصاءات الصادرة من الشركة الموزعة للفيلم إلى أن quot;وهلأ لوين؟quot; جمع إيرادات بلغت 235 مليون ليرة حتى الآن (157 ألف دولار أميركي) من بيع 21445 بطاقة لمشاهدي الفيلم في دور العرض اللبنانية خلال الأيام الأربعة الأولى لعرضه، وهو رقم قياسي لم يحققه أي فيلم لبناني من قبل.

مشهد من الفيلم

وشهد فيلم quot;وهلأ لوين؟quot; إقبالاً جماهيرياً إستثنائياً في لبنان منذ إنطلاق عروضه في الصالات اللبنانية في نهاية شهر أيلول (سبتمبر) الماضي. ولفتت التقارير الإعلامية إلى أن الفيلم حقق أرقاماً قياسية تخطت كل ما حققته الأفلام اللبنانية حتى الآن.

يذكر أن quot;هلأ لوينquot; تمكن من تخطي أرقام فيلم quot;غنوجة بيّاquot;، الذي شاهده 18514 في الأيام الأربعة الأولى لعرضه، بينما شاهد 11397 شخصاً الفيلم الأول للمخرجة نادين لبكي quot;سكر بناتquot;.

نبذة عن الفيلم

تدور أحداث فيلم quot;وهلأ لوين؟quot; في قرية صغيرة معزولة عن محيطها، يسكنها مسلمون ومسيحيّون. ويروي الفيلم كيفية انطلاق المشاحنات الطائفية بين رجال القرية بعد تركيب جهاز تلفزيون في أحد منازل القرية.

هنا تلجأ نساء القرية إلى بعض الحيل والخدع في محاولة للتخفيف من حدّة المشاحنات، فيقمن باستقدام راقصات من أصول أوروبية شرقية لإلهاء الرجال عن المشاكل الطائفية. ثم تقوم النساء بخبز الحلوى ودسّ الحشيشة والأدوية المخدّرة فيها في محاولة لسحب السلاح من القرية ودفنه.

كما تعلن كل امرأة عن تغيير دينها لوضع الرجال تحت الأمر الواقع، وعندما حان وقت دفن نسيم، الذي كان مشهد تشييعه في نهاية الفيلم، احتار أهالي القرية في أي مقبرة يدفنوه، فكانت الحيرة مرتسمة على وجوههم في سؤال واضح quot;وهلأ لوين؟quot;.

تم تصوير الفيلم في قرى لبنانية عدة، منها بلدة الطيبة قرب بعلبك، لكون جامع القرية يقف جنبًا إلى جنب كنيستها، إضافة إلى قريتي مشمش ودوما.

قدم فيلم quot;وهلأ لوين؟quot; في مهرجان كان السينمائي في أيار (مايو) الماضي ضمن عروض quot;نظرة ماquot;، ونال جائزة فرانسوا شاليه 2011، ضمن فئة أفضل فيلم روائي طويل، إضافة إلى نيل تنويه من لجنة تحكيم جائزة quot;أوكومينيكquot;.

كما نال الفيلم جائزة الجمهور في مهرجان تورنتو الدولي للفيلم في أميركا الشمالية، وهي أعلى جائزة في المهرجان، مما يؤهله لجائزة الأوسكار.

وانضمت الى تلك الجوائز جائزة أفضل فيلم أوروبي في مهرجان سان سيباستيان 2011، وجائزة البايار الذهبية في مهرجان نامور لليسنما الفرنكوفونية 2011، وجائزة الجمهور في مهرجان أفلام الجنوب في أوسلو 2011.

الفيلم من سيناريو وإخراج نادين لبكي، وشاركها في كتابة السيناريو كل من جهاد حجيلي ورودني حداد. ويشارك في البطولة الفنانون: سمير عوض، زياد أبو عبسي، جوليان فرح، ساسين كوزلي، عادل كرم، منذر بعلبكي، خليل أبو خليل، مصطفى السقا، نادين لبكي، إيفون معلوف، ليلى حكيم، آنجو ريحان، كلود باز مسوبغ، ليلى فؤاد.

وأنجز الموسيقى التصويرية للفيلم الفنان خالد مزنر. أما أغاني الفيلم فهي من تأليف وأداء تانيا صالح، وأعدّت الأزياء كارولين لبكي.