يقدم الكاتب السعودي أحمد الواصل نشاطاً كتابياً متعدداً سواء في المجال الإبداعي في الشعر أو الرواية أو ما يمكن تصنيفه في الأدب الرقمي كتابه الجديد quot; علاقة ميتةquot; من سلسلة أطلق عليها quot;# تغريدات_واصلquot; كما أنه أطلق منشورات أحمد الواصل بالاشتراك مع منشورات ضفاف هذا العام حيث تصدر عنها طبعات جديدة من كتب سابقة رواية quot;سورة الرياضquot; وكتابين نقديين quot;سحارة الخليج: دراسات في غناء الجزيرة العربيةquot; وquot;تغني الأرض: أرشيف النهضة وذاكرة الحداثةquot;. في هذا الحوار يتحدث عن كتابه الجديد وتجربته النقدية.

** ما الفكرة الرئيسية التي اشتغلت عليها والاسباب وراء ذلك؟
** كانت الفكرة في نقاش مع روائية صديقة بأنه يمكن بناء رواية من جملة مشحونة بحدث، ويمكن وضع أكثر من جملة لتكون نقطة استفتاح سردي لفصل، ويمكن أن تكون قطعة من حوار أو أي جملة يمكن يعاد توليفها في إطار أشمل.
وجدتني أكثف هذه الجملة بلسان شخصية توالت وتكاثرت هواجسها الوجدانية والعاطفية والنفسية. مرة تحدث نفسها وأخرى تستعيد مواقف من أحداث متعلقة بآخر هو طرف هذه العلاقة أخرس وهي تحاور ذاتها.

** هل نشرت في تويتر مثلاً ؟
نشرتها في حسابي الشخصي في الفيسبوك بعضها كان محجوباً، وبعضها كان متاحاً لعدم استئمان السرقة أو شبهة الاقتباس أو مجانية المشاركة. هي لا تناسب تويتر.

** لماذا عنونت كتابك بـ quot;علاقة ميتةquot;؟
سأنقل لك من مقدمة الكتاب بلسان الشخصية التي كتبته: quot;سألني معالجي النفسي هلا تهدأ قليلاً وتكتب خواطرك..
اجعلها تغريداً كل صباح أو كل وقت حي نتذكر.
أعد سماع حواراتكم. أعد مشاهدة مواقفكم . ستعرف شيئاً .ستفهم شيئاً . شارك تلك الخواطر في مواقع الشبكة الألكترونية لكل تجربة مشابهة. لكل نهاية مشابهة وربما تكون بدايةجديدة..
وإذا لم يحدث . ستتخلص بالتعبير عنها في يوم ياتمن هذه العلاقة الميتة ! quot;.

** ولماذا اخترت أن يكون شذرات متصلة؟
** فكرت بعناية في ذلك ما الذي دفعني إلى ذلك النص ؟. يبدو أن شعوري الداخلي فقد كتابة القصيدة منذ زمن حيث كتبت في غزارة بين عامي 1997-2003 (11 مجموعة شعرية صدر منها خمسة كتب) ثم تقطعت الكتابة الشعرية. انشغلت بكتابة المقالات والدراسات، والرواية. ربما جاءت هذه الكتابة موازنة بين تكثيف الشعر دون مجازه وبوح السرد دون توليفه. ولا يمنع أن تكون آثار كتاب quot;رمل وزبدquot; لجبران خليل جبران او quot;تموزياتquot; لفؤاد سليمان أو quot;كتاب الحبquot; لنزار قباني أو quot;خواتمquot; لأنسي الحاج. وسيقال بأنها من الأدب الرقمي عند النقاد الألكترونيين .

** الكتاب صدر عن quot;منشورات أحمد الواصلquot;. لماذ النشر الفردي ؟
** الكتاب هو من سلسلة بعنوان quot;تغريدات_واصلquot; يوجد منها كتابان جاهزان. أما النشر الفردي، فهو ليس كذلك، كتبي تنشر بالاشتراك مع منشورات ضفاف لصاحبها بشار شبارو. وددت ذلك لأسباب عدة أولها حصر الكتب تحت ظل مؤسسة باسمي، وثانيها تشجيع بشار شبارو بأمر الشراكة والتوزيع، وهو ما يحتاجه الكتاب العربي. إذ من كوارث الكتاب العربي مسألة التوزيع. لا شركات أو مؤسسات توزع للدول الناطقة بالعربية! . الرقابة تعوق لفترة ثم تنقضي أما التوزيع معضلة لا حل لها.

** هل هناك موقف سلبي تكون من التعامل مع دور النشر ؟
** كل تجربة نشر مع كل الدور التي تعاونت معها وتفضلت مشكورة بإضافة كتبي إلى قوائمها. تجارب أفدت منها الكثير. قدمتني إلى القراء، وحملتني المسئولية، ومضى الوقت لأكتشف ما يتعدى الصحفي نحو الشاعر والروائي والناقد. هذه الإمكانيات مكاسب مهمة.

** ماذا يعني صدور quot; سورة الرياضquot; في طبعة ثانية ؟
** لظروف لم تكن يدي سبباً فيها. ظلمت هذه الرواية حين فازت بجائزة مؤسسة دار الصدى عام 2005 ـ 2006 من الإمارات العربية المتحدة ولم تنشر في كتاب حتى تمكنت من نشرها عام 2007، ثم ضمن quot;الهياج الروائيquot; الذي تشرعت أبوابه ما بعد 2000 حيث انفجرت كتابات المدونات والمنتديات من جيل الكتابة السعودي الجديد، وتحولت إلى كتب تنافس الكثير منها في عناوين متشابهة، فسلبت الرواية حقها في الوجود بالإضافة إلى تعثر تسويقها. الطبعة الثانية تمنحها فرصة عمر آخر.

** توسعت أعمالك النقدية إلى الغناء في الجزيرة العربية ماذا قدمت ؟
** في كتابين، وهما quot;سحارة الخليج: دراسات في غناء الجزيرة العربيةquot;(2006) والثاني quot;تغني الأرض:أرشيف النهضة وذاكرة الحداثةquot;(2010) يكملان بعضيهما من حيث أن الأول يغطي فترة التسجيلات الغنائية بين أواخر العشرينيات حتى الأربعينيات، حيث انطلقت مع أصوات من الحجاز والكويت والبحرين، ثم توالت من اليمن وعمان والسعودية. بالإضافة إلى دراسة بعض التجارب الغنائية مثل عبد الكريم عبد القادر ومحمد المسباح وهدى عبد الله وبعض قوالب الغناء مثل فن الفجري (غناء البحر عند الغواصين)، وفن الصوت (غناء الحضر في المدن). أما الثاني فهو مكمل له حيث خصص دراسة عن غناء المرأة في الجزيرة العربية لقرن كامل، ودرس فن السامري (من فنون الحضر)، وتعمق في دراسة تجارب غنائية حداثية النزعة مثل طلال مداح ورباب وخالد الشيخ وعارف الزياني.

** لكن خرجت من هذا الموضوع في كتابين آخرين نحو قضايا وتجارب عربية ؟
** نعم، في كتاب quot; الرماد والموسيقىquot; (2009) عملت على مسألة صناعة الذاكرة والهوية عند شخصيات مضطربة مثل واصف جوهرية ( فلسطين)، محمد عبده ( السعودية)، فلة (الجزائر)، كاظم الساهر ( العراق)، رجاء بلملميح (المغرب)، وفضل شاكر (لبنان)..

** أثارت ردوداً متفاوتة مقالة لك نشرت عن محمد عبده في موقع quot;معازفquot;؟
** هي مقالة مستخلصة من الفصل الثاني من كتابquot; الرماد والموسيقىquot; في الجزء الخاص بالموضوع الجندري في مواضيع وشخصية محمد عبده، وهو ما أثار نقاشات عند القراء لاحظتها في تويتر استمرت لفترة إلا أن أحداً منهم لم يتوفر له قراءة الفصل كاملاً . بنيت أحكاماً تجزيئية جاهزة سلفاً.

** ماذا عن كتابك quot; الخروج من المعبدquot; 2013 أحدث كتبك في النقد الموسيقي؟
** أردت في هذا الكتاب تأسيس أنثروبولوجيا الغناء العربي المعاصر. تتورط الأنثروبولوجيا كعلم في بدائية الشعوب في إطاره المرجعي الأوروبي والأمريكي والأكاديمي العربي. غير أن أبحاثي التي تضمنت معظم الكتب النقدية، بما فيها نقد القيم والأفكار في كتاب quot;ما وراء الوجهquot; (2012)، لا تقف عند النقد والتحليل التقني في الشعر أو الغناء أو الأدب بل تتعدى لتستفيد من مكونات النقد الثقافي والتحليل الأنثروبولوجي لقراءة التجارب الثقافية بوصفها مكونات أساسية ومعقدة لحضارة نعيشها الآن.

** ما الذي تعده في القادم ؟
** أتأمل تسويق إصدارات منشورات أحمد الواصل بالإضافة إلى أنني انتهيت من رواية جديدة أحضرها للعام القادم بالإضافة إلى كتاب نقدي جديد.