بغداد:ما ان اعلنت لجنة لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية فى نسختها العربية ldquo;البوكرrdquo; عن فوز الكاتب العراقى أحمد سعداوى عن روايته rdquo; فرانكشتاين فى بغدادrdquo; فى دورتها السابعة، حتى عمت الافراح بين المثقفين العراقيين الذين سارعوا الى تقديم التهاني والتبريكات لسعداوي،وراحت تصدر منهم الكلمات العفوية المعبرة عن فرحهم واعتزازهم التي جعلوها عامة لتشمل فخر الثقافة العراقية بما حققه هذا الشاب الطامح الى انجاز مؤثر في الرواية، ولا اجمل مما قاله المذيع احمد المظفر : مثلما نضع يافطات سوداء على جدارية اتحاد الادباء لموت شعرائنا ومثقفينا، علينا غدا ان نضع يافطات بيضاء مكتوب عليها، انتقلنا الى الحياة من جديد لفوز احمد سعداوي.
وجاء في بيان لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية فى نسختها العربية ldquo;البوكرrdquo; : احمد السعداوي وجه من وجوه العراق النبيلة، صاغ من معاناة ابناء شعبه ووطنه رواية وثائقية حملت مأسي ومعاناة العراق وما حدث له في الاربع سنوات التي سجلها في روايته بحس ادبي رفيع المستوى وبكشف القبح الذي بدأ يسري في كل نواحي الحياة العراقية (لانسانية و االسياسية والاجتماعية والاقتصادية ) وجسدها ببطله هادي العتاك ومنطقة الحدث البتاوين، والانسان الذي تكون من بقايا ضحايا الانفجارات وتحول هذا الجسد الى انسان قاتل كل همه قتل اكبر عدد من الناس لينتقم لنفسه وبلا تميز من هو الذي قتله او من هو البريء. واعتقد بان فرانكشتاين هو عبارة عن تدهور المنظومة الاخلاقية والسياسية والاجتماعية للمجتمع العراقي في هذا الزمن وفقدان حالة الانسجام والتناغم التي يجب توفرها للبقاء على وحدة وديمومة الانسان ورفاه المجتمع. مبارك للعراق فوزك يا سعداوي ولكل الاجيال الأدبية.
فقد قالت الرواية رشا فاضل: هكذا يصنع سعداوي من اولئك الضحايا المنسيين في الازقة المظلمة بطلا خرافيا يحكي كل جزء في جسده حكاية اغتياله، انه الثار حين يتخذ شكلا فنتازيا بجسد روائي غير قابل للعطب، بشكل اخر.. انه الجسد الذي يعاتب ويعاقب الرصاصة التي اخترقته وحولته من مشروع حياة الى اسم محفور على شاهدة بيضاء .
واضافت : شكرا لأحمد سعداوي لأنه شحن اروحانا بنوبة فرح بعد كل هذه الكبوات العراقية.. لاشك ان هذا الفوز سيشكل وشما ناصعا في جسد الرواية العراقية والعربية على حد سواء.
اما الشاعر ريسان الخزعلي فقال : فرانكشتاين في بغداد..واحمد سعداوي في قلب العالم، قبل ساعة من اعلان النتائج اكملت قراءة الرواية العظيمة لصديقي سعداوي، وسعادتي الان ان سعداوي اسعد العراق..وقد كان ساردا بارعاً وفلتة من فلتات العراق الابداعية من كلكامش الى اخر هامش يخطه صبي عراقي على جدار الوطن...والقادم اكبر...مع حبي وحبي ياسعداوي السومري.
فيما قال الناقد علي حسن الفواز : مبارك لاحمد سعداوي بوكره الابيض، ان يفوز احمد سعدواي بجائزة البوكر..فهذا يعني تميز منجزه الروائي اولا، وقدرة روايته المرشحة على ان تكون بالمستوى الفني والجمالي والثيمي الدافع لاختيارها ثانيا..مثلما يعني الاعلان عن تاريخ جديد للرواية العراقية ثالثا.
كل هذا يؤشر حيوية ثقافية، تتجاوز كل الظروف المعقدة التي عاشها سعداوي، وعاش فضاءاتها المرعبة والمنهكة..فضلا عن الانكشاف على وعي شخصي بصناعة الرواية بهويتها المتجاوزة، وتلمساتها العميقة لمحنة الانسان واغتراباته الداخلية، وكذلك حياوزها على مهارة في الاشتغال السردي على مستوى تشكيل الشخصية، والزمن والمكان، وعلى مستوى ضبط مسارات الصراع الدرامي، ونمو البناء السردي، في الرواية حدّ القول بان الهوية السردية لشخصيات رواية فرانكشتاين في بغداد، باتت اكثر تعبيرا عن هوية المكان، وهوية العوالم الجوانية في العراق...مثلما هي صورة للهوية الناجزة لسيرة الحياة العراقية المتورطة في مشغل صراعي مجتمعي هوياتي طائفي واجتماعي في مرحلة مابعد الاحتلال الامريكي للعراق، مبارك لاحمد سعداوي...ومبارك لنا جميعا بهذا الحضور الخارق
من جانبه قال الشاعر الدكتور نصير غدير : لا تهمني قومية المسألة، لا تهمني عراقية البوكر، تهمني سعداويتها.... لا أدري قد لا تتفقون معي لكنني لا أحب هذه النزعة الوطنية والقومية في الاحتفال بالمنجز الأدبي، يبقى الفعل الإبداعي فردياً وقد يأتي من أي أمة وأي مجتمع، أنا فرح لسعداوي... وفي السنة القادمة حين ينالها شخص ليس عراقياً ويستحقها لن ينقص من شأن الرواية العراقية، كما لم ينقص من شأن الرواية العراقية السنوات السابقات التي لم ينلها فيها روائي عراقي، وفوز سعداوي بها لا ينقص من شأن الروائيين الذين معه في القائمتين الطويلة والقصيرة، ولا من رواية وأدب بلدانهم.
أما الشاعر محمد غازي الاخرس فقال : لم يكن لديّ شك منذ أن عرفته أنه ألمعي، لم يكن لديّ شك أن العراقيين مبدعون ويجيبوها من (حلك السبع)،لم يكن لديّ شك أنها رواية كبيرة ومفصلية، لم يكن لديّ شك بكل هذا، لكن أن ترى البوكر عراقية سعداوية،فهذا معناه أعظم مما يخيل لي، معنى ذلك أن عصر الرواية العراقية قد حان أوانه، مبارك لصديقي ولنا أيضا بهذا المنجز العظيم.
فيما قال الناقد سعد عزيز عبد الصاحب : rlm;سعادة غامرة حفت بي وانا اسمع خبر فوز الروائي احمد سعداوي بجائزة البوكر العربية ولفرحتي الاستثنائية سبب : فالمعروف ان الجوائز العربية للرواية العراقية غير منصفة حقا طوال عقود من السنين اذ خلت قوائم الجوائز الكبرى من اسماء روائيينا ويبدو ان الحاضنة الثقافية العربية المؤدلجة تسم الامة العراقية دائما بانها امة شعر غير مؤهلة لرواية السرد وهي غير مؤمنة اصلا بالمنجز الروائي العراقي ما بعد التغيير، وعندما حطت رواية فرانكشتاين في بغداد على طاولة لجان الفحص حاروا واحتاروا اذ لامناص هذه المرة من دحض لكل المقولات المنافية للوقائع فهاهي الرواية تمتلك زمام الجدة والابتكار في كل شئ .
علي لفته سعيد: لنفرح كثيرا.. ولتنطلق الاحتفالات في العراق، وليستقبل بالفرح والزهور، مبارك للعراق..مبارك للرواية العراقية والسردية العراقية..مبارك للتاريخ العراقي السردي من كلكامش حتى الان..مبارك لهذا الابداع والتالق// مبارك لاحمد السعداوي وهو يخطف جائزة البوكر العربي عن روايته.. مبارك لنا نحن السرديين.
واضاف : ساطالب بقوة ان تكون هناك مهرجانات في العاصمة بغداد ليس في اتحاد الادباء وبين جدرانه بل في الشوارع والاحياء ليكون الفعل الثقافي مؤثرا ولنقول للعالم ان الفرح العراقي كبير وثقافته كبيرة وليس لنا وجه واحد في الابداع.
وقال الكاتب حامد المالكي : ان فوز سعداوي بالبوكر العربية 2014 يعني اشياء كثيرة، اهمها ان الريادة العراقية للفن التشيكلي العربي، وللمسرح الواعي، وللشعر العربي الحديث، قد تشمل ايضا ريادة عربية للرواية الحديثة، كون هذه الجائزة ستحفز الكتاب الشباب على العطاء، فقد يأتي جيل جديد من الرواة الشجعان ليكتبوا عن ايامنا الحزينة والمؤلمة... شيء اخر، وربما هو الاهم، انها تعني ان العراق على قيد الحياة، وانه باق الى الابد، منارة تشع ابداعا وثقافة... لهذا نحن نفرح... الا يحق لنا ان نفرح؟
فيما قال الروائي عبد الامير المجر : مبارك لاحمد الفوز الذي اثلج صدور المحبين واغاظ الموتورين والفاشلين ممن لايجيدون سوى وضع الاحجار المسمومة في الطرقات... يستحق احمد لانه مجتهد وعصامي ومحب للاخرين .
rlm; واضاف : بعد اعلان نتائج القائمة القصيرة من جائزة (البوكر)، وصعود الصديق الروائي المبدع احمد سعداوي، ودخوله المنافسة النهائية على الجائزة، انبرى البعض ممن تملكتهم الغيرة والحسد، للتشكيك بمرجعية العمل الروائي الذي لم يعد باسم سعداوي وحده بل باسمنا جميعا، لانه بالنتيجة انتصار للابداع الروائي العراقي، وانا هنا لااتحدث انطلاقا من نزعة عشائرية، او ادعو الى (الفزعة) في مناصرة سعداوي، وانما انطلق من مبدا اخلاقي يفرضه واجب وطني يدعونا، ولو مؤقتا، الى التوقف عن التشكيك والطعن بالعمل لأي سبب، قبل ظهور النتائج لان ذلك قد يؤثر في قرار اللجنة وينعكس على النتيجة النهائية، التي يسعى البعض وبكل الطرق للاسف ان لاتكون لصالح رواية سعداوي، او بالاصح لصالح الرواية العراقية، واني اذ اقول هذا، اشعر بالاسى مما وصل اليه مستوى التنافس غير الشريف عند البعض، ونعدام الايثار لديهم، وكأن لسان حالهم يقول، انا أو يذهب الابداع العراقي الى الجحيم !!!.. مرة اخرى اقول، لااريد الانتصار للصديق سعداوي على الطريقة العشائرية، لكني ارفض ايضا ان تكون هذه النزعة هي الطاغية في نفوس البعض، ويعبرون عنها تحت طلاء حضاري مهلهل، لم يخف حقيقة النيات المبيتة للاسف الشديد!!.rlm;
اما الصحافي حسين عجيل فقال : الجميل في فحوى فوز الصديق المبدع أحمد سعداوي بالبوكر عن روايته الصادرة عن دار الجمل والتي وزعت في العراق والعالم العربي كله.. أن العراقي هو مَن (كتب)، وهو مَن (طبع)، وهو من (قرأ) وأشرك معه قراء العربية في كل مكان.. ثم فاز بالجائزة الكبيرة.
وقال الكاتب والصحافي علي حسين : لعل افضل تعليق على فوز الصديق احمد سعداوي بجائزة البوكر وفي ليلة تتجه فيها الانظار الى حدث مهم في العراق، ما كتبه ماركيز ردا على سؤال عن علاقة الادب بالسياسة :quot; اني اعتقد ان كتابة ادب سيء يعرقل مسيرة البلدان نحو التطور quot; ويضيف معلم الرواية : quot; في رايي ان القاريء في بلداننا لايحتاج الى من يقص عليه مآسيه واضطهاده وغياب العدالة الاجتماعية انه يعرف كل هذا ويعاني منه يوميا.. انه يحتاج الى ادب جيد، ففي الادب الجيد ومن خلاله يحدث التغيير نحو الافضل quot;.
واضاف : حتما لم يقص علينا سعداوي مآسينا، لكنه كتب ادبا جيدا دفاعا عن مجتمع مدني لا مكان فيه لامراء الطوائف.. مبروك للثقافة العراقية الوطنية والمدنية هذا الانجاز.

يذكر ان ياسر سليمان؛ أستاذ كرسي الدراسات العربية بجامعة كمبريدج، ورئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية قال : لقد أبدع أحمد سعداوي في روايته quot;فرنكشتاين في بغدادquot; التي جاءت زاخرة بشخوص تتجاوز الواقع وتلتقي به وجها لوجه في آن واحد٬ مثيرة في رحلتها هذه قضايا الخلاص من إرث طاحن لا خلاص لأحد منه على مستوى المسئولية الفردية والجمعية، وتتألق الرواية بسرد أخاذ وغرائبية جاذبة تستنطق النفس الإنسانية في أحلك ساعاتها. ساحة الرواية بغداد وموضوعها في آخر المطاف يتعدى هذه المدينة ليشمل الإنسان أينما وُجد.