&سان فرانسيسكو: هذا الاسبوع تفتتح الفنانة الاماراتية "فاطمة لوتاه"معرضها التشكيلي الثالث في قاعة "ندوة الثقافة و العلوم"في دبي. "فاطمة"، رغم بعدها في المسافة و الزمن عن وطنها تتمكن من انجاز عسير خصوصا خلال السنوات الاخيرة، فهي الاولى في تنظيم معرض عن بغداد في مدينة "فيرونا"الايطالية" حيث تقيم، في مشاركة مع شعراء و فنانين عراقيين.، لتبدأ بعد ذلك معرض "غضب النيل" أثناء ثورة ساحة التحرير في القاهرة. و الشأن "السوري" كان هما اخر لتقيم معرضا كبيرا عن مأساة الشعب السوري في بداية الاحداث المؤلمة التي عاناها السوريين بكل& أطيافهم& تحت عنوان "صرخة حمزة"، هنا اعني البعد و التواصل مع الهم الاجتماعي العربي قبل السياسي، ففي معظم اعمالها اللاحقة كانت تتسأ ل قسوة الحرب الشريرة و غدرها الاطفال و النساء في نزوح شامل بين حدود اوطان أشقاء و اعداء، الالم هو ذاته قبل و بعد عبور هذه الحدود اللئيمة.
لفاطمة ذكرى خاصة لبغداد، فهي كانت من اوائل فتيا ت الخليج اللواتي قدمن بغداد لدراسة الفنون التشكيلية في& "اكاديمية الفنون الجميلة"العريقة، و درست تحت اشراف اهم رواد الفن العراقي مثل "فايق حسن" و "أسماعيل الشيخلي" و "حافظ الدروبي" وأخرين. لهذا نرى العديد من الاشارات الى تلك الذكرى في معظم اعمالها.
تميزت الفنانة بتنوع اساليبها التجريبية من حيث التقنية، فهي تستعين الحدث الابداعي في سفر لوني يثير الدهشة اولا، ثم التحليل ثانيا، في استخدام فريد للعديد من عناصر الفن الاولية بين القماش الثخين المقوى بالصمغ العربي و الوان "الفريسكو" البدائية، في لا تخشى خوض دروب "تقنيات جديدة في مزج كل هذه العناصر لابداع اعمالا معاصرة رغم خطر الاخفاق أحيانا،& و انا كنت شاهدا على ذالك في مشغلها الكبير في "فيرونا" الايطا لية.
في معرض اليوم تخوض تجارب جديدة في الابداع مستفيدة من تنوع استخدامات "الكومبيوتر اللامحدودة من حيث شفافية اللون، و التحجيم الكبير للعمل الفني في تنفيذ الصور و تحديد أنشاء اللوحة من صورة صغيرة تثير القلق ثم "أشتغالها" يدويا هذه بألوان تختارها هي و بعد ذالك تختار الحجوم لااعمالها.هنا تعرض 15 عملا فنيا رائعا& في استخدام "الديجيتا ل" كما عنصرا مساعدا، ثانويا و ليس& رئيسيا في النهاية.
هذه تقنية حديثة يستخدمها العديد من الفنانين المعاصرين في عالم اليوم في التنفيذ الدقيق للفكرة الاصلية للعمل التشكيلي. و في هذا الشأن يختلف العديد من الفنانين و النقاد حول جدوى&
هذه التقنية او عدمها، و انا بين الشك و الرضى دون ان انسى التقدم المذهل و السريع للصناعة البصرية خصوصا في مجال التصوير السينمائي الحديث، و أعتقد ان الفنانة تنجح بامتياز في هذا الاختيار لتنفيذ هذا المعرض، و رغم ذالك هي لا تتجنب عطر الوان الزيت و الاكليريك كي تمنح& معرضها نكهة كلاسيكية "المشغل اليدوي. و هي تتشوف اللقاء مع الروح، و النور، و التسامح في مناسبة الشهر الكريم، و هذا في زمن شرير و قاسي يمر به عالمنا العربي الذي انهكته الصراعات الطائفية و الاثنية، ثم السياسية.
&