تصدرت اخبار الملحمة التوراتية السينمائية "الخروج" العناوين الرئيسية في وسائل الاعلام اواخر العام الماضي بعد اتهام مخرج الفيلم ريدلي سكوت بالعنصرية لاختياره ممثلين من البيض حصرا في الأدوار الرئيسية لقصة من صميم الشرق الأوسط وتاريخ شعوبه. ورد سكوت على الاتهام معلنا ان ضرورات اقتصادية املت خياره لأنه ما كان ليستطيع تمويل الفيلم لو كان بطله "محمد الفلاني من المكان الفلاني" ، على حد تعبيره. وبدا ان تعليقه هذا يؤكد تهمة العنصرية التي وجهها اليه منتقدوه بدلا من ردها. ولكن فيلم "الخروج" وصل الى دور العرض وفيه من العيوب الفنية ما يطغي على الجدل الذي أُثير حول عنصريه مخرجه. ولاحظ مارك كيرمود الناقد السينمائي لصحيفة الاوبزرفر تصوير الصراع بين موسى واخيه الفرعون رمسيس وكأنه دراما من عالم الأزياء بتفضيل موسى الذي يقوم بدوره كريستيان بايل الألوان الرجولية الداكنة فيما اختار رمسيس (جويل إجرتون) الأبيض والذهبي مستوحيا موضة السبعينات. كما يأخذ الناقد كيرمود على المخرج سكوت تصويره الله وكأنه تلميذ مدرسة خاصة انكليزية عصبي المزاج قائلا انه تصوير قد يكون جريئا لكنه يدعو الى السخرية.
وهناك بالطبع المساواة الحتمية بين مضمون الفيلم وطوله بتقديم "جدية" القصة من خلال طول العرض دون أي عمق سردي. وفي حين ان هناك لقطات مشهدية عملاقة فان مشهد شق البحر كاد يغرق في موجات من "التفاهة المناخية" ، بحسب الناقد كيرومود الذي يرى ان أفضل ما في فيلم "الخروج" تصوير الطاعون وانهمار الضفادع والذباب والجراد في مشهد مؤثر حقا في حين ان العناصر الأخرى كانت سبباً "للصداع".& ويختتم الناقد كيرمود تعليقه على فيلم "الخروج" بالقول ان فيلم "نوح" أكثر جنونا لكنه أفضل.
&
التعليقات