&في مدينة السليمانية وعلى مسرح قصر الفنون تلاري هونر عرضت مسرحية يوميات رجل غريب الأطوار تأليف غوغول ترجمة وإعداد ازاد برزنجي إخراج عصمان فارس &تمثيل عصمان معروف مدير المسرح والإنتاج وتنفيذ الموسيقى سيروان صالح تصميم الموسيقى والمؤثرات بختيار صالح تنفيد الإظاءة هيزا توفيق . المسرح والمزاج الجماهيري رجل يتحرك ويتنفس ينتقد يصطدم يفكر ويناقش في مونولوج مسرح المونودراما أي مسرح الممثل الواحد وهو يعبر عن همومه وهموم الناس في الشارع تعبير صادق والتدخل في مزاج الناس والهدف المنشود هو المتلقي والاتجاه بخطوة ثقافية نحو حرية التعبير وبدون رتوش &سلطة الرقيب في المسرح الكردي وبشكل خاص في مدينة السليمانية جمهور يدخل الى الصالة &لكي يشاهد &من يحلم بالكرسي على حساب الفقراء وصراخهم في الشوارع وبطونهم خاوية حوار ديمقراطي بدون سلطة ومقص الرقيب &الجنرال عصمان معروف وهو يمارس لعبة الكراسي وحلم البقاء جنرال يقود البلد نحو الضياع وشعبه يتضور جوعآ وضياعآ وتشريدآ سوف نضحك ونبكي في أجواء الكوميديا السوداء ومسرحية رجل غريب الاطوار. نتحاور في قاعة تلاري هونر مع مجانين العصر من الطغاة وقياصرة وجنرالات العصر وحلم البقاء في إمتلاك الكرسي وشعوبنا مشردة في الداخل والخارج تبحت عن الحرية والخبز والامان وهي تجوب الصحاري والبحار ولاتملك خيمة يقيها ولقمة الخبز المهم سلاطين العصر يحلمون بالكرسي. وفي مسرحية رجل غريب الاطوار والمعدة &أصلآ عن مسرحية يوميات مجنون للكاتب الروسي نيكولاي غوغول حاولنا الخروج والابتعاد عن حدود التقليد في إعداد النص وفق دراماتورجيا معاصرة ومناسبة لما يدور في الشارع الكردي من حراك شعبي بخصوص الرواتب المتأخرة والازمة المالية في صرف الرواتب &كنا نجلس في موؤسسة سردم الثقافية لساعات طويلة ومديرها أزاد برزنجي وهو مترجم ومعد النص من العربية الى الكردية وسبق لي أن &أخرجت مسرحيات مع أزاد برزنجي في الثمانينات كانت من &ترجمته وهو يتمتع بخبرة ودراية فائقة في الترجمة واعداد النصوص المسرحية لكونه خريج معهد الفنون الجميلة فرع الاخراج ولكونه يجيد اللغة العربية والفارسية والكردية وفي مسرحية رجل غريب الاطوار حاولنا الاقتراب من نبض الناس في الشارع الكردي المعاصر إعتمادآ على أداء الممثل الذكي وكاريزما عصمان معروف وقدراته التمثيلية الفائقة والى الجانب التخيلي للمخرج عصمان فارس .المكانعبارة عن بيت غريب من الجنفاص أرضية المسرح عبارة عن كومة من قصاصات الورق المتناترة في كل مكان مع كرسي أسود في وسط المسرح وأربعة كراسي معلقة في أعلى سقف المسرح حاولنا تجاوز حدود التقليد في الاعداد والاخراج التمثيل وإختصار سيموتيكا المكان ومساحة فضاء المسرح وكذلك زمن المسرحية الحقيقي وإختصار زمن أحداث وإيقاع المسرحية في الاعتماد على مهارة الممثل وهو يقلد ويغني ويرقص وفق أداء الممثل بطريقة كوميديا ديلارت وهو يسحر المتلقي في الاداء ويثير فيه كل أصداء المتابعة من خلال المتعة وقدرة الممثل عصمان معروف وهو يشبه عازف يؤدي ويعزف لوحده على عدة أوتار مع أصوات متناغمة جميلة ومتنوعة وخلق الصراعات النفسية مع الاخرين وتحديد حدود الزمان والمكان وخلق عنصر التشويق وقد كنا نمتلك الحرية الكاملة والجرأة في طرح كل القضايا والمشاكل التي تلامس وتحاكي هموم الناس في الواقع اليومي والمعاصر للشارع الكردي هموم إقتصادية والتعامل الفوقي والصراع الطبقي &والصراع بكل أشكاله المحسوبية معالجة وتناول مناقشة وتجسيد الاحداث بكل جرأة وأحيانآ بشكل مباشر كنا نجسد المشاهد من خلال الحركة والصورة كنا نعتمد على قوة أداء الممثل الوحيد على خشبة المسرح والممثل عصمان معروف وهو يجسد دوره بصدق بدون مبالغة وبقيت لمسات المخرج عصمان فارس في الارتقاء على الممثل والنص المطلوب. إن المخرج يعمل مع الممثل وخاصة في مسرح المونودراما وفق طريقة قائد الاوكسترا والممثل هو عازف إحدى الالات الموسيقية وهو يترجم النص بأحساسه الفني ويعبر عن نفسه بطريقة الجسد والصوت والايماءة والابتعاد &عن السرد والمسرح الادبي وتعددية الدلالات والاشارات والتأويل المفتوح وتحليل القوالب الجامدة عندما نمثل بصدق دراما الافعال الناس عندما نستقطبهم وننقدهم من الخمول والمسرح عبارة عن رموز ودلالات تجسد توازي الفرد مع المجتمع في لحظة خارج الزمان والمكان
- آخر تحديث :
المزاج الجماهيري في مسرحية يوميات رجل غريب الاطوار
&
خصوصية المونودراما&
&
خصوصية المونودراما &مسرح الممثل الواحد والمسرح التجريبي الممثل الذي يسرد ويقلد شخصيات متعددة ففي مسرحية رجل غريب الاطوار حاولنا كسر الايهام وتجاوز حدود السرد التقليدي كنا نتوجه الى الى مخاطبة الجمهور وكان الغرض هو تحفيز عامل الوعي وليس التحريض والتركيزعلى العامل المهم وهو العدالة الاجتماعية وتجاوز حدود الصراع الطبقي والفوقية واحيانآ كنا نحاول تجاوز حدود الحيادية والولوج في عالم وثيمة الصراع وجعل الحوار مباشر مع الجمهور وخاصة مشهد الكرسي والجنرال وتغيير الاصوات والتنوع في تقليد الشخصيات ومحاولة التأسيس لفعل درامي على خشبة المسرح على خشبة المسرح وتجاوز حدود الملل والوحدانية وعناصر إشكالية التلقي ويبقى الجمهور هو الخصم والعامل المشترك في اللعبة المسرحية وهوعامل نجاح وفشل حدود عناصر الاستجابة وإستطعنا كسب جمهور لهذا العرض رغم حالة جمهور النخبة في مثل هكذا عروض ونجاح العرض يتوقف على النص وسحرالاخراج والتمثيل ومساحة سيموتيكا المكان وحركة الممثل ومخاطبته للجمهور إستطاع المعد والدراماتورج الفنان والاديب أزاد برزنجي تجاوز حدود السرد والترهل في النص وجعله أكثر حيوية وتوظيف النص وفق إيقاع الناس في الشارع الكردي المعاصر وتبقى سمة &وخصوصية مسرحية رجل غريب الاطوار وتبقى أهمية العرض المسرحي أن يقدم ويعرض خطابآ مسرحيآ من الواقع وظروف المجتمع والمرحلة التأريخية والاجتماعية التي تسهم في إخراجه وقدرة المخرج على صياغة المعالجة والتأويل وهو عنصر مهم في الخطاب المسرحي والمسرح هو نتاج الحياة &
العرض المسرحي كان بأمتياز نص كردي يلامس ويحمل هموم الناس & وإستطاع الممثل القدير عصمان معروف إيصال عدة رسائل ودلالاتها وفق عناصر فنية أخرى الى المتلقي وخاصة في مشهد وهو يتحاور ويخاطب الكرسي تنبعت منه رائحة النفط ويتمنى كل إنسان أن يمتلكه ويمتطيه كالحصان لكونه مغري وأحيانآ كان يتحول الكرسي الى فراش وتير وهو يغازله بطريقة غزل صوفيا بنت المدير العام وبمصاحبة الموسيقى والسينوغرافيا المتقنة وأحيانا كنا نشعر إن المسرحية ليست مونودراما حوار الممثل الواحد وإنما حوار جماعي وعملية إختيار إفتراضي وسط الجمهور والحوار معه وفق مبدأالاداء الجماعي للتمثيل والممثل عصمان معروف له القدرة الفائقة والموهبة في تقليد الشخصيات التي يقابلها ويتحاور معها مثل رئيس القسم وكذلك العقيد &المتقاعد وكذلك سكرتير الجنرال وهو يقلدها بتكوينات جسمانية وأصوات متنوعة ويتحمل إعباء التمثيل لوحده أما حدود متن النص ركزنا على عوامل مهمة فيه الشكل والصراع وكذلك الشخصية والتسلسل المنطقي لتسلسل وبناء الاحدات للوصول الى الذروة وهو حلم الكرسي &وأن يصبح هو الجنرال وذلك بسبب مرض الجنرال الاصلي وغيابه ولكنه لايحقق مايريد يتعرض الى الاعتقال والضرب والاهانة والتعذيب على أيدي رجال الجنرال السابق وتكون نهايته وهو يحلم بالهروب والنجاة الى بلاد أخرى يجد فيها الامان والنجوم تملأ السماء ويلتقي بحبيبته أمه وهو يطلب نجدتها لكنه يسقط صريعآ ومعه تسقط وتنهار الكراسي الاربعة من سقف المسرح ، وفي كل مشهد كان يوحي لنا الممثل بوجود عدة شخصيات أخرى معه وهو يتحاور معها وأحيانآ يتحول الى راوي يعلق على سير الاحدات ومحاولة الاتصال مع الجمهور وعدم الانفصال عنه من خلال خلق عناصر التوعية وتوسيع قنوات الاتصال ومناقشة واقعه كموظف وعدم استلامه للمعاش الرواتب لمدة ثلاثة أشهر في ظل ظروف إقتصادية ونفسية وإجتماعية تدفعنا للتركيز عليها وخلق مسرح توعية الناس والحديث عن الرواتب المتأخرة والمعاشات والصراع الطبقي وحلم الكرسي&
&
عصمان فارس مخرج وناقد مسرحي السويد
التعليقات