&

ما زلنا على قيد الحياة . هذا ما ينبغي كتابته ونحن نخوض الشعر في أماكن الموت الفعلي حيث الانتقال من الذاكرة إلى الحاضر (الآن) ونتيجة للأوضاع العصيبة التي مر بها العراق ومررنا بها نحن في تلك المناطق الساخنة ومن على خط النار حيث القصف الكبير والانتهاك المتمأسس على الكثير من الحيثيات البدنية، هنا فقدنا الكاميرا الساعد الأمين لإتمام المشروع انسحبنا نحو الخلفيات لنصور مشروعنا من خلال كاميرا الموبايل، وحتى لا يضع تعبنا ومخاطرتنا هذه ، ونتيجة للضعف الكبير في الصور إلّا أن أعضاء ميليشيا الثقافة أصروا على نشرها حتى يرى الجميع الحالة التي كنّا بها. نحن لا نتخندق عبر فضاء الماضي فقط بل أن ما قمنا به هو أعادة أنتاج للذاكرة العراقية وتنشيطها لأنّها نزفت وتنزف فلذات أكبادها وضمن مستوطنات الكشف والمتابعة الحيثية لا بد من التعريج على أهم مفاصل وجدناها ألا وهي الانتخاب الطبيعي حيث البقاء والتسيد للأقوى.

وفي هذا التطور الطبيعي قادتنا مرحلة ما بعد النص الشعري إلى بيان مرحلة مهمة وأساسية نحو الشروع بمنهاج جديد مغاير لكل ما طرحناه سالفاً ، فهذه المرة هي انتقال الموت ومعالجته بالموت ذاته وبكل محمولاتنا الذاكراتية إلى الواقع المتآكل حيث الرصاص متلقينا الجديد وأصوات الطائرات تبث ريقها في المناطق، إنها الإنسانية التي عكست سيرنا مع الموت وممارسة منتوجاتنا الإدائية الشعرية عبر مخاضات القتال الحاصل بين طبقات المجتمع.&

& ليس من باب الملاطفة أن نذهب صوب ساحات الحرب، بهذا المحمل المفاهيمي والمعرفي الذي يتسلح به أفراد ميليشيا الثقافة الذين نجحوا في أنتاج بوتقة تجريبية جديدة للشعر حيث المعترك الحياتي والاجتماعي النابض بعرصات المرونة والاتساع المحكم للقتل فلم يعد الإلقاء الشعري مقتصر على المكونات الفردانية بقدر ما موجودة من صدامات حربية بين الطرفين بل شاركنا الإلقاء الرصاص والمدافع وصراخ الجنود غير المحصور ضمن زاوية أو إطار معين (نقيب فلان ، علاوي تصوب ، ضربه قناص ، أرسلوا سيارة) هذا ما أفردته ذخيرة الجندي العراقي وهو يحاول إسعاف أخيه المصاب . التشويش لم يكن قصدي أو مفتعل بل كان جانب أساسي ضمن خطوط المعركة والواقع المعاش، وإن التجسيد الفعلي أو المشاهداتي غير المحكي والمنقول والذي لم تسعف الكاميرا نقله يعمل على إبراز خطابه الدموي ذي المنحى المفرز من خاصرة الأسلحة ، التذكير بالألم التذكير بكافة المنحوتات الجسدية التي باشرت بتقليم أظافرنا مخلفة بذلك الحرب وشظاياها على عتبات أبداننا.

الكفاءة في استخدام هذه اللعبة الشعرية تعمل على إفراد محتوى يفرغ طابع الانتقام حيث الأيزيديات هنا سبيت واستبيح عرضها حيث الأطفال ماتوا في سنجار حيث المسيح هجروا واعتنقوا ديانة لا يرغبون اعتناقها حيث سبايكر وصمة الخزي في جبين العراقيين حيث العرايا من بنات جلدتنا رجمت وانتهكت خدرها في هذه المناطق كنا، فلربما يلجأ اللامتلقي وهو مشحون بكم هائل من الألم إلى تأبين ذاته الجسدية فاجأني شخص يقول لي: (قبري محفور بانتظاري) ما هذا الكلام الذي يسطره هذا الجندي هل المسألة بحاجة إلى طابع إجناسي معين أو تنظير لهذه الحالة؟ هل الأخلاقيات الآن تمثل أساس آخر؟ وفق نظام فرداني متأكسد ذي صلاحية منتهية يدخل جوف كتل لا بأس من وجود معاولها الإفهامية والتنظيرية ، فالسير بالموت هو مرحلة انتقال بين جل الآراء والمقتضيات اللعبية وبين الأنساق الكتابية الفردانية المتعارف عليها، يمثل السير بالموت والتشويش مرحلة انصهار الذات مع الجماعة لأنَّ الحرب بدورها الرئيس لا تفرق بين أحد, بالتالي فهذا الانصهار من شأنه أنْْ يكون في لب القضية الشعرية وأن لا يمتلك مسألة الفردية التي تحاول أنْ تكون هي السيد والجماعة العبد.

تأهيل الذكريات هو خطب من العدم حيث الاستعادة الفعلية لكل المحمولات الفكرية نحو جسد متغير لن يبقِ منه سوى تصحير غير إرادي للبدن أكان حياً أو ميتاً، كونه كفيلاً بأخذ هذه الأجساد إلى أشكال وعوالم غير ذات جدوى وغير ذات آمل بل أنه مسؤول عن بتر أعضاء وتشوهات خلقية غير موفدة ضمن الخارطة الجسدية التي وجدنا بها، وعبر هذا المنتج العياني كان لميليشيا الثقافة وقع حروف ونصوص دشنت هذه البوابات شارك في هذا الفعل كل من:&

أحمد ضياء ، علي تاج الدين ، وسام علي ، أحمد جبور .&

&