لميس فرحات من بيروت: مهرجان كان السينمائي هو الحدث الأهم والاكثر انتظارًا سنويًا على مستوى العالم، وقد افتتحت فعاليات دورته الثامنة والستين هذا العام بسحر الدراما الفرنسية وليس ببريق هوليوود، إسوة بالسنوات الماضية.

ففيلم المخرجة الفرنسية ايمانويل بيركو اختير ليكون العرض الافتتاحي للمهرجان العالمي، ما يعني أن هذه السيدة نالت شرف أن تكون أول امرأة تفتتح مهرجان كان منذ ديان كوزير في 1987.

فيلم بيركو يحمل عنوان (لا تيت هوت) أي (الرأس الشامخ)، وهو من بطولة كاثرين دونوف، وينافس لائحة أوروبية طويلة من الأفلام المتنافسة على السعفة الذهبية، بما في ذلك أفلام باولو سورنتينو، ناني موريتي ويورغوس لانتيموس. لكن هذا لا يعني بالضرورة أن قائمة النجوم لا تضم أسماء كبيرة أخرى من هوليوود، مثل توم هاردي، تشارليز ثيرون ومايكل فاسبندر وغيرهم.

الأحد 17 آيار

فيلم "غرين روم" (الغرفة الخضراء) هو المنافس الأبرز والفيلم الأكثر عنفًا الذي تم عرضه رسميًا في المهرجان، إذ تروي أحداثه تفاصيل جرائم قتل بشعة ومشاهد دموية.

الحبكة الأساسية هي حصول فرقة موسيقية على فرصة العزف في حانة لحليقي الرؤوس في منطقة نائية من بورتلاند. هناك يشهد أعضاء الفرقة جريمة قتل عنيفة ويختبئون في غرفة لتبديل الملابس يطلق عليها اسم الغرفة الخضراء، ومن هنا أتى عنوان الفيلم.

ويلعب البريطاني باتريك ستيوارت دور زعيم عصابة من المجرمين البيض، وتدور أحداث الفيلم في أجواء من التشويق والحصار والرعب يحاول خلالها أفراد العصابة اقتحام الغرفة التي يختبئ فيها أعضاء الفرقة، والذين بدورهم يحاولون بشتى الوسائل البحث عن طريقة للهرب.

يتضمن الفيلم مشاهد قتل واطلاق النار وهجمات الكلاب وتفريغ أحشاء على أنغام موسيقى البانك، ما يجعله فيلمًا مشوقًا ومخيفًا لمحبي هذه الانواع من الافلام.

أما الانتقادات، فأشارت إلى أن لهجة ستيوارت تضيع ما بين البريطانية والأميركية، لكن بطل "ستار تريك" الممثل انطون يلتشين كان ماهرًا في تمثيل الدور المسند اليه كعازف غيتار يتحدث بهدوء.
هذا الفيلم ليس مخصصاً لذوي لقلوب الضعيفة بل فقط لهواة الأفلام المرعبة والعنيفة.

الأحد 17 آيار&
&
أعلن المخرج الأميركي تود هاينز عودته إلى مهرجان كان بفيلم قوي يضمن ورود اسمه على قائمة أبرز المنافسين لنيل السعفة الذهبية. فيلم "كارول" يروي قصة حب بين امرأتين خلال فترة الخمسينات، وهو من تمثيل كيت بلانشيت وروني مارا، يعتبر بمثابة النسخة الأميركية لفيلم "الفتاة ذات وشم التنين".

كيت بلانشيت، وهي امرأة غنية لكنها سجينة زواج تعيس، تلتقي فتاة شابة هي تيريز (روني مارا) أثناء التسوق في متجر كبير، ويحدث بينهما انجذاب منذ النظرة الأولى، فتقرر كارول وتيريز الهرب مع بعضهما البعض وتنطلقان بعيدًا.

على الرغم من أن تمثيل روني مارا كان مميزًا ومحترفًا، إلا أن الحقيقة تبقى أن بلانشيت بطلة الفيلم الأولى، لا سيما وانها اثبتت قدرتها الباهرة على الذوبان في كل دور يسند اليها. الترجيحات تشير إلى أن هذا الفيلم سيحصل على جوائز عديدة.

(مون روا) أي (ملكي)، عنوان فيلم آخر في المنافسة، يروي دراما العلاقة الفرنسية ويتحدث عن حب حقيقي ولكنه يدفع إلى تدمير طرفيه. الفيلم من إخراج الفرنسية ايمانويل بيركو التي افتتحت المهرجان هذا العام، ويروي قصة الإدمان الذي تنزلق اليه البطلة بعد تعرضها لحادثة بالغة إثر تزلجها ويتم إيداعها في مركز ﻹعادة التأهيل.

وتعتمد البطلة على الفريق الطبي لمساعدتها في التعافي من آثار الحادث، وخلال هذه الفترة، تعيد التفكير في علاقة حب جمعتها بجورجيو (فنسنت كاسل)، فتبدأ بتأمل التفاصيل التي جمعتهما معًا.

السبت 16 آيار

فيلم "ايمي" للمخرج آصف كاباديا يروي قصة حياة المغنية الراحلة ايمي واينهاوس الحزينة التي أدمنت المخدرات وتوفيت في سن السابعة والعشرين عام 2011. الفيلم يروي قصة المطربة التي لم تكن تعتقد أنها ستصبح مشهورة، وتشك في قدرتها على التعامل مع النجومية، وهو العمل الأكثر إثارة للجدل للبريطاني آصف كاباديا الفائز بجائزة بافتا.

ويتضمن الفيلم مقاطع تعرض للمرة الأولى، بعضها لطفولة المطربة، وتصريحات تذاع للمرة الأولى، مع تفاصيل مضحكة وعاطفية للمرأة الشابة والمضطربة التي أدمنت الكحول والمخدرات بسبب سوء تعاملها مع الشهرة.

من بين الأحداث أيضًا شهادة من زوج واينهاوس السابق، ومديري وأصدقاء المغنية مثل سلام ريمي الذي أنتج لها ألبومها ومارك رونسون، ومغني الراب موس ديف وتوني بينيت.

وعلى الرغم من أن والد ووالدة ايمي قدما تصريحات وردت في الفيلم، إلا أن العائلة منذ ذلك الحين نأت بنفسها عن الفيلم، من دون معرفة الأسباب.

واليوم الثالث للمهرجان شهد عرض فيلم "ماد ماكس" المميز بقصته المثيرة والمليئة بالأحداث المشوقة.

وعرض أيضًا خلال هذا اليوم الفيلم الوثائقي الجديد عن المغنية ايمي واينهاوس، والعرض الأول لفيلم تود هاين الذي يحمل اسم "كارول" وهو من بطولة كيت بلانشيت وروني مارا.

الجمعة 15 آيار

هذا اليوم كان بداية أول صيحات الاستهجان الحقيقية في مهرجان كان لهذا العام، وتحديدًا تجاه فيلم غاس فان سانت (بحر من الاشجار)، من بطولة ماثيو ماكونهي الذي يروي قصة عالم انتحاري يسافر إلى غابة عند سفح جبل فوجي في اليابان لينتحر. هناك يلتقي بكين واتابي الذي يعاني من المشاكل ذاتها، فيرغمه على إعادة تقييم قراره والعدول عن رغبته بقتل نفسه.

لكن على الرغم من أن الفيلم يتحدث عن مسألة حساسة وعاطفية، إلا أن المخرج لم يتعامل مع هذه المسألة بجدية، إذ سرعان ما يتحول الفيلم إلى قصة عن مغامرات الأصدقاء والحب، حيث يبدأ ماكونهي باسترجاع ذكريات زواجه المضطرب من الممثلة ناعومي واتس.

وعلى الرغم من أن الفيلم حاز على إعجاب بعض النقاد إلا أن صيحات الاستهجان كانت مسموعة بوضوح من الشرفات، ما يعني أن الفيلم من غير المرجح أن يكون على اللائحة الأخيرة من الافلام المرشحة لنيل السعفة لذهبية.

الجمعة 15 آيار

فيلم (ذا لوبسترز) أي (جراد البحر) للمخرج اليوناني يورغوس لانثيموس كان الأكثر غرابة من بين الأفلام، إذ يتحدث عن زوار يدخلون أحد الفنادق في محاولة للعثور على الحب. إذا تمكنوا من العثور على شريك، يكون بإمكانهم العودة إلى المدينة للعيش في سعادة. أما إذا فشلوا، فسيتحولون إلى حيوانات تتجول في الغابات أو إلى مخلوقات غريبة.

تابعنا ديفيد الذي يمثل دوره كولن فاريل، وهو يحاول العثور على الحب في أكثر الأماكن قمعية من الفندق الصارم الذي تديره أوليفيا كولمان. بعدها، انضم إلى ديفيد في بحثه عن الحب من الممثل جون رايلي الذي يلعب دور رجل يعاني من صعوبة في النطق والممثل بن يشاو الذي يلعب دور الرجل الأعرج.

الحكاية غريبة، مخيفة، وتنتقل بسرعة من الضحك إلى الحزن، كما أن الفيلم مفتوح على أكثر من تفسير، مما يعني أنه مرشح لنيل السعفة الذهبية.

ربما يكون (ذا لوبسترز) أغرب فيلم في مسابقة هذا العام، هذا إضافة إلى الفيلم الوثائقي الجديد لستيف ماكوين (ذا مان اند لو مان) الذي يروي قصة حب ملتوية عن سباقات السيارات. وعلى الرغم من أن فكرة الفيلم مثيرة للاهتمام، إلا أن البعض اعتقدوا انه لا يحمل أي جديد.

الخميس 14 آيار

تمكنا من رؤية فيلم افتتاح مهرجان كان، الذي يحمل لواء الدراما الفرنسية بامتياز، تحت عنوان (لا تيت هوت) أي (الرأس الشامخ) من إخراج ايمانويل بيركو وبطولة كاثرين دونوف والممثل رود بارادو. الفيلم يحكي قصة الشاب الجامح ومحاولات من قبل السلطات المحلية لمساعدته على كبح سلوكه غير الاجتماعي ورغبته المستمرة بترك المدرسة وسرقة السيارات. أما دونوف، فتلعب دور القاضية الفولاذية، ولكن طيبة القلب، في محكمة الأحداث، والتي تصبح الوحيدة القادرة على التواصل مع الشاب ومساعدته.

الفيلم كان مميزًا لكن حقيقة أن البطل الشاب هو ممثل مبتدئ وغير معروف قد أضعفت من قيمته الفنية. لكن هذا لا ينبغي أن يمنعنا من التركيز على انه اختير ليكون الفيلم الافتتاحي لمهرجان كان بدلًا من أحد أفلام هوليوود، الأمر الذي يحمل الكثير من الدلالات.

الخميس 14 آيار

(ذا اناركيستس) أو (الفوضويون) فيلم من إخراج وتأليف ايلي واغمان، في ثاني تجاربه الإخراجية بعد فيلم "أليا". تدور أحداث الفيلم في نهايات القرن التاسع عشر حول شرطي سري، هو النجم الفرنسي الشاب طاهر رحيم، الذي يحاول اختراق إحدى الحركات التحررية وإرسال تقارير عنها لرؤسائه من أجل الحصول على ترقية لمنصبه.

لكن أثناء تلك المهمة تتعرض قناعاته للتغيير ويبدأ في التعاطف مع تلك المجموعة، لا سيما بتأثير من عشيقة زعيم المجموعة التحررية الممثلة أديل إكساركوبولوس.

ويخضع الشرطي إلى اختبارات عدة حيث يصبح ممزقاً بين واجبه لخدمة عمله وبين علاقته الغرامية.
وعلى الرغم من أن قصة الفيلم وحبكته مميزة إلا أن هناك انتقادًا بارزًا لا يمكن التغاضي عنه وهو أن الفيلم الذي يحمل عنوان "الفوضويون" لا يتضمن الكثير من الفوضى كالثورات والاحتجاجات وغيرها، بل يظهر التحركات المعارضة وكأنها جلسات طعام وتسلية، وهو ما سبب خيبة أمل للنقاد.

الخميس 14 آيار

بين الحين والآخر، يأتي فيلم مختلف يثبت أنه يتميز عن غيره من بقية الأفلام، وهذا ما حدث مع فيلم "حكاية من الحكايات" للمخرج الايطالي ماتيو غاروني، وهو اول فيلم له باللغة الانكليزية والأول أيضًا في عالم الخيال.

"حكاية من الحكايات" يتضمن قصصاً ملتوية من ثلاث حبكات منفصلة، انما في الوقت ذاته مرتبطة بدقة.

استنادًا إلى قصص غيامباتيستا باسيلي، يتحدث الفيلم عن عالم من الوحوش البحرية والغيلان والسحرة. ويروي قصة ملك شهواني أخطأ بالاعتقاد أن صوت العجوز الشمطاء هو صوت فتاة شابة فيبذل قصارى جهده محاولًا أن يثير إعجابها ويجعلها تقع في غرامه. أما القصة الثانية فهي عن ملك يهتم بحيوانه الأليف للغاية ولا يكترث لأمر ابنته التي يريد تزويجها لعملاق طائش.

القصة الثالثة للممثلة سلمى حايك التي تلعب دور ملكة مهووسة ترغب بشدة في إنجاب الأطفال، ما يؤدي إلى فقدانها كل ما تملك. الممثلون في العمل الجديد هم توبي جونز، فنسنت كاسل، وجون رايلي، الذين قدموا عملًا مميزًا ومجهودًا مبهرًا.

الأربعاء 13 آيار

قدم المخرج الأسترالي جورج ميلر الجزء الرابع من فيلمه (ماد ماكس)، وذلك بعد ست وثلاثين سنة من عرض الجزء الأول من الفيلم، والذي شارك في بطولة جزئه الرابع توم هاردي وتشارليز ثيرون.

فيلم (ماد ماكس) هو الرابع في سلسلة Road Warrior/Mad Max التي أخرجها وشارك في كتابتها جورج ميلر، وتدور أحداثه بعد حادث مروع وصل بالكوكب إلى أبعد الحدود، حيث يعيش البشر في الصحراء الشاسعة منقسمين، ليقاتل كل فرد بجنون من أجل الحصول على ضروريات الحياة.

وبينما يطارد ماضيه المضطرب، يؤمن "ماد ماكس" بأن الطريق المثالي للبقاء على قيد الحياة هو في أن يسير وحيدًا. ومع ذلك، يضطر إلى الانخراط مع مجموعة من الهاربين عبر أرض خربة وسط لعبة حرب أشعلها القائد النخبوي فيوريوسا.

ويستمر الابطال في الهروب من المدينة التي يتحكم فيها إيمورتان جو الذي فقد شيئًا لا يمكن تعويضه. مشحونًا بالغضب، يجمع سيد الحرب كل عصابته ويتعقب الثوار بلا أي رحمة، وما يتبعها من حرب على الطريق مفعمة بعوادم الوقود.

ويعود جورج ميلر الحاصل على الأوسكار للسلسلة التي ابتكرها في عام 1979، والتي قام فيها النجم ميل غيبسون بالتعاون مع كل من توم هاردي، شارليز ثيرون ونيكولاس هولت.

الأربعاء 13 آيار

الدليل الأقوى على بدء فعاليات مهرجان كان، هو وصول النجوم تباعًا إلى مطار نيس، وتحديدًا تشارليز ثيرون، وجون ليجند ومايكل اسبل.

المهرجان انطلق في وقت لاحق، وليس مع فيلم من أفلام هوليوود، وإنما مع فيلم الدراما الفرنسي من إخراج ايمانويل بيركو من بطولة السيدة الأولى في السينما الفرنسية كاترين دونوف.