لأول مرة في تاريخه، يبدأ مهرجان كان السينمائي دورته الـ 68 اليوم الأربعاء بعرض فيلم من إخراج امرأة، وهو فيلم "الرأس المرفوعة" للمخرجة إيمانويل بيركو، من بطولة الممثلة الفرنسية كاترين دينوف. وهذا الفيلم يجسد موضوعًا صعبًا للإجرام في وسط المراهقين. ستنتهي عروض المهرجان بفيلم فرنسي آخر عنوانه "الجليد والسماء"، للمخرج لوك جاكيه.
لجنة التحكيم
يترأس الشقيقان حويل وإيثان كوين لجنة تحكيم هذا العام، وهما مخرجان ومنتجان ويكتبان السيناريوهات أيضًا. وانضمت للجنة التحكيم الممثلة الفرنسية سوفي مارسو والممثلة البريطانية سيينا ميلير والمخرج الكندي سافييه دولان والممثل الأميركي جايك جيلينهول والمخرج المكسيكي غيليرمو ديل تورو. وقال ديل تورو الثلاثاء إن هذا المهرجان السينمائي شهد أول أفلامه (كرونوس) في 1993، وهو يتمنى الآن أن يعطي الفرصة للأجيال الجديدة من صناع الأفلام. أضاف: "أشعر بمسؤولية كبيرة لأن مهرجان كان شهد بدايتي السينمائية عندما فاز (كرونوس) بجائزة أسبوع النقاد". وقال دولان، الذي فاز فيلمه "مومي" بجائزة لجنة التحكيم في دورة العام الماضي بالمهرجان: "شرف اي اختياري ضمن لجنة التحكيم في سن 26، وهذا سيساعده في مشروعه المقبل". وأضاف دولان: "شعور طيب، إنه الجانب الآخر من المرآة، وهو مثير للغاية، ولم أعتقد بأن هذا سيحدث في وقت مبكر من حياتي، لذلك فالأمر ملهم للغاية، وسنرى. ولا أتصور أن هناك أعداد للفيلم الذي أنا على وشك الشروع فيه أفضل من مشاهدة 25 فيلمًا."
فيلمان عربيان
وللعرب حضورهم في "كان" هذا العام بفيلمين قصيرين في المسابقة الرسمية، الأول فيلم صور متحركة بعنوان "موج 98" للمخرج اللبناني إيلي داغر، كتابةً وإخراجًا، مدته 14 دقيقة، من انتاج قطري لبناني يروي قصة طالب في المدرسة يدعى عمر ويعيش في الضاحية الشمالية لبيروت ويعاني في محيطه الإجتماعي. وذات غروب على شرفة مطلّة على المدينة، يلاحظ عمر شيئًا غريبًا يشبه حيوانًا ذهبي اللون يجذبه ويرشده لاكتشاف جزء مميز من مدينته. أما الفيلم العربي الثاني فيحمل عنوان "السلام عليك يا مريم" للفلسطيني باسل خليل، وهو من أب فلسطيني وأم إنجليزية. يتطرق الفيلم إلى الاضطراب الذي يدخل حياة خمس راهبات بعد وصول عائلة مستوطنين إسرائيليين إلى ديرهن في صحراء الضفة الغربية. وقد تتأجل مشاركة التونسي عبد اللطيف كشيش، بسبب عدم إنتهائه من تصوير فيلمه "الجرح الحقيقي".
خارج المسابقة
وتحرص كبريات الاستديوهات الأميركية على أن تقدم عروضها خارج المسابقة الرسمية للمهرجان حتى لا تضع أفلامها تحت ضغط حضور النقاد والصحافيين. فقد أكد بيان للجنة المنظمة لمهرجان كان أن عدد النقاد والسينمائيين والإعلاميين تجاوز العشرة آلاف، ما يعني كثيرًا من الضغط خصوصا إذا كان العمل فاشلًا. أمام ذلك التوجه، وأمام رغبة اللجنة المنظمة للمهرجان بقيادة المدير الفني تيري فريمو، تم التوصل إلى صيغة يتم من خلالها عرض الأفلام ضخمة الإنتاج في إطار تظاهرتين، الأولى خارج المسابقة الرسمية والثانية في عروض منتصف الليل، وجميع تلك العروض خارج التسابق، ما يبعد عنها النقاد وتكون مفتوحه للجمهور العادي وبحضور كبار نجوم السينما العالمية.
ومن أبرز الأفلام التي سيقدمها المهرجان هذا العام خارج المسابقة الرسمية فيلم "رجل خارج السيطرة"، من إخراج وودي آلان، والفيلم الكارتوني "داخل وخارج" من إخراج بات دوكتور، و"الأمير الصغير" من إخراج مارك أوزبورن، و"ماكس المجنون: طريق الغضب" من إخراج جورج ميلر.
وتشهد عروض خارج المسابقة ومنتصف الليل تواجد عدد بارز من النجوم، بينهم هذا العام توم هاردي وشارليز ثيرون ويواكيم فينوكس وجيمى بلاكلى وجيف بريدجيز وماريون كوتيارد ونتالي بورتمان، التي سيعرض لها فيلمها الروائي الأول الذي تقوم بإخراجه تحت عنوان "قصة الحب والظلام" الذي تجري أحداثه إبان تأسيس دولة إسرائيل، والفيلم مأخوذ عن رواية بنفس الاسم للروائي اموس اوز.
التعليقات