كانت لنا جولة مسرحية للمسرح الكردي قطعنا مسافة مابين جبال كردستان ومن مدينة السليمانية قاصدين منتدى المسرح العراقي ومسرح الستين كرسي فرقة مسرح اليوم والمسرح الشعبي في بغداد كم كانت بغداد جميلة ولذيذة رغم طبول الحرب في الثمانينات وبعدها اصبحت بغداد مدينة العتمة وعاصمة الخوف والزفت السياسي والطائفي .كانت رحلتنا مع نشاط مسرحي طلابي لخلق عناصر العرض المسرحي وصقل المواهب الشابة لغرض تأسيس وتأصيل مستقبل مزهر للمسرح الكردي سوف نتوقف عند عرض مسرحية النهر المعدة للمسرح عن قصة الاديب الكردي محمد فريق حسن والعرض بانتوميم أي المسرح& الصامت تمثيل طلبة قسم الاخراج والتمثيل في معهد الفنون الجميلة في السليمانية ومسرحية النهر تتلخص في الحلم وهي تيمة المسرحية وهدفها حلم التخلص من العبودية وولادة حلم جديد وممارسة الحقوق بدون قوانين واستلاب وهم الحلم المستحيل في ظل حكم الظالم ضحاك عاشق الكرسي وقاتل الاطفال رغم إننا شعب يحب معبودته ولكنه يكره العبودية . فضاء الزمان والمكان في مسرحية روبار الكردية أي النهر هو فضاء العرض الذي يبنى على الرمز والاسقاط بدآ من المشهد الاول باستهلال إمرأة وهي في حالة إجهاض ومخاض تضع وليدآ تحت شجرة يابسة مجردة من الاغصان والفنانة الرائعة الكردية أشتي مجيد

المنهج التمثيلي والرؤية الاخراجية لمسرحية النهر
مشروع العمل طلاب قسم الاخراج والتمثيل كيف نبدأ الاعداد والتدريب للممثل وإختيار المجاميع وقراءة النص المكتوب على شكل قصة وكيف نتصرف لتحويل القصة الى فعل مسرحي حركي ومرئي وبناء سيناريوا بطريقة الدراماتورج من الافضل تقديم العرض بطريقة مسرح البانتوميم التمثيل الصامت لكي نتفادى القيل والقال وتأويلات شيخ قبيلة بني رقيب كل هذه النقاط كانت تلح على ذهني وانا احاول اعداد المسرحية& وابحث عن مشكلة وحكاية& بدأنا الشغل على الجسد والمناجاة الداخلية كيف نعمل ونحن في حالة صمت وتسجيل كل شيئ في مدونة& ذاكرتي كمخرج والتركيز على المزاج عند الشخصية وكذلك المزاج العام للمتلقي واعداد الممثل كجسد وتنمية قوة خياله وملاحظاته وقوة حالة الشعور والمشاركة الروحية وإعداد الممثل وهو في حالة إرتجال صامت والتركيز على الحالات النفسية للشخصيات والمنطق الداخلي لكل التناقضات وكانت المادة الرئيسية لدى المخرج هو توحيد المجاميع في ميزانسين بصري وحركي فيه نوع من المشاهد الدراماتيكية وهم في حالة صراع مع قوة غاشمة عاشقة للجاه والسلطة وعاشقة للكرسي واستلاب حقوق الاخرين هذا هو مضمون مسرحية روبارالنهر .كنا نبحث عن هويتنا المفقودة ومن نحن هذه المجاميع وماذا نريد وماذا نفعل؟ كل هذه التساؤلات ونحن نتحدى السارق الذي سرق منا سر سعادتنا وفرحنا ووجودنا وكانت المجاميع ترقص ولكن مثل رقصة الطير المذبوح من الالم والجميع يبحث وأخيرآ عثرنا على الكنز المفقود وهو عبارة عن كرة أرضية والجميع يحاول وأخيرآ يجدون ضالتهم ويعثرون على الكرة الارضية والجميع يرفع خريطة الكرة الارضية بحثآ عن عنوان مدينة أو وطن مسلوب إختفى من كوكبنا ولكنهم يرقصون فرحآ عندما يجدون العنوان المغتصب ويرفعون الاعلام الحمراء والصفراء وتكتمل عناصر الفرح مع الوان قمصانهم الحمراء وفق تشكيل عالم كرنفالي جميل مع ألوان الاضاءة الخضراء وهي مجرد حالة صرخة في وجه العالم والانسانية عن معاناة هولاء القوم وهم ينشدون للحرية بوجه ظالم إغتصب فرحهم وحريتهم وقد أشاد الناقد العراقي حسب الله يحيى وهو يشاهد العرض وهو يردد ان المخرج عصمان فارس استطاع أن يلوي أيدينا دون أن يشعرنا بالالم اما الفنان عوني كرومي أشاد بفريق العمل وحماسهم وعشفهم لمسرح التغيير يبقى المسرح عبارة عن لعبة فاتنة وجميلة ووسيلة تثقيف ينفذ الى عقول الناس وثقافتهم . ويبقى عنصر النجاح في مسرحية النهر& هو علاقة المجاميع بفضاء المكان رغم ضيقه في بيت قديم منتدى المسرح العراقي وتبقى العلاقة الحميمية مابين فضاء المكان والانسان والبحث عن المكان في هذا العالم الواسع وبمشاركة الجمهور والاداء الرائع للممثلين وسينوغرافيا العرض البسيط وفقر الديكور ولكن نجد ثراء دلالات الاشياء في مفردات العرض المسرحي والرؤية الاخراجية هو مفتاح البحث عن لغة التجريب الجديدة وسرعة الايقاع في تبادل حركة المجاميع والممثلين للبحث عن الوجود الانساني والمكان مع بهجة الفرح والمؤثرات وموسيقى& خرير الماء وجريان النهر وعودة الفلاحين الى بيادرهم وأرضهم وهم فرحين بزراعتها وبداية موسم الحصاد والعامل الى معمله المعلم يكتب بلغته دون قيد أو رقابة كل هذه المشاهد الصامتة لكنها معبرة واستطاع فريق العمل في مسرحية النهرإيصال ماكنا نريد إبرازه من خلال بروفة أو تمرين مسرحي وتفسير عناصر العرض برؤية إخراجية مفادها إيصال رسالة للمتلقي نحن هنا وتبقى رسالة الفنان والمخرج في المسرح كيفية إختيار النص وتأليفه وتوليفه من جديد باستخدام أدواته التشكيلية والفنية وجعلها نابضة& بالحياة تتكلم وتتحرك رغم الصمت وهذا الفن يعتمد على جسد الممثل وحركته كعلامة بصرية تشكل لغة العرض وفق دلالات وعلامات سميولوجيا الجسد عند الممثل وهو قناة مهمة لتوصيل رسالة من خلال بنية النص وتتوقف الحالة على أهمية قراءة جديدة للمخرج لجسد الممثل وفق منظومة دلالية وأهمية وعي المتلقي في قراءة لغة العرض البصري ،هناك أليات مهمة للتحكم بجسد الممثل وتقنيات الاداء وحضوره وتبقى تقنية الجسد وحركته مرتبطة بالواقع الثقافي والاجتماعي وجسد الممثل يتكلم وله خصوصية الخطاب المسرحي ولغة التواصل مع الاخر فعلى سبيل المثال في مسرحية النهر اعتمدنا على لغة الكلام من خلال الجسد من خلال الايماء والايحاء والحركة كوسيلة تعبير إن الاشتغال في الفضاء المسرحي وسط الاشعاع السحري وخصوصية العلاقة مابين المتلقي وهو ينسجم ويتجاوب مع خشبة المسرح ويستقبل الشفرات والكودات في المسرح ليست هناك معايير وقواعد ثابتة وجامدة عندما نتمرن ونكتشف ونجرب في المسرح ولكن هناك متغيرات كثيرة علينا ان نعيش وننسجم مع عناصر العرض المسرحي والتعبير الجسدي هو سمة وواجهة مهمة للتجريب وعنصر مهم لايقل أهمية عن الصوت البشري , وبدون إستراتيجية المسرح نفقد صلة الحوار والتواصل مع المتلقي حاولنا الابتعاد عن الخطابة والصراخ والافتعال والمبالغة في الاداء والحركة وكان هدفنا كسر حالة الجمود في المسرح الكردي التقليدي والمرتبط بالمسرح العراقي التقليدي كنا نطمح عكس معاناة الشعب الكردي وهدفه في الحياة الحرة .عشنا تجربة فريدة رغم الرقابة الايديولوجية والسياسية مع ذلك تطور فن المسرحالكردي في مدينة السليمانية وكان لنا تواصل وحضور ثقافي مع بغداد من حيث الفكر وجماليات الفن المسرحي من أجل القيم الانسانية رغم الحرب وكل الازمات كان لنا وجود على مستوى الفكر والحضور والوجود&

عصمان فارس مخرج وناقد مسرحي السويد