&

على مسرح مديرية الثقافة في مدينة السليمانية شاهدت عرض مسرحية الخال فانيا تأليف الكاتب الروسي أنطوان تشيخوف إعداد واإخراج الفنان كامران رؤوف وتمثيل يونس حمه كاكه ،بيشرو حسين،سركول حسن،سولين دلباك،بهاءالدين حلبجيي،غفور ،بروا نوري. شخصيات تتحرك بايقاع تشيخوف وتعيش الفشل &والخيبة وأمل التغيير ضعيف لما فات من العمر ويبقى الخال فانيا هو محور سيميائية عنوان مسرحيتنا أكثر إصابة بخيبة الامل وهو يتململ ويتأسف لما فات وسرقت أحلامه والفرحة منه يحتسي الخمر لكي ينسى همومه لكنه سريع البكاء الجميع يعيشون بقلق وحالة الخوف من المجهول بسبب حالة الافلاس ربما تتعرض أحلامهم للضياع بسبب بيع الملكية والعزبة والبيت المأوى الوحيد للجميع كما تتعرض أوطان لهزات من سونامي الافلاس ويتعرض الشعب الى طشاري للبحث عن مأوى أمن .المرض يهدد البوفيسور سيربيرياكوف البيت الريفي الجميل مابين الخال فانيا ومسرحية بستان الكرز كما إستطاع المخرج كامران رؤوف في توليفها في البداية نشهد أجواء رعد وبرق ربما يأتي مطر الخير أم هو مطر صيفي لايبلل الجميع بيت تسوده الفوضى رجل مريض والجميع يطلب حضور الطبيب أستروف وقلق زوجته الشابة هيلينا وإبنته من زوجته الاولى صونيا وخالها فانيا المكان يوجد فيه بئر ماء ومجموعة أغصان أشجار غير وارقة مجرد أغصان جرداء مثل الشخصيات المتدلية الرأس وفي زاوية يجلس عازف موسيقي يعزف على ألة الجلو يترجم مشاعر الشخصيات ربما يوحي للمكان وبيئته الكئيبة والحزينة &وقلق الشخصيات حتى الطبيب المعالج أستروف يعيش حالة الارباك وهو يحاول الالتفاف على هيلينا زوجة المريض وكذلك صونيا عاشقة من طرف واحد والخال فانيا المحبط وهو مدمن على الشرب لكي ينسى ندمه في خسارة كعكته الجميلة والصغيرة هيلينا سيميائية المكان يخرج منه دخان الحزن والخيبة على مافات دون تحقيق الاماني بسبب الخدلان وأنانية الرجل المريض سيربيرياكوف . إستطاع المخرج والمعد بتوليف نص مسرحتين الخال فانيا ومسرحية بستان الكرزبحضور لوباخن الدلال وبحضور الخادم وتجسيد كل المنعطفات وحالة الحزن والفراغ والانانية وكنا أحيانآ نعيش أجواء المناخ التشيخوفي والايقاع البطييئ لشخصياته ونحس معهم بالعزلة والضياع &وخيبة الامل وفقدان الاشياء &الثمينة من حياة شخصياته ربما تحول المكان الى مكان داكن ومظلم حسب توزيع ألوان الاظاءة من الجلاتين على ضوء معاناة شخصياته والخلاف مع نص المسرحية ووصف تشيخوف من شروق الشمس وأجوائه الصيفية وأجواءالطبيعة الخضراء ربما إمتزج جو المكان مع شعور الشخصيات بالحزن والفشل ويبقى سحر شخصية الخال فانيا &وتمثيل يونس حمه كاكه المتقنة والمتزنة والمقنعة لغة وتعبيرآ وصدقآ&
وتمثيل شخصية صونيا الفتاة الجميلة والبريئة وهي كحمامة سلام وسط هذا المكان والصراع ومراعاة ومواساة خالها المسكين وهو يبكي وتقف الى جانبه والوقوف مع أبيها المريض وتبقى الثيمة الرئيسية في دمج مسرحيتين الخال فانيا ومسرحية بستان الكرز هو الشعور بالخيبة والفشل بسبب وجود ملك وبيت صاحبه يتصرف بأنانية اوقد يبيع البيت والملك أو البستان ويتحول الجميع بدون مأوى تبقى ملاحظة المكان في مسرحية كاميران روؤف لم أجد أجواء الريف والطقس المقصود والشمس &المشرقة بدأنا بالرعد والبرق وهنات الرجل العجوز المريض وهو البطل الرئيسي مع الخال فانيا بطل عنوان مسرحية تشيخوف العاطل عن العمل والذي أمضى حياته في السراب ربما خسر الكثير من أحلامه تنتهي المسرحية بحضور لوباخن الدلال لشراء الملك وقد فوجئت بأداء الممثل بروا نوري الجميل وحضوره أدى الشخصية بكل إتقان وذكاء كان مقنعآ وموفقآ في إقناع المتلقي وكذلك الممثل الخادم بهاء حلبجيي رغم قصر دوره كان أداؤه وحركاته &جميلة وشخصية سربيرياكوف المريض الممثل غفور عبدالله كان موفق ومقنع في تجسيد الشخصية والممثلة سولين دلباك حضورها جميل وظلها خفيف على خشبة المسرح أما شخصية الطبيب استروف كان أداء الممثل بيشرو حسين موفق ومقنع جميل وخلاب في تجسيد الشخصية والممثلة سولين دلباك حضورها جميل وظلها خفيف على خشبة المسرح &وفي الختام أوجه تحية حب لزميلي الفنان المخرج والمعدْ كامران رؤوف ولكل الممثلين والفنيين وأخص منهم تنفيد الانارة والسينوغراف وكل &العاملين&
&
مسرحية الخال فانيا تشكل الجوهر الروحي للحاضر
في مسرحية الخال فانيا عشنا التراجيديا الهادئة ولكن تبقى التيمة الرئيسية هو الشعور بخيبة الامل وهل ممكن أن نعيد الماضي وأمجاده إستطاع المخرج والمعد كامران رؤوف من توليف مسرحيتين للكاتب الروسي أنطوان تشيخوف الخال فانيا ومسرحية بستان الكرز قد يبدو للبعض إنها طريقة صعبة وفكرة عادية لكنها سهلة لمخرج له دراية واسعة لكونه يدرك مغزى وجود الانسان وطريقة حياته وتصرفه في مسرحيات تشيخوف وجميع الاحداث تدور في الريف في كل مسرحياته الطويلة وكل شخصياته تعيش في الة إحباط وضياع والخوف من المجهول بسبب سلوك الانسان وأنانيته أو ربما بسبب الافلاس وإستحضار شخصية لوباخن الجشع من مسرجية بستان الكرز وكذلك الخادم وتواجدهم في بيت المريض سربيرياكوف وإكتمل محور الشر والقلق لكل من الخال فانيا وصونيا &وكل شيئ معرض للبيع وفق المزاد العلني ومتى يستريح الخال فانيا وه يذرف الدموع على ماوصل الحال ربما اراد المؤلف تشيخوف وكذلك المخرج أن يوحي ويركز على زوال طبقة معينة وظهور طبقة النبلاء وهي تتحكم بمفاتيح الحياة من الناحية الاقتصادية وتوسيع عملية المتاجرة البيع والشراء وجود شخصية لوباخن سبب الصداع للجميع وخاصة الخال فانيا وصونيا وكذلك الخادم أما الرجل المريض سربيرياكوف يبيع كل شيئ لايهمه سوى كسب المال وهكذا تنتهي الاحداث يقف لوباخنفي موقع مرتفع أما بقية الشخصيات في الاسفل ضاع كل شيئ مسكين فانيا وكان المخرج كامران رؤوف موفقآ في الربط بين شخصيات الخال فانيا ومسرحية بستان الكرز لوجود وشائج وتيمات مشتركة مابين المسرحتين ومشاعر مشتركة بين الشخصيات أنانية وجشع لوباخن تلتقي مع انانية وجشع المريض سربيرياكوف أما وجود الموسيقي وعازف الجلو تجدها في كل مسرحيات تشيخوف وجود ألة موسيقية مثل البيانوا ووجود البيت أو البستان أو الضيعة إستطاع المخرج كامران رؤوف صياغة دراماتورج وقد فعل ذلك في كثير من مسرحياته وتبقى كل الشخصيات في مسرحيات تشيخوف متعلقة باالمكان ولا تنفصل عنه وتشكل مأسيها &والماضي يلقي بظلاله على الحاضر ربما المستقبل وقد شاهدنا أحداث تدور بكل هدوء ولكن هناك علامات لحصول إنفجار كثيف في أعماق الشخصيات وخاصة الخال فانيا وكنا نلمس ذلك من حوار الشخصيات المنولوج وعملية التواصل مفقودة مابين الشخصيات تجد التفاهم والانسجام مابين الخال فانيا وإبنة أخته صونيا، وتصوير الشخصية يظهر ويبرز من خلال إنطباعات الاخرين إستطاع المخرج كامران من تفكيك الاحداث ورسم لوحة جديدة للحياة الانسانية وذلك من خلال حضور لوباخن من مسرحية بستان الكرز للتعبير عن الطموحات والتي &تنتهي بفشل فانيا وزيادة معاناته وألمه وحزنه ربما إستطاع المخرج &كتابة نص مسرحي أخر بطريقة دراما تورجية بخطوط وبصمات معينة ومحددة وتوظيف مميز إلى الاضاءة والموسيقى وتداخلها مع أصوات الممثلين وبتواجد عازف الجلو والسنوغرافيا وتصميم المنظر المسرحي وإستخدام التقنيات الحديثة ويبقى الخال فانيا محور العرض المسرحي إستطاع المخرج ترجمة هذه المادة الثرية في مسرحيتين وتحويلها الى ألوان وأصوات وتقديم عرض قوي ومؤثر عل مدى ٩٠ دقيقة وإظهار الفشل والضياع والندم أما الاداء التمثيلي يبقى الممثل يونس حمه كاكه وهو يجسد الخال فانيا ممثل قدير وناضج يمتلك كل مقومات النجاح لممثل محترف وله &باع &طويل في التمثيل على خشبة المسرح &ومن خلال الشاشة &والدراما التلفزيونية وكذلك الممثلة سركول حسين أدت شخصية صونيا كانت تضيف نوع من السحر في حركاتها وحواراتها الهادئة ويبقى التشكيل السينوغرافي كان متميز بالعديد من الرؤى ولها علاقة بطبيعة الظل والضوء والتكوينات اللونية وفي إنتقال سريع عبر الضوء أخدنا المخرج بحضورلوباخن وهو يقف في موقع القوة. وفي هذه المسرحية الخال فانيا وفي كل مسرحياته الطويلة يدعوا تشيخوف الى تجريد الجوانب الذهنية والتركيزعلى جوانب مفعمة بالعاطفة والخيال وكان يختلف مع من يقدم مسرحياته بطريقة لايرضى عنها ويختلف مع النقاد ولا يحبهم ويعتبرهم مثل الذباب الذي يقع على ذيل الخيل فحضور لوباخن في بستان الكرز هو التيمة الرئيسية وفكرة إنهيار أرستقرطية ملاك الاراضي في زمن كانت حياة المجتمع الروسي مسرفة بالعواطف والتي كانت تحطم قدرته على العمل الايجابي المنقذ لذلك ركز &تشيخوف على الجوانب النفسية والتي يسميها النقاد إجهاض الارادة &لذلك إنصب إهتمامه على الحياة الداخلية وعلاقته بعالم يشعر فيه بالغربة والاحباط ورغم عنوان مسرحيته لكن تبقى البطولة غير فردية وإنما بطولة جماعية وفق العلاقات المتشابكة فكل شخصية له عالم خاص وقصة خاصة وهي مصدر إحباطه وهناك محاولات للقتل في نهاية كل &مسرحيات تشيخوف ووجود الزوج والزوجة والعشيقة وبداية للعلاقات السيكولوجية المعقدة تشكل حالة الاحباط والضياع في تحقيق الذاث والشخصيات تعيش في جيوب وكانتونات شبه معزولة بعضها عن البعض وأكثر الحوارات فيها إشارة الى الطقس والشاي والفودكا وفي مسرحية الخال فانيا كان لحضور الخادم بهاء حلبجيي له دور مهم وليس في ذيل قائمة الاسماء وتبقى العلاقة بين الشخصيات والاشباح التشيخوفية من خلال الحوارات تبرز أفعالهم ودوافع كل شخصية لماذا يكتئبون ويتعذبون ويخطئون الهدف مثل الخال فانيا وهذه الكأبة &التشيخوفية ربما هي كأبة كونية ولكن كأبة الحياة العادية ساحرة وماسر هذه المسرحية التي يحلق فيها الحزن وضياع المستقبل الاجابة لدينا ولدى المخرج المبدع كامران رؤوف وفريق العمل
&
عصمان فارس مخرج وناقد مسرحي.