&الدوحة: ستتحدث النجمة العالمية ميغ رايان التي تخوض تجربتها الإخراجية الأولى في فيلمها "إيثاكا" (الولايات المتحدة) لحكام مهرجان أجيال السينمائي الرابع، كما ستحضر العرض العالمي الأول لفيلمها في العاصمة القطرية الدوحة.&

وسيقدم مهرجان أجيال السينمائي عرضاً خاصاً للتجربة الإخراجية الأولى للنجمة ميغ رايان بفيلم "إيثاكا"، ومن خلاله تسعى الفنانة الشهيرة إلى إثبات نفسها كروائية ماهرة في أول تجربة إخراجية لها. الفيلم مقتبس من رواية "الكوميديا الإنسانية" للكاتب ويليام سارويان، ويروي قصة ساعي بريد شاب في قرية إيثاكا الصغيرة في الولايات المتحدة الأميركية إبان الحرب العالمية الثانية، يتولى نقل الرسائل التي تحمل أخبار مقتل العديد من الشباب في ساحة المعركة.&
ومن خلال الأداء التمثيلي المتميز وعبر اللمسة الإخراجية الاحترافية للفنانة ميغ رايان، تتمكن أسرة صغيرة تعيش في أميركا في فترة الأربعينيات من أن ترفع صوتها برفض صريح وحاسم لعالم يئن تحت وطأة الصراع والحرب. تؤدي رايان دوراً صغيراً ولكن مؤثراً في الفيلم إلى جانب شريكها الدائم النجم توم هانكس بدور زوجها، بينما يتألق سام شيبرد بدور مشغل التلغراف القديم.
&
الفائزون في "صنع في قطر"
أعلن خلال مهرجان "أجيال السينمائي" في دورته الرابعة عن فوز فيلم "كشته" للمخرجة الجوهرة آل ثاني، بجائزة أفضل فيلم روائي، وفيلم "عامر أسطورة الخيل العربية" لجاسم الرميحي بجائزة أفضل فيلم وثائقي، وذلك ضمن قسم "صنع في قطر". كما حصل الفيلمان "الجوهرة" لنورة السبيعي و"أكثر من يومين" لأحمد عبد الناصر على جوائز تقديرية من لجنة التحكيم.
وفيلم "كشته" للمخرجة الجوهرة آل ثاني من إنتاج "فيلم هاوس" في الدوحة، وهو فيلمها الروائي الأول، وقد حصل على دعم وتمويل من برنامج المنح بمؤسسة الدوحة للأفلام. تدور أحداث الفيلم في الصحراء العربية، ويروي قصة شقيقين يؤدي شجارهما غير الضروري إلى كارثة مفاجئة في الصحراء. إنها قصة عن المراهقة والبلوغ ورسالة للتسامح والروابط الأسرية ويؤكد الفيلم على رؤية المخرجة في صنع فيلم لا تساوم فيه أبداً على جودة الإنتاج. وتبلغ قيمة الجائزة المقدمة من مهرجان أجيال للفائزة 5000 دولار أميركي، وقد اختير الفيلم في المسابقة في مهرجان دبي السينمائي الدولي.
أما فيلما "عامر أسطورة الخيل العربية" و"الجوهرة" فحصلا على منح من صندوق الفيلم القطري وهي مبادرة أطلقتها مؤسسة الدوحة للأفلام عام 2015 لدعم صناع الأفلام القطريين. يروي "عامر: أسطورة الخيل العربية" قصة جواد عربي أصيل يسابق كالريح ويشكل ظاهرة بين عشاق الخيول في المنطقة، قُدّم هدية للشيخ خليفة ومن بعده إلى أمير دولة قطر في تسعينيات القرن الماضي. يقدم الرميحي وثائقياً آسراً من خلال بحث عميق في تاريخ هذا الجواد، يتخلله الحديث مع عدد من الأشخاص الذين أثرت قصة عامر فيهم، ويقول الرميحي بأن القصة تدور حول عامر بقدر ما تدور عن الأشخاص الذين تأثروا بعامر.
ويعود جاسم الرميحي للفوز من جديد بعدما فاز فيلمه الوثائقي "شجرة النخيل" بجائزة أفضل فيلم وثائقي في القسم نفسه في العام الماضي.
أما المخرجة نورة السبيعي فتستند في قصة فيلمها "الجوهرة" إلى عناصر مألوفة من قصة سندريلا المعروفة، وتعيد تقديمها بطريقة معاصرة فكسبت تقدير لجنة التحكيم التي وصفت الفيلم "حيوي ومرح ويحمل سندريلا إلى عالم جديد كلياً".
&ويدور فيلم "أكثر من يومين" لأحمد عبد الناصر، حول مدى صعوبة الحديث والبوح عن الصدمة العاطفية والجسدية، &وحظي بتقدير لجنة التحكيم لتميز أسلوب السرد القصصي. وقد حصل الفيلم على دعم قسم التدريب والتطوير في مؤسسة الدوحة للأفلام.
وحول هذه النتيجة رأى رئيس لجنة التحكيم في قسم "صنع في قطر" المصور الفوتوغرافي وصانع الأفلام القطري خليفة العبيدلي، أن الأفلام الفائزة "عكست درجة عالية من الجمال البصري وقيم الإنتاج والتمثيل البارع، بالإضافة إلى البحث العميق الذي تميزت به".
يشار إلى أن مجموعة من أفلام "صنع في قطر" تعرض في مهرحانات دولية سينمائية من ضمنها "كليرمونت فيراند"، ركن الأفلام القصيرة في مهرجان كان السينمائي، مهرجان بيرلينالي، مهرجان دبي السينمائي الدولي، مهرجان جيفوني السينمائي ومهرجان سراييفو السينمائي وغيرهم.
&
التبادل الثقافي
وعن دور مهرجان أجيال السينمائي الرابع في نشر قيم التبادل الثقافي بين صناع الأفلام في مختلف أرجاء العالم، قال مخرج &فيلم "مقاطعة" غوران رادوفانيتش والذي عرض فيلمه في المهرجان:"هي تجربة فريدة لنا للحضور والمشاركة في هذا الجزء من العالم. فنحن لا نتمتع بتبادل ثقافي كبير بين المنطقتين وشكل "أجيال" فرصة مهمة ورائعة لهذا الأمر. لقد تأثر الناس كثيراً هنا عندما شاهدوا الفيلم وكانت مشاركة كبيرة وواسعة في الحلقة النقاشية التي جرت بعد العرض".
ويشكل الفيلم الترشيح الرسمي لصربيا إلى جوائز الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية، وهو يتناول رؤية الأمل في العالم حيث يتمتع فتى برؤية تتخطى الكراهية. وعن هذا يقول المخرج "شهدت منطقة البلقان الكثير من الحروب ولم تحل أي منها المشكلة المتمثلة في الكراهية. لا يزال البلقان يعاني من الكراهية المستشرية. لهذا أردت أن أنظر إلى الحرب الأخيرة في البلقان وأن نتخلص من الكراهية للنظر إلى المستقبل والتفاؤل وأن ننشر ثقافة الفهم المبتادل بيننا".
وأشار إلى أن الفيلم يرتكز إلى براءة الطفولة "قبل أن يكبروا ويتأثروا بالكبار. الأولاد في الفيلم يحملون فكرة الحقيقة والأمل".
من جانبه قال باباك أنفاري مخرج فيلم "في الظل" (إيران، المملكة المتحدة، الأردن، قطر) والذي يمثل المملكة المتحدة في جوائز الأوسكار هذا العام :"أقدر مؤسسة الدوحة للأفلام على دعمها لفيلمي من البداية. وأنا سعيد للغاية بالحضور إلى المهرجان الرائع. فلقاء الأطفال من مختلف أرجاء العالم أمر مهم ومميز للغاية". وأضاف :"أردت بأن أقدم قصة صادقة لكن مهمة صانع الأفلام ليست إخبار الناس كيفية تفسيرهم للفيلم. كل مشاهد يفسر الفيلم ويفهمه حسب رؤيته الخاصة. فأنا استلهمت الفكرة من تجربتي الخاصة خلال طفولتي، وصحيح أنه عمل روائي لكنه ينبع من تجربة خاصة. لقد كانت تلك الأيام قاتمة ومتوترة فلا يوجد ما يسر أبداً في الحروب. إذا سألت الإيرانيين الذين عاشوا تلك الفترة فأنا أكيد أنهم سيخبروك القصة نفسها."
بدورها قالت الممثلة نرجس رشيدي بطلة فيلم "في الظل": من خلال الفيلم أردت أن أظهر الشخصية قدر المستطاع. عندما قرأت السيناريو أحببت كيفية التعقيد فيه. كوني ممثلة، وألعب الدور الرئيسي وهذا نادر الحدوث في العالم، لكنها كانت هدية كبيرة. الشخصية التي أؤديها هي امرأة قوية جداً وهو ما دفعني أن أقبل الدور وأحبه. تركت إيران عندما كنت طفلة ولكني أعشق السينما الإيرانية وأود أن أقدم القصص الجيدة بطريقة فريدة".
أما وتو بيل مخرج فيلم "صائدة النسور" الذي افتتح مهرجان أجيال السينمائي فتحدث عن التحضيرات التي سبقت تصوير الفيلم الوثائقي. وقال "حافظت على أصالة الفيلم بالصبر والتأني. إنه فن صناعة الأفلام الوثائقية الذي يتطلب الكثير من الوقت. كان هناك مشاهد مميزة منها مشاهد النسر ومهرجان الصيد والشتاء. وكانت هناك أوقاتاً هادئة تعرفنا خلالها كيف يأكلون ومن أين يحصلون على الماء وماذا يفعلون في المدارس."
كما تطرق إلى الصعوبات التي واجهها خلال التصوير خصوصاً في لقطة النهاية حيث كانت درجة الحرارة 50 تحت الصفر ما أدى إلى تصوير المقطع النهائي على مدار 22 يوماً بدلاً من 5 أيام كما كان مقرراً".
&
مخرجون عرب
وقد عرض عدد كبير من المخرجين العرب أفلامهم في مهرجان أجيال السينمائي الرابع، وقال إيلي داغر مخرج فيلم "موج 98" (لبنان) الذي عرض فيلمه في مسابقة الأفلام القصيرة في قسم بدر:"من النادر أن تحظى بهذه الفرصة للتفاعل مع الحكام، وهنا في أجيال، اللقاء مع الحكام الصغار والشباب مهم للغاية لي كصانع أفلام لفهم أفكارهم وآرائهم". وقد حصل هذا الفيلم على منحة من مؤسسة الدوحة للأفلام وفاز بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي تقديراً للعلاقة المركبة التي أظهرها لأهالي بيروت مع مدينتهم اليوم.
من جهتها رأت فايزة أمبح مخرجة فيلم "مريم" (فرنسا، قطر، السعودية) "لقد تفاعل الحكام جيداً مع الفيلم وكانوا يصفقون ويضحكون". ويدور الفيلم حول مريم التي يجب أن تتخذ قراراً بخلع الحجاب أو الإبقاء عليه إثر قرار السلطات الفرنسية منع الحجاب في المدارس الحكومية، وهو يدعم شعار المهرجان في تمكين النساء والتغيير الإيجابي، ويخلق رابطاً عاطفياً مع الجمهور وفق رأي المخرجة التي رأت أنه "كان من الضروري صنع هذا الفيلم، فلا أحد يسرد قصصنا العربية. لدينا صوت وعندما نملك الفرصة يجب أن نخبر قصصنا".&
وتقول المخرجة أن الفيلم ساعدها على تغيير المفاهيم عن المسلمين وأكد على رسالة تمكين النساء عن الحرية لاتخاذ القرار.
وبدوره عبّر صانع الأفلام السعودي محمد سلمان عن تفاجئه بآراء حكام أجيال عند عرض فيلمه "أصفر" (السعودية) ويدور حول العلاقات الشخصية الطويلة الأجل بين سائقي التاكسي في الدمام وسياراتهم. وأضاف :"لقد قدّم المهرجان الفيلم إلى جمهور أوسع. والحكام طرحوا أسئلة عن الفيلم تعكس مدى العلاقة التي تربطهم به. وفي الواقع أن حضوري في أجيال ساعدني على التواصل مع مجموعة أكبر من الناس في هذا القطاع".
ويعد "أجيال" المهرجان الثالث الذي يعرض فيه المخرج فيلمه، وأضاف محمد بأنه لطالما حلم بأن يصبح صانع أفلام. وبدأ بتصوير فيلمه "أصفر" عندما بدأ بسؤال نفسه منذ وقت طويل : "لماذا يحافظ سائقو التاكسي على سياراتهم الصفراء على الرغم من أنها تصبح قديمة وغير صالحة للاستخدام؟ دفعني هذا الأمر لأتعمق في الموضوع أكثر".
أما المخرج باسل خليل الذي عرض فيلمه "السلام عليك يا مريم" في مهرجان أجيال ورشح لجوائز الأوسكار، أن مؤسسة الدوحة للأفلام تستثمر في مرحلتي التطوير وما بعد الإنتاج وهي الجوانب التي لا تهتم فيها وكالات التمويل الأخرى والمهرجانات". وقد حصل فيلمه السابق "غزة نهاية الأسبوع" على منحة من مؤسسة الدوحة للأفلام.
وأضاف: "السلام عليك يا مريم" كان على وشك ألا يصنع ورفض لأنه يتضمن كوميديا. لكن الكوميديا ليست شيئاً سهلاً وربما لا يفهم الناس لماذا لا يتكلم فيلم فلسطيني عن التعاسة والحزن. وكان التحدي الأكبر جمع الأموال اللازمة للفيلم ولكني استثمرت الوقت في مراجعة النص. فالعودة إلى النص بين وقت وآخر تمنحك أفكاراً أخرى".
&
الحفل الختامي
يذكر أن مهرجان أجيال السينمائي يواصل فعالياته ،حيث ستعلن النتائج اليوم الإثنين مع مراسم السجادة الحمراء لفيلم الختام "السلحفاة الحمراء" (فرنسا، اليابان) للمخرج الهولندي الفائز بعدة جوائز ميخائيل دودوك دي فيت. ويقدم الفيلم الصامت موسيقى ساحرة للمؤلف الموسيقي العالمي لورنت بيريز ديل مار ويحكي قصة رائعة تنقلها مجموعة من الصور المتحركة التي تجسد الإحساس العميق بواحدة من الأساطير المعروفة.
وسيعلن خلال الحفل الختامي عن الفائزين في مسابقة أجيال في فئاتها الثلاث وهي محاق وهلال وبدر، والتي اختارها أكثر من 550 حكم سينمائي من الصغار والشباب.
&