&


1.

عندما يُدَاهَمُ قبري ثانيةً؛
ليُطوَى فِي جوفِهِ
نزيلٌ آخر
& & (فالقُبورُ صَارتْ أفرِشةً
& & بطائنُها مِن عُهرٍ،
& & تحتفي بزُمَرِ العَابرين)

عندما يتفرَّسُ نابشُ القبرِ،
فِي سُوَارٍ مِن الشَّعرِ الوَهيج
& & يُحيقُ بعظمةِ زَندي

أيأبى حينها
& & أن يدعنا لخلوتِنا
مُتفكِّرًا
أنه هاهنا يرقدُ عاشقان
جَعَلا مِن خُصلةِ الشَّعرِ
حِيلةً تُمكِّنُ رُوحيهما
مِن أن يلتقيا&
& & يومَ الصَّيحةِ والحَشرِ المَهيب
ويتلكّآ عَن اجتيازِ
& & الصِّراطِ المَخوفِ الرَّهيف
ويتلبَّثا هاهنا بُرهةً؛
& & ليختلسا عِناقًا وجيزًا؟

2.

إن حدثَ هذا فِي زمنٍ
& & يَحكمُهُ نُسْكٌ فاجِر
أو فِي أرضٍ تغمرُها
& & أبخرةٌ من وَرعٍ ماجِن
فحتمًا سيهرولُ بعظامِنا
نابشُ القبرِ
إلى المَلكِ الفقيه؛
& & ليجعلَ مِنَّا رُفاتًا مقدسة
&
ستصبحينَ مريمَ المَجدلية،
ولربما أصيرُ
& & شهيدًا مِن كتبةِ الوحي
وكلُّ النساءِ
سيتضرَّعنَ إلينا خاشعات
& & وبعضُ الرجالِ سيتشفَّعونَ بِنَا&

ها أنذا أكتبُ قصيدتي هذي
لذاك العَهدِ البليد
حيث جميعُ البشرِ
& & لا يلتمسونَ إلا المعجزاتِ؛
كي يعلموا أيةَ معجزةٍ
اجترحناها
كعاشقينِ مُبرَّأينِ
& & مِن كلِّ رِجسٍ ودنس

3.

في البَدءِ تمازجنا هُيامًا
& & لا نُدركُ لشغفِنا عِلةً ولا غاية
لا نعرفُ عن تباين أجسادِنا
& & أكثرَ مما يعرفُهُ ملائكةٌ أطهار

مُصَادفةً
كانت شفاهُنا تتراشفُ
& & في لِقاءٍ أو فِراق؛
قبلاتُنا لم تكُن خبزًا يُتخِمُنا
ولا خمرًا يُغشِّينا

لم تَمْسَسْ أيدينا أختامًا
منحتها الفِطرةُ إعتاقًا مَكلومًا
& & مقروحًا مِن سقوطٍ قديم

ها هي المعجزاتُ التي اجترحناها
لكن وا أسفاه تضيقُ العِبارةُ
& & وتصيرُ كلُّ اللغاتِ بَكماء،
حينَ أُحاولُ جاهدًا
أن أقُصَّ نبأَ آيتِنا عليهم
& & وأُبلِغَهم أيةَ معجزةٍ كانت
&