لا يزال جالسا على تلة بيضاء
تكسوها ثلوج الشتاء
ينتحب بصمت أليم
ثم يعوي كالذئاب 
شيخ الشيروكي مكلوم الكبرياء
يا لقرب الأمس من غد
وتغير الأحوال بين أمس وغد
لا زال تاج الريش على رأسه 
مدجج بالرماح والتمائم
زعيم الهنود الحمر
صار رجاله رمادا
ونساؤه إماء
حين هاجمهم رعاة البقر
وأحرقوا الأرض والفضاء 
لملم الجماجم وخبأها في لحف الجبل
لعلهم يبعثون من كثرة الدعاء
يفتقدهم جميعا 
ربما
لكنه يفتقد مجده وصولجانه 
من الذي سيسجد له 
من الذي سيفهمه
من الذي سيستخرج منه النبوءة والمكرمات
لو أنه لم يختبئ
لمات معهم واستراح 
يعيش على الذكريات 
هناك ظفروا براعي بقر وصلبوه 
هناك ظفروا بزعيم قبيلة مجاورة وأحرقوه
كان يرسل الصقور صباحا
فتعود في المساء بصيد سمين 
كان يملأ القوارير ماء مقدسا
فيبرأ السقيم ويتئم العقيم
ويمسحون وجوههم من تراب خطاه 
كانت الصبايا يتكسرن أمامه
لعله يختار واحدة 
إذا لمعت لها عيناه 
زعيم الشيروكي باركته السماء 
ومنتحته أطايب الحياة 
وكل ما طالت يداه 
ملهم هو وصفي الاله
كانت ساعة الأحداث في معصمه 
ومجس السلام في عيينيه ومبسمه 
وكل شيء مختصر في اسمه
آه من وجع الذكريات 
وندم على ما فات 
وخوف مما هو آت 
كل مجده صار هباء
يردد بقية عمره 
تبا لطول العمر على هامش البقاء 
كان لا يحفل بهمومهم
ولا يتذكر أسماءهم 
ويعتاش على طبيتهم 
رحلوا وتركوه في العراء 
رأسا بلا جسد
صنما بلا حياة