& في بادرة مميزة ،احتفى الفنانون التشكييليون العراقيون بالطبيعة العراقية ،في معرض يعد الاول من نوعه بهذا المستوى وبهذه المشاركة الواسعة التي نالت اعجابا كبيرا من قبل الفنانين والاعلاميين وسواهم من المتلقين .
& &اقامت جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين على قاعتها في حي المنصور ببغداد معرضاً فنيا حمل عنوان ( تضاريس ملونة.. معرض الطبيعة العراقية) شارك فيه ٧٠ فنان تشكيليا بـ ٧٥ لوحة فنية مختلفة الاحجام اهتمت بشكل واضح بجمال الطبيعة العراقية في تباينها بمناطق العراق فجاءت اللوحات باذخة في الوانها البهيجة وافكارها التي كانت تبث البهجة من خلال هذه العودة المميزة للطبيعة التي كشفت الكثير من الزهو والجمال الذي تتمتع به الطبيعة العراقية &التي تتعرض في العديد من مفاصلها الى الضرر والاهمال ،فكان المعرض خطابا بصريا استثنائيا بكل ما فيه حيث تنافست الالوان فيما بينها وهي تنهل من تضاريس الارض العراقية وتعبر بشغف عما يجيش في اعماق تلك الطبيعة وتظهره مفعما بالحياة وقدرة هذه الطبيعة ان تكون مزارات سياحية .
ويعد هذا المعرض الأول من نوعه الذي يوحد بين تضاريس العراق وطبيعته من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب .
&
دعوة للحياة&
وقد اكدرئيس جمعية الفنانين التشكيليين الفنان قاسم سبتي ان المعرض يمثل دعوة للحياة ودعوة الى ان يكون العراق موحداً بتضاريسه اولاً واخيراً ،وقال :الهدف من المعرض هو من اجل فتح منطقة بالرسم كانت مخبوءة بسبب سيادة الاعتقاد الخاطئ بانتهاء الفن الواقعي، من هنا أخذت الجمعية على عاتقها إعادة تفعيل جزء من تاريخ الفنانين الرواد في هذه المنطقة بالذات.
واضاف: تمت دعوة الفنانين التشكيليين العراقيين للاشتراك في معرض للطبيعة العراقية، فجاءت استجابتهم مميزة فعلا ، وليست هناك تقاليد ان تجتمع أكثر من ٧٠ تجربة في الفن التشكيلي لرسم مناظر طبيعية تعبر عن كل تضاريس العراق في الجنوب والوسط والشمال ،فكان المعرض دعوة للحياة ودعوة الى ان يكون العراق موحداً بتضاريسه اولاً واخيراً
وتابع: ان الخطر الكبير الذي يحيق بالعراق هو في تقسيم تضاريسه،فتقسيم العراق كان واحدا من الامور التي اردت طرحها ولكن بشكل فني، وبإعمال عراقية قبل فكرة التقسيم، ليمثل المعرض أرشيف للذاكرة ما قبل التجزئة.
&
فضيلة جميلة&
&اما الفنان علي الدليمي فقد اكد ان المعرض يعد فضيلة كونه يمثل العودة الى الطبيعة الجميلة،، وقال :تحت عنوان (تضاريس ملونة) توزعت على أروقة جمعية التشكيليين العراقيين، الأعمال الإنطباعية العراقية المشاركة في المعرض التشكيلي المشترك الذي شارك فيه أكثر من خمسة وسبعين فناناً ومن مختلف الأجيال ولجميع المحافظات العراقية.
واضاف: يأتي هذا الإحتفاء الملون بالطبيعة العراقية، من خلال الدعوة المفتوحة التي وجهتها جمعية التشكيليين لجميع الفنانين العراقيين، من أجل العودة الجميلة لإستلهام الطبيعة، ولمدرستها الفنية الرائعة، ولتوثيق أماكنها أينما وجدت.
وتابع: &المعرض يعد فضيلة جميلة للعودة إلى الطبيعة العراقية التي لا بد من العودة لإحضانها، بعد أن هجرها أكثر الفنانين العراقيين.
&
معرض مميز&
فيما اثنت الفنانة التشكيلية سماح الالوسي على المعرض معبرة عن سعادتها بالمشاركة فيه ، وقالت: هذا المعرض مميز في فكرته لانه تناول الطبيعة العراقية الذي عكست جمال العراق بتنوع مناخه وتنوع مناظره لذلك كانت الاعمال تجسد هذه الطبيعة الخلابة الجميلة من اهوار وجبال وبحيرات وكل انحاء العراق بمشاركة مجموعة من الفنانين العراقيين المبدعين ومن مختلف الأجيال الرواد والشباب بأعمال جميلة ونتمنى للجمعية التقدم دائما والمزيد من الابداع للفن التشكيلي .
واضافت: انا سعيدة بالمشاركة بهكذا معرض مميز الذي يؤكد قدرة الفنان العراقي على الابداع .

المدرسة الواقعية
من جهته قال الفنان زياد جسام :معرض "تضاريس ملونة" من نشاطات الجمعية المتميزة، كان ذلك واضحا من خلال اعمال الطبيعة الخمسة والسبعين المعروضة، اذ كانت لوحات مرسومة باساليب مختلفة ولعدة اجيال معظمها تندرج من ضمن المدرسة الواقعية، لاشك ان لجنة اختيار الاعمال كانت مهمتها عسيرة، فقد اجلت استلام الاعمال لاكثر من مرة لعدم قناعاتها بما قدم من اعمال، وهذا دليل واضح على جدية جمعية التشكيليين في اقامة معرض يسجل في مسيرة الفن العراقي، كما ان الجمعية لها دور فاعل في نشاطات عديدة داخل وخارج العراق اعادت للفن العراقي هيبته.
واضافت : موضوعة الطبيعة التي اختارتها الجمعية، حفزت الفنانين للاشتغال في مناطق غادروها منذ زمن، اذ تعودنا ان نرسم الطبيعة في الهواء الطلق، الا اننا تفاجأنا كفنانين من بغداد تحديدا بان الطبيعة انحسرت بشكل كبير، منها قد تكون تحولت الى عشوائيات ومعامل او مباني بنيت بدون اي موافقات رسمية، واخرى قد تحولت الى معسكرات للتدريب &والوصول اليها ممنوع، بينما كنا نرسم الطبيعة في مناطق حزام بغداد او على ضفاف دجلة بسهولة ومن دون اي معوقات.
&وتابع : ربما يجرني الحديث عن هذا الموضوع الى مناطق بعيدة عن الفن، لذلك اكتفي بالقول باننا كفنانين عراقيين لنا حضارة عمقها التاريخ سنبقى على عهدنا ننتج ابداعا يحسب لجميع العراقيين.

اعاد للطبيعة هيبتها
من جانبه قال الناقد التشكيلي قاسم العزاوي :كم نحتاج لظلال الاشجار لنحتمي بها ونحن في هذا الجو &الجحيمي.
&واضاف:التضاريس عراقية مشهدية انطباعية لجمال طبيعتنا الخلابة ،من شمال العراق لجنوبه وشرقه وغربه واهوارنا التي في عرس وهي تدخل بقاموس المحميات العالمية.
وتابع: ريشة فناننا العراقي ومن كل المحافظات والاجيال قدمت لنا هذه المشهدية الانطباعية ، واعادت للطبيعة هيبتها ومكانتها ،باعتبارها المنهل والملهم للجمال بكل اشكاله : الفني والادبي والتي نهل منها الفنان والشاعر والروائي والموسيقي ووووو...
&