1
حَكَت لي وَهْيَ تَنْزَعُ ثيابها بغُرْفَة النَوم عَن،
"الغلال المَبْذولَة بوفْرة" في أَرض الحُبِّ.&
الامْكانيات كَبيرة وأَن يكون المرء ثَملاً وَغير
مَعني بِما سيرثه، فسيكون تألّقه وهو لا يعاني
مسألة الرَدم، أَكْثَر مِن ولَع بِما لا يذْعن للمَوت.
ناوَلْتها كأس الفودكا وَذَهَبت تَسْتَريح تَحْت الشمْعة
الساهرة للرَغْبة المتماثلة. أَظنُّ أَن الأنْهار التي
عَبَرتْها مَعها، كانت مَليئة بدفء الأمومة. اكَتَمَلَت
الآن كُلّ الشروط ولا يُمْكننا الافْتراق عَن بَعْضنا
البَعْض. يَتَعرَّضُ المُحبّ لضَرْبَة الصاعقة إِذا لَم
يَتَعاقب عَليْه زَمَن الاستجابة لاحْصاء الأَيَّام في
رَسائل الحُبّ. بَعْض الأشْخاص الذين تَوافَرت لَهُم&
الشروط، بَحَثوا عَن شَيء يَسْتوْجب رَغْبتهم في
عناق المَحْبوب. لَم يَحْصل أَيّ مِنْهم على ضَمان.
تَغطَّوا ببطَّانيات أَحْزانهم المَطْوية وَفاتهم السَهر
مَعَ المُضَحَّين برأس مالهم مِن أَجل امْتلاك زمردة
جَمال المَحْبوب.

&

2
جَلَسْنا نَشْرَبُ وَنَسْتَمع الى الأَغاني الفارسية،
والمَرأة التي دَعَوْتها الى البار. زَميلة دراسة
اللغة السويدية. كانَت مُتَزوِّجَة في شيراز وَتَمّ
اعْدام زَوْجها لتَورّطه بَجريْمَة قَتل 3 مِن أطْفال
الشارع. كُنْتُ التَقيْها في بَعْض المَرَّات حين&
أَتَبضَّعُ مِن محال البقالة الايرانية، وَكانَت تَشْكو
الحَنين الى وَطنها. أَنا مثْلها أَيَضاً أَشْكو الحَنين
وأَحْلَمُ في العَوْدَة الى العراق. يمتليء العالم الآن
بمعسْكرات اعْتقال فَظيعة، والمآتم في كُلِّ مَكان.
:-"لا تَكْتَرثي لأحْداث للماضي واعْتمدي على الله".
قُلْتُ لَها وَهْيَ تَعْلَمُ انَّني لَم أكُن بخَيْر طوال كلّ مُدَّة
اقامتي في بَلَد الهجْرة. عَزَلْتُ نَفْسي وانْتَهى بي الأَمر
الى نَمط حَياة غير قابلة للعَيْش. أَنْهَضُ مِن النَوم بَعْد
أَن نَجَوْتُ مِن صراع مَع أسَد أو نِمْر، وأَشْعر بالخسْران
لِما فَقَدْته أَثْناء لَحْظَة الكابوس المَريْرَة. 20 سَنَة أَشتَري
الطَعام والتَوابل مِن المحال العراقية والايرانية، وَمَع
أَن زَوْجَتي مولودة في بولونيا وَعاشَت وَدَرسَت في
السويد، لكنَّني لَم أَتَعلَّمُ مِنْها كَيْفية طَبخ نوع مُعيّن مِن
الحساء، أَو طَريقة مُثْلى في قَلي السَّمك النَهْري. مالك
البار وَهْو لاجىء ايراني، ذَهَب يَمْضي الاجازة الصَيْفية
في بلده وتُديرُ العَمل الآن زَوْجَته. رعاية الأَولاد والعَمل
وادارة شؤون البَيْت، أعْباء ثَقيْلَة وَفَقَّت فيها وَكفَّت عَن
لَعن الغُرْبَة. بَعْد الغروب وَدَّعْتُ زَميلَتي وَعدْتُ الى
بَيْتي، أَحْملُ صَحن كَباب ولَتر عَرق "راكي" هَدية مِن
السيّدة التي تَنْتَظر عَوْدة زَوْجها بلهفَة.

&

3
تطْواف مُملّ في المَدينة كُنْتُ أَعْبر فيه كُلّ طَريْق بحذر.
حَرَكة سير المَرْكَبات البطيئة والزحام وتَلوّث الفَضاء
والحَوادث المرورية والسلوكيّات الفَظيْعَة لَدى بَعض
أَصْحاب الشاحنات. كُنْتُ أَتَحَدَّثُ بالهاتف مَعَ رَبّ عَملي
الذي تَقاعَد قَبل سَنَة، وَعَبَرْتُ الشارع مِن دون أن أَنْتبه
الى الإشارة الحَمْراء. مَرَّت سَيَّارة مُسْرعة جدّاً وَكادت أَن
تدْهسني. ماذا لَو كُنْت انْتَبهْتُ للإشارة؟ البَعْض مِن النَّاس
يَعْبر مِن أسْلَم مَوضع ولا يَنْتَظر تَلقّي الإيعازات. المَتاجر
التي دَخلْتها وَخلْتُ انَّني سأَتَبضَّعُ مُشْتَريات مِن صنْع السَحَرة،
كانَ أَغْلَبها يَخْلو مِن البضائع الجَديْدَة. بتأثير مِن الرطوبة
والهَواء الملوَّث، أَشْتَريْتُ قناع أحَد آلهة الصَّيْد المَحلَّيين ب
100 كرون، وَذَهَبْتُ الى الغابَة. كَمَّية كَبيْرَة مِن السَّمَك وَريش
الطَّيْر، عُدتُ الى البَيْت أحْملها وَسَوَّى الله بَيْني وَبَيْن الملوك.

&

4
بَعْدَ عَوْدَتنا الى البَيت أكْمَلْنا الشَراب بنفس الاسلوب الذي اخْتَلَفْنا
عَلَيْه في البار. لَم نَتَحَدَّث عَن المَنْهَج الاقتصادي لأنَّنا بصراحة لا
نَمْتَلك خزانة، والثَرْوَة يُمْكن تَبادلها مَع الآخرين. حَياتنا اعْتيادية
وَلَم نَرْتَكب الأفْعال الشائنة. يَقولُ الطَبيب انَّهُ سَيَسْمَح لَنا بالعَوْدة
الى الريف، واشْتَرَط عَلَيْنا أن لا نمارس الجنس وأن َنَتحاشى لَدْغَة
الأفْعى. الجنس نَهاية متعادلة للعب مَع الطَبيعَة. لَو كُنَّا اسْتَجَبْنا&
لنَصيْحَة هذا الأْحْمق السمين،
لَبَدَت لَنا حَقيْقَة المَرض صَعْبة الفهم.
قالَت لي بَعْد أن رَأت خراف الهلال&
تَثْغو في أصص الزهور الموضوعة
على النافذة، أنَّ أُمّها احْتَفَلَت بأوَّل "ظهور
للطَمث" عنْدها. "كان عُمْري 14 أو 15 سَنة
وَكُنْتُ أدْهَنُ أخْشاب تابوت أبي" قالت لي.
اسْتَرخى كُلّ مِنّا وَلَم نُحاول الاتصال بمدراء
المَصارف. بالنسْبَة لي فأنا أضْجرُ مِن طريقتهم
في اثارة الفتْنَة بَيْني وَبَيْن الذين يُشدِّدون على
تَجنّب العَيْش في اللاوعي.

&

5
التَعايش في مَديْنَة يَخْطأ الفَرْد فيها الهَدَف مَعَ الحشود
الغَريبة، مُمْكن تَصْنيْفه على انَّهُ رَغْبة بإزْعاج الملاحدة
الذين دَأبوا على الانْقاص مِن وزن الأوْراق المُتَيَبِّسَة
للسَأم. بَعْد الغروب عدْتُ مِن النزْهَة اليَوْمية والتَقَيْت في
مَدْخل العمارة بَعض الجيْران. شكايتهم هي نَفْسها ولا
تَتَغيَّر. كلابهم لا تَحْميهم مِن ابر الدموع التي قُيِّدت في
مَعاصمهم. في علم اجْتماع الحُبّ لا يوجد تعارض بَيْن
الحُلم بالخلود وَبَين عتاب المَرأة المَحْبوبة على إخْلافها
الوَعد. زَوْجَتي لَيْسَت مِن النساء اللواتي يُؤنِّبهنَّ عَذاب
الضَمير، وَهْيَ تَقفُ بانتظاري على الدَوام وَتَخْرق
الهدْنة التي عَقَدْتها مَعها. أقولُ لَها ببراءة المُغْتاظ
مِن حَجب اسْمه في سجلِّ القُربان:" أَنا بَعْلكِ الغَيور ولا
أريد اشْهار العلاقة بَيْننا للآخرين". صَدَمَتْني وَهيَ تجيب
:"رَغَبْتُ في تبْيان مَحَبَّتي لَكَ ومقاسَمتك إرث أَبي".&
التَمَسْتُ مِنْها الكَفّ عَن اللغو وخَرَجْتُ أشارك روَّاد الحانة
مضاعَفتهم لمعايَنة كَوارث الحَياة.

&

6
هَل بامْكاني تَقْليص وَقْت المَوت الذي يَتَخلَّل الأَشْجار الخائنة
في الطَبيْعَة؟ قَطَفْتُ ورقة صَبَّار وَذَهَبْتُ الى الحانة، أَنوح
على نَفْسي وَعَلى الغير، وعلى الرَغم مِن أنَّ مُمْتَلكاتي نَفيْسَة
وغالية الثَمَن. المشط والكأْس والتبغ والقَميص المُخَرَّم. رَغَبْتُ
بمقايَضتها بقارورة فودكا وصَحن حُمّص مَسْلوق. ماذا تَبَقَّى لي
الآن وأَنا أَتَرَقَّبُ مَجيء أسَد المَوت المَجْروح؟ لَو كُنْتُ تَوَجَّهْتُ
الى تأليف كتاب عَن العَجائز الذين ينادون أوْلادهم القَتْلى، لحزْتُ
الصِّيت عِنْد الآلهة كلّها.