ليس هنالك من يسعى الى ان يكون الشغف بالمسرح شعبيا اكثر من المخرج العراقي انس عبد الصمد الذي يجوب القرى والمدن الصغيرة ليقدم عروضه وابتكاراته التي تحظى بالاعجاب والثناء وبالتشجيع ايضا ، ضمن مشروعه الكبير ، وقد انتهى من اقامة ورشة "الميتا مسرح" للعرض الجديد الذي يحمل عنوان ( نعم غودو) في مكان تاريخي عمره اكثر من ٥٠٠ عام إنتاج فرقة مسرح المستحيل التي يترأسها .

& & هناك .. ترى اشياء لم ترها من قبل ابتداء من شكل الخشبة الى المشاركين في العرض من الصبيان والشباب وكبار السن الذين يتقدمهم (ابو شاكر..) اكبر المشاركين سنا ،وهو ينتظر ويحضّر ويتمرن ويؤدي وبكل حب يعطي درسا في حب المسرح والتفاني من اجل ثقافة عراقية مستمرة، ويقول ابو شاكر.. اتمنى ان يشارك المسرح في الحفاظ على موروثاتنا الجيدة ويزيل الرديئة،وصولا الى &الترويج الظريف الذي يقوم به مسؤول التنسيق بالفرقة المخرج المسرحي الدكتور جبار محبيس بطريقة غير مسبوقة حين يدور في السوق ويدخل مقهى ويمشي في الشارع في قضاء المحمودية، ويدعو &الناس للمشاركة في ورشة العرض الجديد بطريقة دميلة فيما الناس ينظرون اليه باستغراب لان لسان حالهم يقول لاول مرة يحدث مثل هذا في بلدتنا !!.
اما تبك الخشبة المميزة، فأول تعليق عنها تسمعه من مخرج العرض اذ يقول (خشبة ليست ككل الخشب ترتفع بنا عن الارض ليشاهدنا اخر انسان بالكون..)، ويوضح : (هنا.. بين الناس بالمدن البعيدة والقرى النائية و الحارات العتيقة يستمر مشروع مسرح المستحيل (شوارع بلا مدن) لديمومة الفعل المسرحي في كل مكان لتعريف باهمية المسرح و بإنتاج الفرقة الجديد (نعم غودو)..
& & & &اقول له وانا اسمع واتفرج على ما يحدث في المكان ، فيجيب انس عبد الصمد : مشروع مسرح المستحيل المستمر من ١٩٩٩ الى الان هو ترسيخ مفهوم الورش المسرحية في اسناد الفعل الثقافي من خلال رفدها باحدث التجارب المسرحية بالعالم ، وكانت لفرقة مسرح المستحيل المتأسسة في نهاية القرن الماضي &1996 الدور الكبير، فاعتمدت الجسد لغة ومنهاجا وبحثا دائما نتج عنها ورش متعددة ومستمرة فصلية وشهرية بمختلف دول العالم بدأت من طوكيو بعد الحرب على العراق لتستمر بمنهاج عالمي ترسخ الى كوريا والى تونس (مهرجان قرطاج) والمغرب و تركيا وبغداد واربيل فكان الهدف هو ديمومة الفعل المسرحي الحديث بما ينسجم مع التطور الحاصل بالمسرح العالمي .
& واضاف: نظام الورش لدى مسرح المستحيل هو اقامة ورشة لعرض جديد والتعريف به ثم عرض المسرحية بمتدربين جدد من الورشة وقد يكونون اول مرة يعتلون الخشبة وهذا احد اهم اهداف الورش والعرض معا ..فقدم مسرج المستحيل ورش عديدة اهمها ورشة المستحيل لفرقة ٠ BOX 10 &اليابانية وفرق شهيرة محترفة يقودها اول مرة بتاريخ المسرح العربي لفرق اجنبية محترفة متمرسة ..فتاسس منهاج خاص لفرقة هو" الميتا مسرح" الذي نعمل عليه ونبشر به بكل مكان بالقرى البعيدة والنائية في العراق وابعد &مدن شمال افريقيا وشرق اسيا وتركيا بمدن مختلفة... وبعد نجاح الاسلوب ليصبح سر فني منهجي حديث يريد الكل الالتحاق به قدمت لنا العديد من الدعوات لتقديم ورش بمدن عراقية وعالمية لنتخذ نظام بكل عام ورشة باسم جديد نقدمها لكل العالم التي تنتهي بعرض مسرحي يكتب له النجاج دائما بسبب المران المستمر والجدية التعليمية في طرح المنهاج ..فحصلنا على العديد من شهاداة التميز والتقدير ابرزها من موسسة المسرح الاسيوي في طوكيو والقصر الملكي الهولندي لتصنيفي معلم ورش عمل ممثل محترف ومعتمد من قبلهم ...
& وأوضح :قبل ثلاث سنوات، في ٢٠١٥،أكملت مشروع المستحيل الذي امتد من بغداد وكركوك الى الديوانية والبصرة والآن في ٢٠١٨ نكمل المشروع بورشة "شوارع بلا مدن" التي بدات في قضاء المحمودية ومستمرة الى الفلوجة واربيل والموصل وبابل والسماوة، "شوارع بلا مدن " هو المشروع الجديد الاهم لانه يعتمد زيارة المدن المحررة والتعامل مع الناس لخلق التعايش السلمي بينهم من خلال المسرح.
وتابع : اكملنا المحمودية وبعدها الفلوجة ومدن عديدة تستمر كورشة متطورة عن ذاتية فعل الممثل وتقديمه بشكل احترافي في مسرح الشارع &ليكون ورشة للعرض الفرقة الجديد( نعم غودو) تنتهي الورش في بغداد باقامة مهرجان "شوارع بلا مدن " لمسرح الشارع في بغداد في شهر اذار من السنة المقبلة.
&وحين اسأله وماذا بعد كل &هذا يقول :سوف تتم دعوة الفرقة للمتدربين الذين استفادوا من الورش في المدن العراقية وتقديمهم كعروض تحاكي تدربيهم وقضاياهم باطار فني انساني لكل المدن مجتمعين بمكان واحد لخلق جو النقاش وتبادل التجارب،ينتهي المشروع في بغداد بمهرجان سيكون نوعيا ومتفردا لانه يعمل وفق اسلوب الفرقة ان المسرح للناس ومنهم .. واخترنا (شوارع بلا مدن )كدليل ارشيفي على دمار واعمار المدن بالثقافة باعتبارها حاجة اساسية للمجتمع ولجيل الجديد وتعمدنا مشاركة الشباب دون سن ٢٥ لضرورة فنية تجديدية لخلق فرص لجيل القادم .

الى ذلك اثنى الناقد المسرحي والاكاديمي الدكتور حسين رشيد بالتجربة وقال : كان (حلم في بغداد) اول خطوة على طريق تأصيل مصطلح (ميتا مسرح) وعلى طريق تأصيل التسمية ، لم يسبق احد الى هذه التسمية في العراق على حد علميباعتباري ناقد معاصر للمسرح العراقي ،الا انه ومن خلال مراقبتنا الجمالية للعرض المسرحي الذي قدمه انس عبد الصمد في اليابان وفي العديد من الامكنة واقام عليه ورشة اداء متخصصة اصلت هذه التجربة .
واضاف : خطوة انس عبد الصمد بوصفها خطوة متمية وانا اثني عليها لان انس هو اول من انتقل بالورشة المسرحية الى المحافظات ، هذا سبق مهم للمسرح العراقي ويحسب له، وارجو ان يثبت للمستقبل وللتوثيق لانها تجربة مهمة في تقديري ان ينتقل بالورش المسرحية الى المحافظات والامكنة التراثية .
&