&
هناك الكثير يعتبر أن الشعر يقوله الشعراء المتعلمون& والمثقفون& من دون أن يعرف أن القصيدة يجب أن تتكون من صور شعرية يكمل بعضها بعضا لإداء المعنى الذي يريد الشاعر أن يوصله الى المتلقي& بحيث تشكل هذه الصور قصيدة واحدة& كلوحة يرسمها فنان تشكيلي بألوان& مختلفة وقد أدرك ذلك كثير من الشعراء ولكن كثير منهم لم تكن له المقدرة على جعل قصائده& لوحات فنية& مهمة لعدم تمكنه& من الرسم بالكلمات كما سمى الشاعر نزار قباني أحد دواوينه (الرسم بالكلمات ),وأضيف أن هناك الكثير من القصائد المتعددة الاغراض من العصر الجاهلي حتى الوقت الحاضر فيها صور شعرية جميلة جداً& ذات ومنها قصيدة يزيد بن معاوية ثاني خلفاء بني أمية& وغيره& الكثيرون من شعراء فترة حكم بني أمية ومن شعراء العصر العباسي والاندلسي& وشعراء الشعر العربي الحديث وهم معروفون لا يحتاج .أن نذكر اسماء الكثيرين منهم ,لكن ما أريد أن أذكره أن هناك شعراء على فطرتهم& لا يعرفون القراءة ولا الكتابة يقولون شعراً في مناسبات كالأعراس والدبكات التي تقام& في مناسبات محلية ووطنية أو يقلهن النساء في مجالس العزاء النسائية اللواتي يسمون ( بالقوالات أو بالعدادات) حين يتوفى شخص وهن مجهولات لا يعرفهن أحد لكني أذكر اني قرأت لشاعرة معروفة& من جنوب العراق تسمى فدعة وقد أستشهدت& بشعر لها في دراستي(موسم الهجرة الى الشمال والمفابسات الشكسبيرية) هو:
يخوضون خوض الماي بالدم
والشاف عركتهم تندم
&وكذلك شعراء الافراح& وشعراء البادية والذي يسمى& شعرهم (الشعر النبطي ) وأضيف أن أطروحة الماجستيرللشاعر المرحوم شفيق الكمالي وزير الثقافة والاعلام الاسبق في العراق عن الشعر البدوي وكان في الستينات من الفرن الماضي يحضر الى أتحاد الادباء ومعه المطرب البدوي المعروف المرحوم جبار عكار ويلقي الكمالي محاضرة عن الشعر البدوي& ويقوم المرحوم جبار عكار بعزف غلى الرباب ويغني& شعراً بدو ياً يطرب له من يفهمه حسب نشأته, ولابد لي من التأكيد أن& شعر القوالات أو العدادات قد ضاع ولم يلتفت أحداً لتدوينه على الرغم من أن مجالس العزاء لا زالت تقام في بعض المدن& لان ذلك الشعر خاص بالنساء ويتعذر تسجيله& ولعدم وجود عدادات أو قولات ماهرات بقلن ( الشعر المأتمي) أن جاز لي تسميته& في الوقت الحاضر لكني أود أن أقول أني أوردت في مجموعتي القصصية& التي صودرت من أحدى دور النشر في دمشق قيل بدء الحرب في سوريا وتم طبعاتها& بعد ذلك في دار نشر في القاهرة بعض من& المقاطع& الشعرية لقوالات المجهولة& لشاعرات مجالس العزاء النسائية ولابد لي من القول أن بكاء نسائي جماعي يكون في نهاية كل مقطع تقوله العدادة أو القوالة يشتركن فيه جميع النساء& المتواجدات في مجلس العزاء وأن للقوالات والعدادات& تقاليد خاصة بالقول لا يقبلن أن يكون رثاء المتوفى أكبر من مركزه ووجوده& حين في الدنيا وكثيراً ما تحدث مشادات بينهن ويتركن بعض العدادات المجلس وينسحب معهن بعض النساء لقول أحداهن قولاً يتناسب مركز المتوفى حين كا ن حياً زيادة أو نقصان ,وأورد هنا بعض المقاطع من شعر العدادات أو القوالات في مجالس العزاء:
شاهد أحد ملاك القرى والبساتين الكبار عدادة أو قوالة يعرقها فقال لها ماذا تقولين عني بعد& أن تدركني المنية ؟
فقالت أقول:
ذبم بتاتيهم علة التين
&ونزلم يخمون النواعير
وريته هجم ما تقبل ادير
( ذبم : نزعوا ووضعوها , البتاتي :جمع وفردها بتية وهي العباءة التي تصنع من الصوف المغزول بالمغزل اليدوي وتحاك باّلة الحياكة المسماة (الجومة), التين: أشجار التبن لآنها ذات ظلال كثيفة وتزرع قرب سواقي الماء, النواعير: دواليب& من خشب تدور بقوة& جريان الماء وترفع الماء بوسائل تثبت بها الى الاعلى وتسكبه في سواقي تنفله لسقي القرى والبساتين,& وريته هجم ما تقبل الدير: أي أن النواعير لا تقبل ان تدور من حزنها على وفاة مالكها ويراها المشاهد كأنها تريد أن تتحطم من الحزن) فأكرمها بعشر نخيل& تمرها من أجود أنواع التمور تكون لها& ولمن& يرثها ما دامت تثمر دون أن يعطيها الارض لان الارض لا تعطى ولا تباع& قي عرف ملاك القرى والبساتين
وهذا مثال اّخر قالته قوالة أو عدادة في مجلس عزاء في حق امرأة& تنزها فيه:
وتفداك من نزلت بليل
وحطت عليج بحجة الخيل
وتفداك من قصوا شَعَرهةَ&
وبين المجالس حكوا عنهة
تموتين يم الدنس عنهة
&( وتفداك: من الفداء اي تروح فداء لك, وحلاقة الشعر عقوبة للمرأة الزانية منذ العهد السومري وكان الطبيب الشرعي إذا قتلت امرأة غسلا ً للعار اذا وجدها بغد الفحص انها كذلك يقص جذيلتها ويضعها على جثمانها تأكيد لانها قتلت غسلا للعار , يم :يا أم )
وهذا شعر اّخرً& قيل مجلس العزاء النسائي في حق رجل توفى:
طب للسراي وصعد لي فوق
وفانوس بيد الشيخ معلوق
ويفصل دعاوي ويطلع حقوق
وذب الحقوق أعلَ الرداية
(طب :اي دخل الى, السراي: مقر الحكومة ,لي: الى, وذب :& جعل أو حمل , الحقوق: الحق)&&
وكذلك ما قيل عن نساء اتقلن الى رحمة الله&
فحلة النسوان حركة
زادك مري واديك بركة
واّخر
حيية وطلت من ورى الحي
شافت رجال بمفرق الفي
وشاقت رجال ودنكرت&
ما أوردته هو مقاطع& شعبية كان(& القوالات أو العدادات ) يقلنه في مجالس العزاء& وليس قصائد كاملة لأن في نهاية& كل مقطع تقوله العدادة& يرافقه بكاء من جميع النساء الموجودات في المجلس بشكل جماعي وقد يتافعلن قسم منهن مع قول العدادة& فيصحن صيحات بصوت عالي يعبرن فيه عن الحزن كما هو في غناء المقامات العراقية وكما هوفي غناء الاطور الريفية& والعتابات& والابوذيات وما يسمى بالفرقيات كصيحات (يويلي, يايابة, يا يمة& يا بويه وغيرها من الصحيات الحزينة)& &
&
التعليقات