&قبل مئة عام في 14 تموز/يوليو ولد إنغمار برغمان احد اهم سينمائيي جيله مع اعمال قاتمة غالبا ما تكون صعبة، لا تزال تثير الاعجاب والصدمة.& ولد برغمان العام 1918 في اوبسالا شمال ستوكهولم وهو نجل قس لوثيري. وقد اخرج قرابة الستين فيلما بين العامين 1946 و2003 من بينها "الفراولة البرية" و"فاني و الكسندر" عمله المرجعي. وبعد 11 عاما على وفاته في سن التاسعة والثمانين في منزله على جزيرة فارو في بحر البلطيق التي جعل منها ديكورا لفيلمه المقلق "برسونا"، يبقى برغمان رسام المعاناة والتخيلات والجنون والخيانات الزوجية.&وقد كتب قي سيرته الذاتية "للمصباح السحري"، "الجزء الاكبر من تربيتنا كان يرتكز على مبادئ الخطيئة والاعتراف والعقاب والخلاص والصفح". من "أزمة" الى فيلمه الاخير "ساراباند"، تمرس هذا السينمائي المتفوق الذي عشق النساء وصورهن بطريقة متقنة وقد تمرس في رسم توتر العلاقات البشرية حيث الله قوي وقادر وغائب في آن، تاركا الضمائر المعذبة وحيدة بين الصراخ والهمس. وتقول آنا برغمان ابنة زوجته وكانت تهتم بملابس افلامه "كان اينغمار ينهل كثيرا من تجاربه الخاصة ومن ماضيه"

&
&النفحة الاسكندينافية
اعتبارا من الخمسينات حقق شهرة في الخارج حيث سينجذب الجمهور الى "النفحة الاسكندينافية" مع اللغة الغريبة والنساء الشابات المتحررات والمناظر الطبيعية البرية فضلا عن تقديم "طبيعي" للعري ما اثار ذهولا وصدمة. وتقول آنا برغمان "غالبا ما ربطت صورته بالخارج بافلامه القاتمة بالابيض والاسود ووتيرتها البطيئة الا ان هذا جزء من حقيقته. في السويد يفضلون +فاني اند الكسندر+ عمل الطفولة الحاصل عدة جوائز اوسكار والذي يبث كل سنة بمناسبة عيد الميلاد عبر التلفزيون السويدي".
فانغمار لم يحظ دائما بالاعتراف في بلده. ويقول يان هولمبرغ مدير "مؤسسة برغمان"، "تتزامن مسيرة برغمان مع تطور دولة الرفاه. وعرفت السويد ازدهارا سياسيا واجتماعيا واقتصاديا استثنائيا في الاربعينات والخمسينات والستينات (..) لكن كان لدينا هذا المخرج الذي يذكرنا انه بامكاننا ان نشعر بالقلق وان نطلّق وان نقيم علاقات صعبة مع اهلنا واننا نحتاج الى الله. وفي تلك المرحلة لم تكن ثمة رغبة بالاصغاء اليه".
&
&وابل من جوائز الاوسكار&
بالابيض والاسود ومن ثم بالالوان كان يتنقل إنغمار برغمان بين الاعمال الغنية بالرموز (الختم السابع) واخرى كلاسيكية ("صيف مع مونيكا" و"سينز فروم ايه ماريدج" و"اوتم سوناتا" و"كرايز اند ويسبرز" و"فاني و الكسندر") الى جانب تجارب لا يمكن وضعها في خانة مثل "بيرسونا" التي تعتبر من تحف الفن السابع. وقد اخرج ايضا عشرات العروض المسرحية مقتبسا موليير وشكسبير وإيبسن وسترينبرغ في العام 1963 الى 1966 وادار المسرح الملكي في ستوكهولم الذي كرس له هذه السنة برنامجا استثنائيا.
وودي آلن يعتبره "افضل مخرج" في تاريخ السينما، فاز برغمان بثلاث جوائز اوسكار افضل فيلم اجنبي العام 1960 عن "ذي فيرجين سبرينغ" وفي السنة التالية مع "ثرو ايه غلاس داركلي" وفي العام 1983 عن "فاندي اند الكسندر". وقد كرمه مهرجان كان بشكل متأخر مع "سعفة السعف" العام 1977 وهو الوحيد الفائز بهذه الجائزة حتى الان. وكان يقول "عندما لا يكون فيلم وثيقة يكون حلما. لذا فان تاركوفسكي هو الاكبر بين الجميع" مضيفا اسماء "فيليني وكوروساوا وبونويل الذين يبحرون في المياه نفسها". وهو قدم اجمل الادوار الى ممثلات مثل هارييت اندرسون والنروجية ليف اولمان . وكانت له علاقات عاطفية مع الكثير من الممثلات وتزوج خمس مرات وانجب تسعة اولاد.&