انسحبْ بتعقّلٍ مثلما يُسرَّح من المَسرح
ممثُّل عجوزٌ سقّطَ عن مقامه. هذا هو القانون،
عليك أنْ تستسلم له، أنْ تودّع ما تترك،
وأن تدلف برجل ثابتة هذا السُّمك الغامض
حيث أمر جد غريب العودة منه.&
لا تثُر، ولا تبكِ مصيرَكَ،
لا ترتعد من القلق أمام العتبة
التي تَستعدُّ على نحو سيء لاجتيازها،
اقتربْ من العدم بلا شفقةٍ عليك
وكرجلٍ سليم السَّريرة، ودّعْ هذه الحياة
التي تفقدُها بكلّ ما تحمله من متاعب ورغبات،
فمسرحُها جميل كثير على وقت قليل أمضيناه
بالهياج على الخشبة، نجزل في كلام لا طائل تحته
كمُمثّل فاشل يُسكته انسدال الستار
هنا المحارب يُنبَذ ما أنْ يَنتهي تعهُّده
ولن يقبض راتباً آخر غير الموت ونكد الطالع.
اعلَمْ إنّ في طَرفَي المَسار
ألمَ المخاض هو الذي يتفطّرَ له القلبُ
فهو يَدوم ويصدُّ خوفَنا من أنْ نموت
اعلَمْ إننا لنْ نكفّ عن أنْ نولَد
لكن الموتى هم الذين كفّوا عن أنْ يموتوا.
عُدْ من حيثُ لم تـأتِ إلا لتنضمّ إليهم
فهؤلاء الموتى ذوو اسماء على الحجر جد صامتة
ينبّهوننا نحن الآخرين الذين يحلمون بالبقاء
بأنّ لا فرقَ قطعاً بين لا تكون ولن تكون.
فابتهج إنْ تخشَ أنْ تُعطى اسماً في غيابك
او كما يقال أحيانا في تيه الحِداد،
إنّ ظلالنا تعود لتدفع عن نفسها النّسيان.
فالأحياء وحدهم يطوفون بظلٍ في الأرض،
كم صحيح إنّ الظلَّ يحيا ويموت مع الجسد.
الترهيب والترغيب على قدم المساواة.&
وبحكم سلطتهما المتساوية
ليس لأيٍ أوْلوية
إلا إذا نظرنا بوضوح حتّى تُحل العقدة،
تُرى، أسنعرفُ من سيفوز بالنهاية؟
&