في روايتها "أديل"، تقول ليلى سليماني على إن النساء يعانين اللامساواة، لكنهن يستطعن تجاوزها. فهن يعرفن الرجال وما يريدون، ويعرفن ما يمكنهن القيام به للدفاع عن أنفسنا، فالرجال سذج جدًا في طريقة تفكيرهم.

كانت ليلى سليماني، الفرنسية المغربية الأصل، في الخامسة عشرة من عمرها عندما تأثرت بمشهد القتل في كتاب "الجريمة والعقاب" لدوستويفسكي. وعندما بلغت السابعة والثلاثين، صنعت مشهدها الخاص في كتابها "لولاباي" Lullaby (منشورات فايبر، 13 جنيهًا اساترلينيًا) الذي فاز بجوائز عدة، وتُرجم إلى 44 لغة.

أما الآن، فقد خرج وحش آخر من خيال المؤلفة في كتابها الجديد "أديل" Adèle (منشورات بينغوين، 13 جنيهًا اساترلينيًا)، الذي يروي قصة مدمنة جنس في حبكة تناقش الرغبة وجسد المرأة، الذي غالبًا ما يتم ترسيخه في وسائل الإعلام بأبشع صوره.

وفقًا لصحيفة "تلغراف"، الكتاب مستوحى من الفضيحة المحيطة بالسياسي الاشتراكي دومينيك شتراوس-كان، الذي يقال إنه استأجر عاهرات لحفلات ماجنة.

أشارت الصحيفة إلى أن "أديل" تشبه "مدام بوفاري"، فهي إمرأة جميلة من الطبقة الوسطى، تشعر بالملل وهدفها الوحيد في الحياة هو أن تحصد إعجاب الجميع. أما زوجها فهو طبيب ولا يضيف شيئًا إلى روتينها اليومي.

&

&

&

بطلات معقدات ومختلفات

في نهاية المطاف، تصبح شهوة أديل نهمًا يتوّج بالعربدة وحفلات المخدرات، ما يتركها في حالة إعياء، لأن جسدها الذي لم يعد يشعر بحاجة إلى الطعام أو النوم، صار موجودًا فقط من أجل الجنس، وبدأ في الانهيار.

تخسر أديل وظيفتها وصداقاتها وعائلتها وكذلك زوجها بعد أن عُثر على رسائل فاضحة تبادلتها أديل مع زميله. لكن سليماني جعلت القارئ مساندًا لأديل، وليس للزوج المخدوع.

بطلات سليماني معقدات ومختلفات جدًا عن فكرة الأنوثة التي عرضت عليها عندما كانت أصغر سنًا.

تقول: "أتذكر في التسعينيات، عندما كانت مادونا وبيونسيه وشارون ستون مشهورات، كان الاتجاه هو التمكين. لكني كرهت ذلك. كنت خائفة جدًا من هذا النوع من النساء. لم يثرنني. كنت أرغب في وصف شخص آخر، امرأة تكره السلطة".

إنها لا تقول إنه ينبغي عدم تمكين المرأة على وجه التحديد، لكنها تعتقد أن هناك مزايا تجعل الرجال يشعرون في الأقل أنهم مهيمون.

تقول سليماني لـ "تلغراف": "على الرغم من كون النساء في وضع اللامساواة، فإن المرأة تملك الكثير من الأدوات للتلاعب بها. نحن نعرف الرجال جيدًا، ونعرف ما يريدون، ونعرف ما يمكننا القيام به للدفاع عن أنفسنا. الرجال سذج جدًا في طريقة تفكيرهم".

فقر وجنس وموت

كان لإميل زولا تأثير كبير في عمل سليماني، وبشكل رئيسي في تصوراته الواقعية عن الفقر والجنس والموت. يمكن رؤية هذه العناصر في "أديل" حيث يكون أسلوب سليماني باردًا ومنفصلًا. الصور الجنسية دقيقة وسريرية، "فعندما يتعلق الأمر بالجنس، فإن مفرداتنا إما براقة للغاية أو إباحية. من الصعب العثور على شيء محايد"، كما تقول سليماني. في وقت ما، تصف سليماني أصوات ممارسة الحب بأنها "مثل مكبس المرحاض".

السياسة ستكون في صميم الرواية المقبلة لسليماني، وفقًا لما صرّحت به لـ "تليغراف"، لكنها ستنتظر حتى العام المقبل في الأقل "لأنها ستكون لها عواقب معقدة على حياتي شخصيًا وسياسيًا"، كما تقول.

تشير الصحيفة إلى أن الرواية من المحتمل أن تكون مرتبطة بتجربتها "كمهاجرة". ففي فرنسا، ينظرون إليها على أنها عربية إرهابية بينما يرفضونها في المغرب لأنها ليبرالية تتكلم الفرنسية.

أما عن "أديل" فتتذكر رسالة وصلتها من رجل قال فيها: "زوجتي السابقة كانت مثل أديل وكرهتها سنوات عديدة. لكن بعد قراءة كتابك، أدركت أنها لم تكن امرأة سيئة. كانت ببساطة تعاني. قررت الاتصال بها لأول مرة منذ وقت طويل. وقلت لها لقد فهمتك أخيرًا!".

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن موقع "تلغراف".