.. الآن،

الخدر عام

في كل أصابع الفنان

ينخرها سلامى سلامى

والأنفاس في الصدر

تردد في تبتل: سلاما.. سلاما..

.. والآن، بعد الحول

نضج الألم

والآن..

لا ينفع الندم

بعد فوات الأوان

.. هكذا يقال

وما يفعل الآن،

بعد الكسر،

من خبر الجمال؟!

.. والآن،

تتفجر كل ينابيع الأحاسيس،

عدا اللمس،

فيجمح فرس الخيال

من فيروز عينيه

ينحت من الطين

وينحت من الحجر

وينحت من الشجر

ومن خطى البشر

تماثيل لبعض الأمل،

ومن الماضي ينحت

ومن المستقبل ينحت

ومن ساعات أوانه ينحت

أقدارا من دخان،

غير أن الطين جامد

والحجر ثابت

والشجر باسق

والخطى خواء،

ووحدها

خلال الضلوع تجوس

جيوش الأحزان

.. والآن،

ليس المكان حقا كما كان

فقد اختلت كيمياء الأرض

والذكرى في كل حين تعربد

في وجه النسيان

.. وأن من شلت يداه

ليس كسليمهما،

طلق الوجه واللسان..

على أن الكلام ليس كالكلام

فما يا ترى يصنع نحات

بأنامل مكسورة؟!

وما مصير مادة كانت إلى الأمس

تمني النفس بأماني صارت مقبورة

.. ويقول الآن: يا ليتها كسرت..

لكن بعد أن أجسد تلك الصورة...

.. والآن، لا شيء سوى غصة في الحلق محصورة...

.. وفي حديث جانبي مواز آخر

قال القمر:

هل سابقت الريح يوما،

أو قطر المطر؟

قلت: أجل، مرتين

وأسررت بعد نهاية السباق الثالثة

وصدع الفن كياني ثلاثا

فخسرت كل شيء

إلا الحياة

وحين تكسر أنامل النحات

يهون بعد الكسر كل شيء

.. نعم.. سيان هو الأمر الآن

لكن، شتان

شتان

شتان